أحمد زكي.. 5 نساء في حياة المقتول بـ”لوعة البشر”
من بين المفارقات الكثيرة في حياة الفنان المصري أحمد زكي تيتمه صغيرًا بعد وفاة والده فور ولادته ولعبه دور البطل في فيلم “سعد اليتيم”.
والتصق وصف “اليتيم” بأحمد زكي منذ قدومه إلى الدنيا، وأكمل مشواره في الحياة وحيدًا بلا أخ ولا أب، في تشابه كبير مع الظروف التي نشأ فيها ابنه الوحيد هيثم زكي.
ولد أحمد زكي في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1949 في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية بدلتا مصر، وبعد وفاة والده قررت أمه الزواج من رجل آخر فاضطر للعيش بمنزل جده.
افتقر صاحب دور “النمر الأسود” إلى حنان الأم في طفولته، ويقول في حوار سابق إنها تخلت عنه لسنوات طوال لدرجة أنه رآها لأول مرة بينما كان عمره 7 أعوام، وما لبثت أن رحلت وتركته وحيدًا.
حصل الطفل “زكي” على شهادة الإعدادية, التحق بمدرسة فنية، وتلقى تشجيعا من ناظر المدرسة الذي كان يعشق المسرح، وقابل مجموعة من الفنانين في إحدى حفلات المدرسة ودلوه على معهد الفنون المسرحية.
وخلال دراسته بالمعهد، أدى مسرحية “هالو شلبي”، ثم تخرج عام 1973، وكان الأول على دفعته، وتوالت أعماله الفنية وذاع صيته على المسرح المصري بعد “مدرسة المشاغبين” و”أولادنا في لندن” و”العيال كبرت”.
ويدين “زكي” للمسرح ببراعته الفنية، واستطاع أن يلامس قلوب الجماهير في “مدرسة المشاغبين” رغم وجوده وسط ملوك الضحك والكوميديا آنذاك: عادل إمام، يونس شلبي، سعيد صالح، حسن مصطفى وعبدالله فرغلي.
ومن المسرح إلى التلفزيون والسينما، لفت “زكي” الأنظار إليه أينما حلّ، وتوجت أعماله ونجاحاته بجوائز عدة، وتزوج من الممثلة الراحلة هالة فؤاد، وأنجب منها ابنه الوحيد “هيثم”، لكنه انفصل عنها قبل وفاتها.
وخلع النقاد على “زكي” لقب “نجم الثمانينات”، وحقق نجاحات كبيرة في السينما بأفلام “شفيقة ومتولي”، و”إسكندرية ليه” و”الباطنية” و”عيون لا تنام” و”النمر الأسود” و”البريء” و”زوجة رجل مهم” وغيرها.
ومن المفارقات في مسيرة أحمد زكي قدرته على كسر قاعدة البطل الوسيم، فهو شاب ريفي، بعيد عن الوسامة، ولم يكن بجمال حسين فهمي، بل يشبه عامة المصريين، وكان بمثابة مرآة للجمهور الكادح من المصريين.
ويقول عن انتقاله من الشرقية إلى عالم الأضواء في القاهرة: “جئت القاهرة وأنا في العشرين حيث الطموح والمعاناة وصعوبة التجانس، بعدما قضيت جل حياتي مع أناس بسطاء بلا عقد عظمة ولا هستيريا شهرة”.
وبعد مسيرة من النجاحات والصراعات التي طرقت أبوابه دون أن يخطو إليها قيد خطوة، دخل “زكي” في صراع آخر مع مرض سرطان الرئة حتى توفي في 27 مارس/ آذار 2005، وقال في آخر أيامه إنه قُتل من “لوعة البشر”.