مصر ترد على أمريكا: مستعدون لبذل ملايين الأرواح للحفاظ على سيناء
قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الثلاثاء، إن مصر لن تسمح أبداً تحت أي ظرف بأن يتم فرض أي شيء عليها، كما أنها لن تسمح بـ”حل أو تصفية قضايا إقليمية على حسابنا”، في تكرار للموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.
وأضاف مدبولي في لقاء مع مشايخ وعواقل محافظة شمال سيناء الحدودية المجاورة لقطاع غزة، بمقر الكتيبة 101 في مدينة العريش لإطلاق المرحلة الثانية من تنمية المحافظة، أن “المصريين مستعدون لبذل ملايين الأرواح للحفاظ على سيناء”.
وأشار مدبولي إلى أن “هذه البقعة الطاهرة (شمال سيناء) على مدار التاريخ كانت المصدر الذي يأتي منه التهديد لمصر ومحاولة النيل منها كانت تأتي من هذه المنطقة، لذا تحمل هذه البقعة مكانة هامة”.
وترى مصر في مطالبة إسرائيل سكان شمال غزة الانتقال جنوباً، محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واعتبرته “تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية”، ومحاولة لدفع سكان غزة إلى سيناء، وهو ما أعلنت رفضه بشكل قاطع.
“بقعة غالية”
ووصف مدبولي شمال سيناء بأنها “أغلى بقعة أرض لدى المصريين”، وقال: “هذا المكان تحديداً له مكانة خاصة عند كل المصريين، إذا سألت أي مصري ما أغلى بقعة عندك في مصر، ستكون الإجابة هي هذه المنطقة شمال سيناء. لا توجد أسرة في مصر لم يخدم أحد أبنائها في الجيش في شمال سيناء”.
وأضاف: “كل ذرة رمل مستعدين أن نبذل فيها ملايين الأرواح بس محدش (لا أحد) يقترب منها. وهذه رسالة واضحة أبدأ بها اليوم، وترد على حاجات كتير (أشياء كثيرة) والرئيس (عبد الفتاح السيسي) كررها الفترة الأخيرة”.
وتابع: “مصر مش هتسمح أبداً مهما كان، أن يتم فرض أي شيء عليها، ولن نسمح بحل أو تصفية قضايا إقليمية على حسابنا هذه رسالة مهمة”.
وأشار إلى المشروعات التي قامت بها مصر لزيادة الربط بين شبه جزيرة سيناء، وباقي مناطق البلاد، لافتاً إلى الأنفاق التي أنشأتها الحكومة، بالإضافة إلى نقاط الربط الثلاث التي كانت تربط سيناء ببقية البلاد وهي كوبري السلام، وكوبري الفردان، ونفق الشهيد أحمد حمدي.
وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، قال قبل ساعات إن الولايات المتحدة تركز على تأمين ممرات للراغبين في الخروج من قطاع غزة، مشيراً إلى أنه في حالة تأمين تلك الممرات، فإن واشنطن “ستناقش ذلك مع شركائها في الإقليم بما في ذلك مصر”، بينما تشدد القاهرة ودول عربية أخرى على رفض أي تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكر كيربي في إيجاز صحافي في البيت الأبيض، الاثنين، إن المناقشات ستشمل “السعة الاستيعابية لتوفير ظروف إعاشة مؤقتة للعائلات التي تريد الخروج من غزة”، إلا أن واشنطن “ليس لديها إجابة ملموسة بشأن ما الذي سيبدو عليه هذا الوضع حالياً”.
وقال كيربي، إن ما تفهمه الولايات المتحدة حالياً، هو أن سكان قطاع غزة يريدون العودة إلى منازلهم، وأن من يريدون المغادرة منهم، يودون فعل ذلك “بصفة مؤقتة”.
وتابع: “ما تفهمه الولايات المتحدة أن العديد منهم (سكان غزة) يريدون المغادرة الآن بالطبع وهذا مفهوم، ولكن لا توجد رغبة لدى الكثير منهم في الهرب إلى الأبد والذهاب إلى مكان آخر في العالم”، مضيفاً: “ما نفهمه هو أنهم يرغبون في العودة إلى منازلهم”.
لكن كيربي شدد على أن الولايات المتحدة “ليس لديها إجابة ملموسة حول ما الذي سيبدو عليه هذا الوضع، في إشارة إلى الممرات الآمنة وتوفير ظروف الإعاشة للاجئين.
وشدد على أن الولايات المتحدة تعمل على مدار الساعة على قضية تأمين ممرات آمنة للخروج من القطاع، مشيراً أن هناك مئات الأميركيين الذين يريدون الخروج.
وجاءت تصريحات كيربي، رداً على سؤال صحافي أميركي بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها وجهة نظر بشأن فكرة “تأجير أو الحصول على أراض مصرية في شبه جزيرة سيناء للاجئين الفلسطينيين بصورة مؤقتة؟”.