“واشنطن بوست تعترف”: لا غنى عن مصر في وقف التصعيد بغزة
أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن مصر لاعب لا غنى عنه في ملف القضية الفلسطينية، ومهما تدخلت أطراف إقليمية أخرى، فلن تحدث انفراجة في ملف التصعيد الحالي في غزة دون القاهرة، وربما أكثر ما يشير إلى ذلك المحاولات الأمريكية مع مصر، من أجل فتح معبر رفح، بينما تتمسك مصر بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، واجه مقاومة شديدة من “أقوى الرجال الأقوياء في العالم العربي”، أمس الأحد، في محاولة لإقناع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بتبني وجهة نظر واشنطن بشأن الصراع بين إسرائيل وفلسطين.
وقال بلينكن للصحفيين، أمس الأحد، بعد اجتماعاته مع الرئيس المصري: “سمعت الكثير من الأفكار الجيدة حول بعض الأشياء التي يتعين علينا القيام بها للمضي قدمًا”، لكن الخلافات في وجهات النظر ظهرت على الفور، بشأن حق إسرائيل في شن هجوم واسع النطاق على غزة.
وقال بلينكن عن مباحثاته مع “السيسي”: “مصر قدمت الكثير من الدعم المادي للناس في غزة، وسيتم فتح معبر رفح”، مضيفًا: “نحن نعمل مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل وآخرين، على وضع الآلية التي يتم من خلالها إدخال المساعدة وإيصالها إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها”.
وعيّن الرئيس الأمريكي بايدن، السفير السابق ديفيد ساترفيلد، أمس الأحد، لقيادة الولايات المتحدة الجهود الإنسانية المرتبطة بالنزاع، وقال بلينكن إنه من المقرر أن يصل ساترفيلد، مصر، اليوم الإثنين، للمساعدة في تنسيق المساعدات لغزة.
وقالت “واشنطن بوست”: إن مصر الدولة الوحيدة التي تحافظ على اتصالات قوية مع إسرائيل وفلسطين، ولطالما كانت محاورًا رئيسيًا خلال اندلاع أعمال العنف في الماضي، وتوسطت القاهرة في وقف إطلاق النار، مايو 2021، الذي أنهى اندلاع أعمال عنف استمرت 11 يومًا بين إسرائيل وحماس، التي خلفت أكثر من 250 قتيلًا.
ونقلت الصحيفة عن محللين: “إنه بينما اضطلعت جهات فاعلة أخرى في الشرق الأوسط بأدوار أكثر نشاطًا في الدبلوماسية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السنوات الأخيرة، فإن موقع مصر الجغرافي يجعلها لاعبًا لا غنى عنه في هذه القضية”.
وقال خالد الجندي، مدير برنامج الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في معهد الشرق الأوسط: “لا يوجد بديل لمصر بسبب حدودها مع غزة، دون مصر لا يوجد شيء يمكن تحقيقه”.
وأضاف الجندي: “الشعب المصري يدعم القضية الفلسطينية بقوة، ودفعت مصر من أجل حل الدولتين للصراع الذي طال أمده”.
ولفتت “واشنطن بوست” إلى أنه مع استمرار إسرائيل في قصف غزة، وإظهار الدعم المؤيد للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، سعت مصر إلى أن تكون صوتًا للهدوء، داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضحت أن الرئيس السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، انخرطا في موجة من الدبلوماسية، إذ اتصلا هاتفيًا بقادة العالم، واستضافا كبار الدبلوماسيين من دول مثل تركيا وألمانيا وإيطاليا في القاهرة، لنقل هذه الرسالة.