“الصحة العالمية”: أهل غزة لا يملكون من مقومات الحياة سوى الهواء
قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري إن هناك عشرات الآلاف من المصابين بالتهابات رئوية وهضمية في غزة، محذراً من أثر طويل المدى لانهيار المنظومة الصحية في القطاع الذي تحاصره إسرائيل، وتمنع عنه الكهرباء والماء والوقود منذ 43 يوماً.
وأشار المنظري، لوكالة أنباء العالم العربي، إلى أن أكثر من 60 ألف مصاب بالتهابات رئوية في غزة، إضافة إلى أكثر من 35 ألف حالة مصابة بالتهابات الجهاز الهضمي والإسهال، خاصة بين الأطفال والحوامل. وأضاف أن هناك أيضاً ما يقرب من 16 ألف حالة مصابة بالجرب والالتهابات الجلدية.
ولفت إلى وجود ما يقرب من 450 ألف شخص من سكان غزة مصابين بأمراض نفسية “متوسطة وشديدة الحدة سواء اكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق، وكذلك انفصام الشخصية”.
وأوضح أن “الوضع الصحي العام في غزة في حالة مزرية، ليس فقط على مستوى المؤسسات الصحية”، مشيراً إلى نزوح 1.7 مليون شخص من سكان القطاع إلى الجنوب.
وأضاف: “5 مقومات حياتية أساسية مفقودة في غزة من أصل 6 هي الماء والغذاء والدواء، وكذلك العمل وأماكن الإيواء. لم يتبق لهم سوى الهواء، وهذا مقلق جداً”.
بعد 40 يوماً من الحرب الإسرائيلية على غزة.. معاناة إنسانية هائلة يعاني منها النازحون في قطاع غزة قبيل الشتاء وسط مخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض
للمزيد زوروا https://t.co/tk5IBjauaM#الشرق #الشرق_للأخبار pic.twitter.com/kqAIYbRakp— NOW الشرق (@AsharqNOW) November 16, 2023
بطء المساعدات
وأكد أن دخول المساعدات إلى غزة “بطئ جداً”، مشيراً إلى أنه “قبل هذا العدوان كان يدخل يومياً 500 شاحنة محملة بمختلف أنواع المساعدات. الآن بعد ستة أسابيع من الاعتداء دخلت ما يقارب من 1130 شاحنة منها 220 شاحنة محملة بمستلزمات طبية”.
وبيّن أن “نصيب منظمة الصحة العالمية من هذه الشاحنات 16 شاحنة تقريباً محملة بحوالي 70 طناً من المستلزمات الطبية والأجهزة والمعدات، والأدوية، والأدوات الجراحية، وأدوات التعامل مع الحالات الطارئة في الميدان، لكن للأسف هذه قطرة في محيط لا تلبي أبداً الاحتياجات، خصوصاً مع زيادة أعداد الجرحى إلى أكثر من 30 ألف جريح”.
نقل الأطفال الخدج
ولفت المنظري إلى وجود عدة مقترحات لنقل الأطفال الخدج الذين لم تعد تتوفر لهم حضانات في مستشفيات غزة المنهارة كان بينها نقلهم إلى مصر في سيارات إسعاف مجهزة، “لكن للأسف بسبب تعقيد الإجراءات لا تستطيع سيارات الإسعاف المصرية الدخول إلى غزة، وعلى إسرائيل توفير ما يلزم لضمان حماية الأرواح داخل المستشفيات أو توفير النقل الآمن لهم ليصلوا إلى مستشفى بديل”.
انهيار برنامج التقصي الوبائي
وتابع: “تتعلق الخطورة الكبيرة في قطاع غزة حالياً بتوقف برنامج التقصي الوبائي والترصد، والذي كان من أفضل الأنظمة، لكن للأسف مع تدمير البنى التحتية وقتل وتشريد العاملين الصحيين. توقف هذا النظام مما يسمح بانتشار الأمراض المعدية بين أفراد المجتمع، وانتشار الأمراض المنقولة بالبعوض على سبيل المثال، مثل الملاريا أو الحمى النزفية أو الحمى الصفراء، إضافة إلى الأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة، كالكوليرا والتهاب الكبد الوبائي”.