شيخ الازهر خط أحمر .. تريند تويتر والسوشيال ميديا
تعرض فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى هجوم شرس من الكيان الصهيوني بسبب دعمه للمستضعفين من أهل غزة وإدانته للمجازر التي يرتكبها الكيان كل يوم بحق أطفال ونساء غزة.
واتهم المعهد الإسرائيلي شيخ الأزهر بأنه يقف بجانب من ادعى أنهم “حركات متشددة في المنطقة”، وهاجم التقرير، الذي أعده المستشرق اليهودي أوفير وينتر، الباحث الأول في المعهد العبري والمحاضر في جامعة تل أبيب، مؤسسة الأزهر وشيخها الجليل، ووصفها بأنها داعمة للتشدد، وادعى أن “الأزهر يقوم بحملة تهدف إلى تأجيج العداء لدى الرأي العام العربي الإسلامي ضد إسرائيل ومؤيديها في الغرب، وفي ظل الوضع المتفجر”.
الغريب أن المستشرق اليهودي دعا “إسرائيل ومصر والأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة أن تتحرك بسرعة وحسم لكبح خطاب شيخ الأزهر، الذي وصفه بـ “الخطير” على حد قوله، وغض الطرف عن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يقوم به جيش الاحتلال ضد الأبرياء العزل من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
كما هاجم التقرير مزدوج المعايير شيخ الأزهر فقال: “إن شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي يترأس الجامع منذ عام 2010، يعتبر الروح الحية وراء خط الجامع الأزهر المتشدد تجاه إسرائيل، وأنه كثيرًا ما يردد رسالة مفادها أن كل احتلال ينتهي به الأمر إلى الزوال عاجلًا أم آجلًا، أي أن وجود إسرائيل مؤقت ومحكوم عليه بالانقراض”.
كما اتهم التقرير شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب بأنه “يحتفظ باتصالات منتظمة ومفتوحة مع قادة حماس، وهذا على النقيض من النخبة الدبلوماسية المصرية التي تجنبت الاتصال المباشر مع الحركة منذ سيطرتها على قطاع غزة”.
وأشار التقرير إلى أن شيخ الأزهر رفض في ديسمبر 2017، لقاء نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، مايك بنس، احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وفي فبراير 2019، استقبل الطيب وفدا من كبار مسؤولي حماس، بينهم هنية وصالح العاروري، الذين شكروه على دعم الأزهر للفلسطينيين.
النشطاء غاضبون شيخ الأزهر خط أحمر
الهجوم على شيخ الأزهر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لدعمه ومساندته للقضية الفلسطينية، أثار غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن شيخ الأزهر خط أحمر.
وقالت مصر نهر الحب والخلود: “على الاحتلال الإسرائيلي أن يحذروا غضبة قوية من المسلمين الأزهر الشريف وشيخ الأزهر خط أحمر. هجوم عنيف في إسرائيل على شيخ الأزهر، هاجم معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي بشدة شيخ الأزهر الشريف واتهامه بأنه يقف بجانب الحركات المتشددة في المنطقة”.
وعلقت دودو سليم: “الأزهر خط أحمر ودة أصلا دوره اللي بقاله سنين مش عايز شيخ الأزهر الشريف يتكلم بلسان المسلمين غريب قوي العالم كله يتكلم ومطلوب شيخ الأزهر يسكت عجبت لك يا زمن”.
ورد عصام شافع قائلًا: “شيخ الأزهر خط أحمر لأنه رجل مواقف حفظ الله شيخ الأزهر وبارك فيه وبلاش كلام فاضي”.
ويعتبر الشيخ أحمد الطيب دعم القضية الفلسطينية ومساندة أهل فلسطين لحقهم في أرضهم من الثوابت التي لا ينبغي الحيد عنها.
