محللة إسرائيلية: واشنطن لا تثق بتل أبيب عسكريا وزيارة بايدن لإدارة الحرب
كشفت آنا بارسكي، المحللة السياسية الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة قلقة من أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها خطة لليوم التالي في غزة، مبينة أن كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لا يأتون فعليًّا إلى إسرائيل لشن الحرب ولكن لأهداف أبعد، وفي الوضع الحالي في ظل حكومة الطوارئ ومجلس رئاسة الأركان، يبدو أن قدرة إسرائيل على إدارة القتال بطريقة “احترافية” ومعقولة موضع شك.
وأكدت المحللة السياسية الإسرائيلية في مقالها بصحيفة “معاريف”، أنه لا يوجد شيء روتيني أو مألوف في هذه الأيام الصعبة، حتى في القطاع السياسي، مع سلسلة طويلة من الزيارات والبيانات والتعاونات التي تندرج ضمن تعريف “الحدث غير المسبوق”، ولهذا السبب يجد المراقبون من الخارج صعوبة في تفسير الأحداث واستخلاص استنتاجات تتوافق مع الواقع على الأرض.
وأضافت بارسكي، أن الدعم الأميركي الكاسح وغير المتحفظ في الأيام الأولى بعد الكارثة، تلقى خلال الأسبوع جوانب وجوانب إضافية، وأصبح حدثًا سياسيًّا أمنيًّا أبعد بكثير من مجرد التعبير عن الدعم، حيث أن كبار الوزراء الأمريكيين الذين يأتون إلى إسرائيل ويشاركون في المناقشات الأمنية الأكثر سرية، لم يعودوا يعطون انطباعًا عن الضيوف، بل عن أحد الأطراف في تركيبة صانعي القرار.
ودللت المحللة السياسية الإسرائيلية على ذلك بجلوس وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لساعات طويلة في حفرة في كيريا بجوار القيادة الإسرائيلية، وشارك وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، كأحد أعضاء مناقشة مجلس الوزراء الحربي، وأتت الذروة، بوصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل لعدة ساعات، واجتمع مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يوآف جالانت.
وأوضحت بارسكي، إن المشاركة الأمريكية غير المسبوقة في الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس، كما ذكرنا، لا تلهم فقط الإعجاب، ولكنها تثير العديد من الأسئلة التي لا يوجد لها سوى القليل من الإجابات في إسرائيل في الوقت الحالي.
وبينت بارسكي، أنه يرى عدد من المعلقين الذين يتابعون السلوك الأميركي طوال الحرب، منذ بدايتها وحتى الآن، أن المشاركة الواسعة والفعالة للإدارة الأمريكية تنبع من عدم ثقة البيت الأبيض بالحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو.
وأردفت المحللة السياسية الإسرائيلية، أنه بحسب رواية “عناق الدببة” فإن الأمريكيين يأتون إلى إسرائيل من أجل إدارة الوضع، وتمطر واشنطن إسرائيل المتحاربة بدفاعها الكامل، بما في ذلك المعدات الثقيلة وحاملات الطائرات وقوة ثقيلة قوامها آلاف من مشاة البحرية المهرة، ويبدو أن الثمن الذي تطلبه إسرائيل في المقابل هو التنسيق الكامل لكل عملية مخطط لها في غزة.
وأشارت بارسكي، إلى أن نسخة “عناق الدببة” تطرح نفس الادعاء الذي على أساسه عارضت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لسنوات فكرة اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة: تقييد أيدي الجيش الإسرائيلي مقابل المظلة الدفاعية الأمريكية، موضحة أن الرئيس بايدن لم يأتي إلى إسرائيل من أجل الدعم فقط، بل من أجل الحد من الهجمات أيضًا.