محاولات إنقاذ 41 عاملاً في نفقٍ منهار بالهند تدخل أسبوعها الثاني
يعتزم عمّال الإنقاذ في الهند شق طريقٍ جديد لإخراج 41 عاملاً محاصرين، منذ أسبوع، في نفقٍ منهار، وذلك بعدما عُلِّقت أعمال الحفر خوفاً من انهيارات جديدة، حسبما أفادت السلطات.
وقال المسؤول الحكومي، باسكار كولبي، الذي يشارك في عمليات الإغاثة، إنّ الخطط التي يجري وضعها تتمحور حول حفر طريق من الأعلى. وأضاف: “ندرس الخيارات جميعها لإنقاذ العمّال”.
ولتنفيذ المهمة استشارت الهند شركة تايلاندية أنقذت أطفالاً من كهفٍ غمرته المياه في العام 2018، وخبراء في مجال التربة، وجيولوجيين من معهد نرويجي.
ويسعى عمّال الإنقاذ جاهدين إلى إزالة الأنقاض من نفق طريقٍ قيد الإنشاء في ولاية أوتاراخاند شمال جبال الهيمالايا، بعد انهيار جزءٍ منه كان العمّال يبنونه قبل أسبوع.
يتم بناء هذا النفق، البالغ طوله 4.5 كيلومترات بين بلدتي سيلكيارا وداندالغاون لربط موقعين هندوسيين، هما: أوتاركاشي، ويامونوتري.
ويندرج هذا الطريق في إطار مشروع “شار دام” للطرقات السريعة المدعوم من رئيس الوزراء القومي، ناريندرا مودي، والهادف إلى تحسين المواصلات بين 4 مواقع هندوسية رئيسية، ومع مناطق حدودية مع الصين.
وقررت السلطات، السبت، تعليق أعمال جرف أطنان من التربة والصخور للوصول إلى العمّال، بعد حدوث صدعٍ كبيرٍ في اليوم السابق، ممّا أثار مخاوف من احتمال انهيار السقف.
ويحاول المهندسون إدخال أنبوب أسطواني فولاذي، يبلغ عرضه حوالى 90 سنتيمتراً، في الركام، لعبور الرجال العالقين من خلاله.
وأضاف كولبي أنّه من المتوقع أن يكون هناك تأخير لـ”أربعة إلى خمسة أيام كحدّ أقصى” لإخراج العمال، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأفادت وكالة “برس تراست أوف إنديا”، ببدء”الاستعدادات لحفر حفرة عمودية من أعلى التل”.
ويستخدم رجال الإنقاذ أجهزة لاسلكية للتواصل مع العمال العالقين. وأُدخل الطعام، والمياه، والأكسجين، والأدوية إليهم عبر أنبوب بعرض 15 سنتيمتراً.
لكن وسائل الإعلام الهندية ذكرت أن العمال العالقين في مكان مساحته 400 متر منذ 12 نوفمبر “في حالة يأس”.
ولم يتم تحديد سبب انهيار النفق، إلا أن المنطقة الجبلية معرضة للانهيارات الأرضية والزلازل والفيضانات.
وكان رجال الإنقاذ يحفرون أفقياً بين الأنقاض باتجاه العمال المحاصرين، حتى تعطلت آلة الحفر، الجمعة، وأُحضرت أخرى جديدة جرى نقلها جواً.
وقال آر.سي.إس بانوار، مسؤول الصحة المشارك في جهود الإنقاذ، إن العمال المحاصرين يتلقون فيتامين سي، وأدوية من بينها أقراص مضادة للاكتئاب.
وأقامت وزارة الصحة معسكراً للفحوصات الصحية بالقرب من الموقع، وأبقت عشر سيارات إسعاف على أهبة الاستعداد.
وكانت الشركة قد تحدثت في وقت سابق عن أن 40 عاملاً عالقون في النفق، لكن المسؤول الإداري في إقليم أوتاركاشي، أبيشيك روهيلا، أعلن، السبت، أنهم في الحقيقة 41 عاملاً.
وفي تصريح سابق، قال عنصر الإنقاذ، محمد رضوان، لصحيفة “تايمز أوف إنديا”: “نواصل إرسال الرسائل للاستفسار عن حالتهم الصحية (…) لكن كلّهم يطرحون سؤالاً واحداً، هو: متى ستُخرجوننا من هنا؟”.
انتقادات وتظاهرات
وواجه المشروع انتقادات من خبراء البيئة، وتوقفت بعض الأعمال بعد أن تضررت مئات المنازل بسبب الهبوط على طول الطرق.
وقال مدير الشركة الحكومية للطرقات السريعة والبنى التحتية، آنشو مانيش خالكو، للصحافيين، بعد ظهر الجمعة إن “عمليات الحفر قطعت مسافة 24 متراً من أجل إخراج العمال على نحو آمن”.
لكنه لفت إلى الحاجة لمد أنابيب بطول حوالى 36 متراً إضافياً للوصول إلى العمال، مؤكداً أن الأمر “سيستغرق وقتاً”.
ولم ترد أي تفاصيل رسمية عن حالة العمال، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أن بعضهم يتقيأ ويعاني الصداع، والقلق، ومشكلات معوية.
ووفق وكالات، تظاهر عشرات من زملاء العمال العالقين أمام النفق، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، متهمين السلطات بالبطء في عمليات الإنقاذ.