آراء شيخ الأزهر لم تتغير
آراء شيخ الأزهر لم تتغير، فمساندته للقضية الفلسطينية ودعم أهلها، ورفض كافة جرائم الإحتلال الإسرائيلي بدت واضحة منذ تولي الدكتور أحمد الطيب لمشيخة الأزهر، حيث ندد الشيخ أحمد الطيب بالجرائم التى يرتكبها الإحتلال الإسرائيلى فى حق الشعب الفلسطينى والأماكن المقدسة، ودعا الطيب قادة العالم لمساندة الشعب الفلسطينى المسالم والمظلوم فى قضيته العادلة، وضرورة وقف الاستيطان وما تقوم به إسرائيل من جرائم فى حق الشعب الفلسطينى ومقدساته.
بدت مواقف الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قوية وثابتة مع بداية الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، أصدر شيخ الأزهر أول بيان دعم ومساندة لأهل غزة في ضحاياهم الأبرياء.
شيخ الأزهر يبعث برسالة دعم قوية لأهل غزة
ففي يوم 7 أكتوبر، وتحديدًا مع بداية قصف إسرائيل للقطاع وقتل الاحتلال للأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني بالقطاع، بعث شيخ الأزهر برسالة دعم قوية لأهل غزة، قال فيها: “يتقدم الأزهر بخالص العزاء وصادق المواساة في شهدائنا وشهداء الأمة الإسلامية والعربية؛ شهداء فلسطين الأبية، الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم، وقضيتنا وقضيتهم، قضية شرفاء العالم القضية الفلسطينية، ويدعو الله أنْ يلهم الشعب الفلسطيني الصمود في وجه طغيان وإرهاب الصهاينة”.
كما قدم شيخ الأزهر التحية لجهود “مقاومة الشعب الفلسطيني الأبي، مطالبا العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين، وأنَّ هذا الاحتلال هو وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ولا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية”.
وقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في بيانه: “يشد الأزهر على قلوب وأيادي الشعب الفلسطيني الأبيِّ الذي بث فينا الروح والثقة وأعاد لنا الحياة بعد أنْ ظنَنَّا أنها لن تعود مرة أخرى، ويدعو الله أنْ يرزقهم الصبر والصمود والسكينة والقوة، مؤكدًا أن كل احتلال إلى زوال إنْ آجلًا أم عاجلًا، طال الأمد أو قصر”.
بيان شديد اللهجة من الأزهر ضد الاحتلال الغاشم
ومع اشتداد القصف الإسرائيلي على القطاع، وقيام الاحتلال بعمل إبادة جماعية لأهل غزة العزل، قام شيخ الأزهر بإصدار بيان شديد اللهجة وصارم، ضد الاحتلال الغاشم والدول الغربية التي تسانده وتدعمه في قتل الأبرياء، فقال في بيانه يوم 18 أكتوبر، وبعد مجزرة مستشفى المعمداني: ” الغرب يقاتل على أرضٍ غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن وأصبحت من المضحكات المبكيات وعليكم أن تواجهوه معتصمين بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبصمودكم في وجه هجماته الوحشية البربرية وما مقدار الغرب في ميزان الصومال وأفغانستان منكم ببعيد”.
وطالب شيخ الأزهر الأمة الإسلامية أن “تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عُدةٍ وعتادٍ، وأن تقف به خلف فلسطين وشعبها المظلوم الذي يواجه عدوًّا فقد الضَّمير والشعور والإحساس، وأدار ظهرَه للإنسانيَّة والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء”.
وكان شيخ الأزهر من أول الداعين لمساندة الشعب الفلسطيني في قضيته، والخروج لإعلان مساندة الشعوب لأهل غزة في حربهم، وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب: “إن ما يمارسه الاحتلال الصهيوني الغاشم الآن في غزة انتهاك واضح لكل المواثيق والأعراف القانونية والإنسانية، وواجب على الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم التكاتف لإيجاد حل فوري لإنقاذ هذا الشعب المظلوم الذي يمارس ضده مجزرة إنسانية لم يعرف التاريخ الإنساني مثيلا لها”.
