إسرائيل تستنزف.. طوفان الأقصي يكبد إسرائيل خسائر فادحة ونزيف المليارات يتواصل

سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على الخسائر الفادحة التي تكبدها اقتصاد دولة الاحتلال، بسبب عملية «طوفان الأقصى» وتداعياتها التي طالت العديد من القطاعات.

وحذرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، من كارثة تلوح في الأفق أثر التداعيات الاقتصادية للحرب في غزة، متوقعة في تحليلها للأزمة بأن السياحة ستتدهور ومن المقرر أن تجف، كما سيصاب النشاط الاقتصادي في الجنوب بالشلل.

وأشارت صحيفة معاريف، إلى أنه إذا استمرت الحرب ضد قطاع غزة مدة شهرين فقط، فإن سوق المال سيتراجع بشكل أكبر، أما إذ ذهبت إسرائيل إلى حرب على عدة جبهات، فقد تهوي السوق إلى القاع ويتجاوز سعر الدولار 4 شيكلات حتى مع التدخل المتوقع للبنك المركزي.

وفق التقديرات التي نقلتها الصحيفة الإسرائيلية، فإن الإنفاق الدفاعي سيرتفع بالتبعية، وسيغيب العمال عن وظائفهم للخدمة الاحتياطية.

تراجع سعر صرف الشيكل الإسرائيلي
وقدرت خسائر الطاقة بملايين الدولارات يوميا نتيجة تقليص حاد في استخراج الغاز بشرق المتوسط، وضعف الثقة بـ الشيكل الإسرائيلي.

وتراجع سعر صرف الشيكل الإسرائيلي، إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ 2015، إذ وصل سعر الدولار الواحد إلى 4 شواكل وسط قلق المستثمرين بشأن الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر على خلفية عملية «طوفان الأقصى».

وقبل أيام قدَّر بنك هبوعليم، أكبر بنوك إسرائيل، كلفة الخسائر الأولية التي تكبدها الاقتصاد في الأيام الأربعة الأولى من «طوفان الأقصى» والعدوان الإسرائيلي على غزة بنحو 27 مليار شيكل (6.8 مليارات دولار)، وفقا لصحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل».

ولم تشمل هذه التقديرات كلفة خسارة الشيكل الإسرائيلي وقطاع الطيران وتوقف الأعمال التجارية والمصانع وفقدان الشركات العالمية الثقة بالعمل داخل إسرائيل وهروب الاستثمارات.

ووفق الصحيفة، يقدر خبير الأسواق في بنك هبوعليم، مودي شافيرر، الخسائر في الميزانية الحالية بنحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل، لتصبح الخسارة الأعلى منذ حرب أكتوبر عام 1973.

وذكر محافظ بنك إسرائيل، أن الحرب ستكون لها تداعيات مباشرة على الميزانية العامة.

وأجلت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، الإعلان عن التصنيف الائتماني الجديد لإسرائيل، وذلك بسبب استمرار العمليات العسكرية، وكانت الوكالة ذكرت الأسبوع الماضي، إن التصعيد الحالي في غزة سيختبر مرونة الاقتصاد الإسرائيلي. بينما وضعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، تصنيف الديون السيادية لإسرائيل «A+» تحت المراقبة السلبية، الثلاثاء، وعزت قرارها إلى تزايد خطر اتساع نطاق الصراع.

 

انطلاق عملية طوفان الأقصي
في السابع من أكتوبر الجاري، أعلن محمد الضيف، المطلوب الأول لإسرائيل، قائد الجناح العسكري لحماس، انطلاق عملية “طوفان الأقصي” في تسجيل صوتي تم بثه.

قال محمد الضيف في رسالة صوتية: إن الضربة الأولى لـ”طوفان الأقصى” استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، وإنه تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية.

وأشار إلى أن العملية تأتي في ظل ما وصفه “الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني…في ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي”.

ودعا محمد الضيف الشباب الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل إلى الانتفاض نصرة للأقصى، وقال “اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها”.

كما قال الضيف “أدعو إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين”.

إعلان محمد الضيف الشهير بـ (أبو خالد) القائد العام لكتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس بدء عملية «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل، وضع قادة الاحتلال في حالة من التخبط والارتباك التي لم تختبر منذ العبور المصري عام 1973.

وكان الدكتور معتز سلامة، الخبير في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، قال إن عملية “طوفان الأقصى” تعد تطورًا نوعيًّا في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ووصف الخبير في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية عملية طوفان الأقصي في تصريحات ، بأنها من أهم الأحداث التي من الممكن أن تسجل في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ حرب 73.

وأشار الخبير في مركز الأهرام إلى أن تحديد موعد العملية في يوم الـ 7 من أكتوبر يعكس إرداة فلسطينية جادة لتذكير دولة الاحتلال الإسرائيلي بحرب 6 أكتوبر 73، في محاولة لإحداث تأثير نفسي جاد يماثل أثر حرب السادس من أكتوبر داخل المجتمع الإسرائيلي.

من ناحيته أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق رخا حسن، إلي أن الحشد العسكرى والسياسى والإعلامى والغربى لدعم الكيان الصهيوني جاء بسبب قوة الضربة اللى وجهت لإسرائيل عن طريق المقاومة، مضيفا: “طوفان الأقصى” أظهرت هشاشة تل أبيب بالرغم من قوتها وإمكاناتها، إذ استطاعت مجموعة من الشباب وبوسائل بسيطة جدا ضرب أمنها القومى فى العمق وإهدار كرامتها بطريقة غير مسبوقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى