أحداث فلسطين تكشف الوجه القبيح لمنصات التواصل

 

“تويتر” و”فيسبوك” ينحازان لإسرائيل.. و”تيك توك” تحذف 500 ألف فيديو عن أحداث غزة

تقيد حسابات المستخدمين بحجه “المحتوي الصادم”.. ومؤسسات صحافية عربية تبحث عن مواقع تواصل بديلة

 

تقرير: أيمن الشحات

ظهر الوجه القبيح لمواقع التواصل العالمية المسماة بـ “الاجتماعي” مثل منصة “إكس” تويتر سابقا، وميتا “فيسبوك” ويضم إنستغرام والواتساب و”التيك توك” وغيرهما من المنصات الشهيرة على “الإنترنت” وظهرت وهي منحازة بشكل واضح لإسرائيل في أي أزمة عالمية حيث يأتي ذلك لعدة أسباب تتعلق بوجود مقر هذه الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعتبر اسرائيل صديقة والمنظمات الفلسطينية إرهابية.

وتشهد هذه الفترة والفترات المقبلة غلق عدد كبير من الصفحات الشخصية والتابعة لمؤسسات لمجرد أنها تنشر بيانات خبرية بحتة عن المقاومة الفلسطينية ودورها وردودها وهو أمر لا يمكن أن يصنف سوى انحياز كاملة لجانب على حساب الآخر ويحاول التحكم في اتجاهات الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي.

فيسبوك يدعم اسرائيل

وقالت موثقة عمل وسائل الإعلام الرقمي مروة فتافطة مديرة سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيًا في Access Now وهي مجموعة دولية للحقوق الرقمية والتي أشارت إلى أن رقابتهم تعمل تقريبًا كالساعة فكلما تصاعد العنف على الأرض تتصاعد عملية إزالة المحتوى الفلسطيني أو حتى المعلن لأخبار الجهة ككل.

وتشير إلى أنه خلال النقل لأحداث حي الشيخ جراح في فلسطين تم إزالة ما يقرب من 90 محتوى متعلقًا بالحديث عن القضية ضم تدوينات تضامن مع وفاة أطفال وشيوخ ونساء عُزل بالإضافة إلى محاولة مناشدة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للتوقف عما تقوم به.

وأكدت أن الشبكة حذفت حتى الآن أكثر من 70 محتوي متلفز ومصور بحق انتهاكات بشعة استخدمها الإسرائيليين ضد أهالي غزة العزل خلال فرارهم من القصف الغاشم منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”.

وبحسب تحقيق صحفي لموقع The Intercept الدولي فإن شركة ميتا قامت بحذف منشورات تتعلق بالتضامن مع فلسطين وحداد على مقتل آلاء قدوم فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 5 سنوات في هجوم صاروخي إسرائيلي وكذلك مقطع فيديو على إنستغرام يظهر سكان غزة يسحبون الجثث من تحت الأنقاض، حيث تمت إزالة كلا المنشورين بإشعار يدعي أن الصور “تتعارض مع إرشادات ميتا بشأن العنف أو المنظمات الخطرة”.

حرب إزالة المنشورات

ووثقت عدة مؤسسات صحافية في مصر منذ بداية الحرب الحالية بين الجانبين الفلسطيني إسرائيلي تحذيرات من إدارة ميتا تفيد بإزالة منشورات على صفحاتهم تتعلق بنشر أخبار للمقاومة الفلسطينية أو تحمل إدانة لتحركات إسرائيل وحربها على قطاع غزة.

وحسب مسؤول في أحد المواقع الإلكترونية المصرية، أشار إلى أنهم استخداموا طريقة “التشفير” لتمرير أخبار المقاومة الفلسطينية ورغم ذلك حدثت عدت “سترايكات” على الصفحات ما يعتبر تحذيرًا لغلقها في حال تكرار النشر عن نفس المصادر وبشكل مبدئي تقليل نسب وصولها للجمهور بشكل كبير، وبالتالي صدرت قرارات داخلية بالتشديد على منع تداول كلمات بعينها على رأسها اسم حركة المقاومة “حماس” أو جناحها المسلح كتائب القسام في صفحات المؤسسات الصحفية خوفا من إغلاقها.

استخدام مواقع بديلة

وهو ما دفع بعدد كبير من المؤسسات الصحافية في العديد من الدول العربية والتي تتضرر بشكل واضح من السياسات الخاصة بشركة ميتا وX الأمريكيتين إلى استخدام مواقع تواصل بديلة تابعة لدول محايدة مثل الصين أو روسيا حيث يمكن النشر عليها بحيادية تامة بعد تقييد ملايين الصفحات الشخصية أيضا من النشر لمدد تتجاوز الـ 30 يوما أو اغلاقها بشكل استفزازي وعنصري.