هجوم إسرائيلي على شيخ الأزهر
الدعم القوى الذي يقدمه شيخ الأزهر للقضية الفلسطينية، ولمساندة أهل غزة الذين يتعرضون للإبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، دفعت عدد من الباحثين والأكاديميين الذين يعملون في الجامعات العبرية، والمحسوبين على أمن الاحتلال، لمهاجمة الشيخ أحمد الطيب، ومنهم من يدعى الدكتور مئير مصري، الذي يٌعرف نفسه بأنه أستاذ السياسة والأكاديمي بالجامعة العبرية، الذي هاجم بشدة شيخ الأزهر لمواقفه الداعمة، واتهم شيخ الأزهر أنه يُحرض على الإرهاب.
أصوات المهاجمين من داخل الكيان المحتل لم تتمكن من إسكات صوت شيخ الأزهر، وأيضًا لم تفت في عضده، أو قوة مواقفه الصادرة عن الأزهر، فمع تصاعد وتيرة المجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وتحديدًا في يوم 30 أكتوبر الماضي، أصدر شيخ الأزهر بيان يحيي فيه المقاومة الفلسطينية وأهل غزة الأبرياء، ووصفهم برمز العزة والصمود، ووصف أطفالهم ونسائهم بـ”الصابرات”
وقال شيخ الأزهر في بيانه متحديًا زيف الاحتلال: “أنتم تواجهون بأجسادكم الناحلة، وصدوركم العارية هذه النيران، يرسلها عليكم جيش إرهابي انتزع الله الرحمة من قلبه، وتجرد من كل معاني الأخلاق والإنسانية، واستباح شتى الجرائم الوحشية؛ من قصف للمستشفيات، وتدمير المساجد والكنائس، وقتل الأطفال والنساء ومراسلي الصحف والمواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.”
الشيخ أحمد الطيب يدعم صمود غزة ويطالب بمساعدتها
وتابع الشيخ أحمد الطيب قائلًا: “أيها الأبطال أنتم تواجهون بإيمانكم البوارج وحاملات الطائرات وقاذفات الصواريخ، وتتصدون لها من منصة الإيمان بالله غير خائفين ولا متذللين، أيها الأبطال استمدوا قوتكم من قرآنكم الكريم، واستعينوا بقول الله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
وأهاب شيخ الأزهر “بحكومات الدول العربية والإسلامية بأن يسارعوا لمد يد العون لإخوانهم في فلسطين، وأن يُسخِّروا إمكاناتهم وثرواتهم ومصادر قوتهم؛ لنصرتهم ودعمهم وكف بطش هذا الكيان المغتصب عنهم.”
ومع زيادة المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي، وعدم توقفه عن جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها تحت شعار زائف “الحق في رد الأسرى”، كان الاحتلال يسير من مجزرة قصف مستشفى المعمدان لقصف الكنائس والمساجد، ومدارس الأنروا ومخيمات النصيرات وجباليا وغيرها من المجازر، التي خلفت ما لا يقل عن 9 آلاف شهيد فلسطيني معظمهم نساء وأطفال، تصاعدت حدة بيانات شيخ الأزهر الداعمة لصمود أهل غزة.
بيانات شيخ الأزهر متتالية وتصاعدية ضد مجازر الاحتلال
وجاءت بيانات شيخ الأزهر متتالية وتصاعدية ضد مجازر الاحتلال الإسرائيلي وزيفه، وكان آخرها البيان القوي الذي قال فيه: “لقد تحوَّل العدو الصهيوني في الآونة الأخيرة إلى ذئب هائج مصاب بسُعارِ قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادعٍ ولا رقيبٍ.”
وقال شيخ الأزهر في بيانه القوي: “إن الأزهر ليلجأ إلى الله تعالى أن يتولى بعزته وقهره وسلطانه حماية غزة ومَن فيها، وكسر شوكة عدوها، وصده عنها، وأن يُرينا في هؤلاء الطغاة البغاة القتلة ومَن معهم ووراءهم عجائب قدرته.”