حرب غزة تهدد بايدن في ميشيجان.. العرب قد يملكون مفاتيح البيت الأبيض
حذر الديمقراطيون في ولاية ميشيجان الأميركية البيت الأبيض من أن تعامل الرئيس جو بايدن مع الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة قد يكلفه خسارة دعم الجالية العربية هناك بشكل كافٍ للتأثير على نتيجة انتخابات عام 2024، إذ يكاد يكون من المؤكد أنه لا يستطيع تحمل خسارة هذه الولاية في محاولة إعادة انتخابه، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وأضافت الوكالة أن هذه المخاوف دفعت البيت الأبيض إلى مناقشة سبل تخفيف التوترات مع بعض الديمقراطيين البارزين في الولاية، بما في ذلك العديد ممن انتقدوا الرئيس بشدة بشأن موقفه من الحرب.
ونقلت عن زعيم الديمقراطيين في مجلس نواب ميشيجان إبراهام عياش قوله: “لقد تم نقل الرسالة، إذ أجرينا اتصالات مع البيت الأبيض ومسؤولي اللجنة الوطنية الديمقراطية، وكنا واضحين في قولنا إنه يجب الاهتمام بالإنسانية، وأنه في حال لم تكن في حساباتهم بهذه اللحظة، عليهم أن يعلموا أنه ستكون هناك نتائج لذلك في الانتخابات”.
وكانت ميشيجان عنصراً حاسماً في ولايات الجدار الأزرق التي أعادها بايدن إلى صف الديمقراطيين، مما ساعده على الفوز بالرئاسة في عام 2020، ومنذ ذلك الحين، شعر الديمقراطيون بثقة أكبر بشأن مكانتهم في الولاية، خاصةً بعد أن حققت الحاكمة جريتشن ويتمر فوزاً ساحقاً فيها بإعادة انتخابها العام الماضي.
دعم المسلمين
ولكن التطورات في الأشهر الأخيرة كانت بمثابة اختبار للحزب الديمقراطي هناك، ففي عام 2020، دعم الناخبون المسلمون بايدن على المستوى الوطني بنسبة 64% مقابل 35% للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
ويضيف عياش أن قادة العرب الأميركيين الذين تحدثوا إلى البيت الأبيض “قلقون” بشأن التداعيات على انتخابات 2024، ونقلوا هذه المخاوف إلى بايدن.
وتابع: “بالتأكيد لا أحد منا يريد رؤية الجزء الثاني من رئاسة ترمب الكارثية، لكننا أيضاً لن نمنح بايدن فترة ولاية ثانية إذا لم يتم احترام مخاوفنا والرد عليها”.
وتضم ميشيجان أكبر تجمع للأميركيين العرب في الولايات المتحدة وأكثر من 310 آلاف نسمة من أصول شرق أوسطية وشمال إفريقية، وقد تعهد الكثيرون في هذه الجالية بالتكاتف ضد حملة إعادة انتخاب بايدن ما لم يدعو إلى وقف إطلاق النار في الحرب، وهو الأمر الذي ظل متردداً في القيام به، مؤكداً على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
ووفقاً للوكالة، اجتمع ما يقرب من 30 من القادة والناشطين العرب الأميركيين في ضاحية ديربورن في ديترويت، في 16 أكتوبر، لمناقشة موقف إدارة بايدن من الحرب، وبدأ أحد الحاضرين، وهو حسين دباجة، بتشكيل لجنة عمل سياسية لمقاطعة المرشحين الديمقراطيين الذين لا يتحدثون علناً ضد الضربات الانتقامية الإسرائيلية.
وقال دباجة وغيره من زعماء الجالية إنه في حين أن العديد من الأميركيين العرب قد لا يدعمون مرشحاً جمهورياً مثل ترمب، فإنه بإمكانهم ترك الجزء العلوي من بطاقة الاقتراع فارغاً.
وذكر المدير التنفيذي لمجلس ميشيجان للعلاقات الأميركية الإسلامية داوود وليد: “الناس يقولون صراحةً إن إدارة بايدن والديمقراطيين الذين يتفقون مع موقفه بشأن الحرب لا يستحقون أصواتنا العام المقبل في الانتخابات، وهذا يأتي بوضوح شديد من نشطاء الجالية والأشخاص الموجودين على الأرض”.
“مشكلة ضخمة”
وقال مسؤول كبير في الحزب الديمقراطي في ميشيجان، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن طريقة تعامل بايدن مع الحرب تبدو مشكلة “ضخمة” في الولاية بالفعل، مشيراً إلى أنها يمكن أن تصبح أكثر إثارة للقلق إذا استمرت الحرب واستمر عدد القتلى في غزة بالارتفاع.
من جانبها، أكدت “أسوشيتدبرس” أنه سيكون من الصعب تصور سيناريو فوز بايدن بإعادة انتخابه بدون الفوز بأصوات ميشيجان، مضيفة أن الحزب الديمقراطي في الولاية بدأ بإجراء مناقشات داخلية ومباحثات حول كيفية تخفيف حدة التوترات السياسية مع الجالية العربية هناك، وفقاً لما نقلته عن مصدر مطلع على المناقشات رفض الكشف عن هويته.
كما التقى بايدن شخصياً مع قادة مسلمين من جميع أنحاء البلاد، يوم الخميس الماضي، وأعلنت إدارته في اليوم السابق أنها تعمل على تطوير استراتيجية وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا.