“رسالة ردع”.. غواصة نووية أميركية تصل الشرق الأوسط
أعلن الجيش الأميركي، الأحد، وصول غواصة صاروخية نووية موجهة إلى الشرق الأوسط، في رسالة ردع موجهة إلى الخصوم الإقليميين وتحديداً إيران، وفي وقت تحاول فيه إدارة الرئيس جو بايدن تجنب صراع أوسع نطاقاً وسط حرب إسرائيل على غزة، حسبما ذكرت CNN.
وقالت القيادة المركزية الأميركية الوسطى CENTCOM في منشور عبر منصة X إن “غواصة من طراز أوهايو دخلت منطقة مسؤوليتها”، إذ تظهر الصورة المنشورة مع الإعلان الغواصة في قناة السويس شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة.
ولم يذكر المنشور اسم الغواصة، لكن البحرية الأميركية لديها أربع غواصات صاروخية موجهة من طراز “أوهايو” أو SSGNs، وهي غواصات صواريخ باليستية سابقة حُوِّلَت لإطلاق صواريخ من طراز “كروز توماهوك”، بدلاً من الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية، وفق ما أوردته شبكة CNN.
ويمكن لغواصة SSGN أن تحمل 154 صاروخاً من طراز “كروز توماهوك”، أي أكثر بنسبة 50% من مجموع مدمرات الصواريخ الموجهة الأميركية وما يقرب من أربعة أضعاف ما تتسلح به أحدث الغواصات الهجومية التابعة للبحرية الأميركية، كما يمكن لكل صاروخ “توماهوك” أن يحمل رأساً حربياً شديد الانفجار يصل وزنه إلى ألف رطل.
رسالة ردع
ونادراً ما يعلن الجيش عن تحركات أو عمليات أسطوله من الغواصات الباليستية والصواريخ الموجهة، وبدلاً من ذلك، تعمل السفن بالطاقة النووية بسرية شبه كاملة.
لكن هذا الإعلان يعد رسالة ردع واضحة موجهة لإيران ووكلائها في المنطقة، إذ تنضم الغواصة إلى عدد من أصول البحرية الأميركية الأخرى الموجودة بالفعل في المنطقة، بما في ذلك مجموعتان من حاملات الطائرات ومجموعة جاهزة برمائية.
كما يأتي في وقت يعقد فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سلسلة من الاجتماعات مع شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ زار بلينكن تركيا والعراق وإسرائيل والضفة الغربية والأردن وقبرص، في سياق بحث أفق التهدئة لحرب إسرائيل على غزة.
وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لهجمات متكررة منخفضة المستوى من قبل الجماعات المدعومة من إيران، لكن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى توضيح أن تلك الهجمات “ستثير رد فعل كبير”.
تعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا إلى 23 هجوماً بطائرات مسيرة وصواريخ منذ 17 أكتوبر الجاري.
بدوره، تحدث وزير الدفاع لويد أوستن، الأحد، مع نظيره الإسرائيلي وزير الدفاع يوآف جالانت، إذ قال بالإضافة إلى التأكيد على الحاجة إلى حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، إن الولايات المتحدة “ملتزمة بردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد هذا الصراع”، في إشارة واضحة إلى إيران و”حزب الله” اللبناني.
وقال أوستن في وقت سابق من الشهر الماضي، إن القوات الإضافية في المنطقة تهدف إلى “تعزيز جهود الردع الإقليمية، وزيادة حماية القوات للقوات الأميركية في المنطقة، والمساعدة في الدفاع عن إسرائيل”.
وأضاف آنذاك: “سنفعل كل شيء ونتخذ كل التدابير اللازمة لحماية القوات الأميركية ومصالحنا في الخارج”، فيما شدد السكرتير الصحفي للبنتاجون الجنرال بات رايدر، الشهر الماضي على أن “لا أحد يريد أن يرى صراعاً يتسع، وهذا هو هدفنا الأساسي، لكننا لن نتردد أبداً في حماية قواتنا”.
مميزات SSGN
وكان مدير العمليات السابق في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، كارل شوستر، قال لـ CNN في عام 2021: “يمكن لغواصات SSGN تقديم الكثير من القوة النارية بسرعة كبيرة، ولا يمكن تجاهل هذا التهديد أبداً”.
وقد ظهر حجم هذه القوة النارية في مارس 2011، عندما أطلقت غواصة الصواريخ الموجهة “يو إس إس فلوريدا” ما يقرب من 100 صاروخ توماهوك ضد أهداف في ليبيا خلال عملية “فجر أوديسا”، إذ استخدمت الغواصة لأول مرة في هذا الهجوم.
في أبريل الماضي، أعلنت البحرية أن السفينة USS Florida، إحدى اثنتين من غواصات SSGN المتمركزة على الساحل الشرقي، كانت تعمل في الشرق الأوسط.
كما أعلنت البحرية في يونيو الماضي عن زيارة إحدى اثنتين من غواصات SSGN المتمركزة على الساحل الغربي، وهي “يو إس إس ميشيجان”، إلى كوريا الجنوبية كإظهار لالتزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تصنيفات