وحسب ملايين الشكاوى لمستخدمين لوسائل التواصل في الدول العربية فإنه تم غلق آلاف الصفحات بالفعل لشخصيات لعدد ساعات أو أيام من قبل إدارة شركة ميتا المالكة لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الأكثر استخدامًا في العالم وذلك بسبب نشرها صورا أو أخبارا للأحداث منذ يوم 7 أكتوبر الجاري تخص المقاومة الفلسطينية أو تحمل أي إدانة لإسرائيل وحربها على قطاع غزة.

خفض تقييم فيسبوك

وبحسب صحيفة “المصري اليوم” المصرية قام ملايين المستخدمين لتلك المنصات في مصر بمنح نسب تقييم متدنية لموقع فيسبوك على “جوجل بلاي” ونزل بالفعل إلى حوالي 3،5 وهو واحد من أدنى التقييمات في تاريخ الموقع الأكثر استخداما من مواقع التواصل الاجتماعي في العالم خلال السنوات الأخيرة.

اكس تزيل مئات الحسابات

وبحسب بيانات صحافية تناقلتها وكالات ووسائل الإعلام أعلنت ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية لمنصة “إكس” “تويتر سابقاً”، يوم الخميس الماضي، أنهم أزالوا المئات من “الحسابات المرتبطة بالفصائل الفلسطينية”، واتخذت إجراءات لإزالة أو تصنيف عشرات الآلاف من المحتوى المرتبط بالهجوم على إسرائيل.

تيك توك تحذف فيديوهات غزة

 واتخذت منصة “تيك توك” إجراءات مماثلة ومتحيزة للكيان الصهيوني المغتصب، بعد ما أسمته “الأعمال الإرهابية الأخيرة في إسرائيل” وقامت منذ يوم السبت الماضي إنشاء مركز قيادة يضم قرابة 40 ألف محترف في مجال السلامة للاستجابة السريعة في المحتوى المنشور على المنصة، كما ترقية أنظم الكشف التلقائي من أجل الكشف فوراً عن المحتوى الصادم والعنيف وإزالته بسرعة، وهذا عن طريق زيادة عدد المشرفين على المحتوى باللغتين العربية والعبرية.

وذكرت “تيك توك” أن المنشورات التي تروج للعنف وللكراهية والمعلومات الخاطئة كما تلك الداعمة للهجمات أو الساخرة من الضحايا أو المروجة للمنظمات العنيفة سوف تزال أيضاً بالإضافة إلى تطبيق سياسة حجب الهاشتاغات التي تروج للعنف أو تنتهك سياستها بطرق أخرى.

وأوضحت المنصة أنها سوف تتعاون مع الأجهزة الأمنية حول العالم من أجل ضمان سلامة الضحايا خلال الأزمات مثل حالات اختطاف الرهائن.

ونتيجة لتلك الجهود، كشفت “تيك توك” أنه منذ بدء العمليات العسكرية في 7 أكتوبر، أزالت المنصة أكثر من نصف مليون فيديو، وأغلقت 8 آلاف بث مباشر في المنطقة.

الضغوطات الأوروبية

وتأتي بيانات منصات إكس، وميتا، وتيك توك، وغيرها بعد تحذير اعتبره مراقبون “تحذير مسيس” أطلقه الاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي من  السماح بنشر “محتوى غير قانوني” أو “معلومات كاذبة” بشأن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، وكتب المفوّض الأوروبي للشؤون الرقمية تييري بريتون في رسالة إلى رئيس المنصّة المملوكة لمجموعة “بايت دانس” الصينية أنّه “نظراً إلى أنّ العديد من المستخدمين، وبخاصة القصّر، يلجأون إلى منصّتكم كمصدر للمعلومات، فيجب التمييز بشكل مناسب بين المصادر الموثوق بها والدعاية الإرهابية”.

وأضاف منذ شنّت حماس هجومها المباغت على إسرائيل صباح السبت 7 من أكتوبر الجاري وجدت منصات التواصل الاجتماعي صفحاتها ممتلئة بمقاطع فيديو مهينة لرهائن وجثث مقطوعة الرأس، وعمليات قتل مصوّرة، وهي مشاهد عنيفة للغاية وتنطوي أحياناً على محاولات تضليل.

وأشار المفوّض الأوروبي في رسالته إلى تداول “صور وحقائق مزيّفة وتمّ التلاعب بها” وكذلك “معلومات كاذبة أو مضلّلة”.

“بي بي سي” تنحاز لإسرائيل

وعلى صعيد متصل أعلنت شبكة “بي بي سي” البريطانية يوم السبت الماضي، إحالة مجموعة من الصحافيين العرب العاملين داخل مؤسستها إلى التحقيق، بسبب دعمهم لفلسطين عبر تفاعلهم على منصات التواصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى