“أدنوك” الاماراتية تجمد صفقة بـ 2 مليار دولار لشراء نيوميد الإسرائيلية
تواجه شركتا “بي بي” و”أدنوك” حالة من عدم اليقين المتزايد بشأن سعيهما للاستحواذ على شركة “نيوميد إنرجي” (NewMed Energy) بقيمة ملياري دولار وتحويلها إلى شركة خاصة في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس.
يتوقع المسؤولون التنفيذيون في شركتي “بي بي” وأدنوك، الذين يدرسون بالفعل ما إذا كانوا سيرفعون قيمة عرضهم الأولي لشراء منتجة الغاز الطبيعي الإسرائيلية، مزيداً من التأخير في الصفقة حتى يتحسن الوضع السياسي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لخصوصية الأمر.
يُعدّ الصراع هو أحدث القضايا التي تواجه الصفقة الشرق أوسطية التاريخية والتي لفتت انتباه عدد من صناديق التحوط بما في ذلك “دافيد كيمبنر كابيتال مانجمنت” (Davidson Kempner Capital Management)، التي زادت حصتها في “نيوميد” مؤخراً إلى حوالي 5%.
ألقت محاولة شراء “نيوميد” في مارس الضوء على العلاقات المالية المزدهرة بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل منذ تطبيع العلاقات. قالت الدولتان آنذاك إن الاتفاق السياسي سيفتح المجال لاستثمارات بمليارات الدولارات في إسرائيل.
وقال بعض الأشخاص إن شركتي “بي بي” و”أدنوك” لا تزالان ملتزمتين بالصفقة في الوقت الحالي، على الرغم من أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين قد يجعل من غير المستساغ سياسياً بالنسبة للإماراتيين المضي قدماً في الصفقة. ومن جهتها، أعادت “بي بي” تأكيد التزامها كجزء من تحديث الاستراتيجية الذي سُلّم للمستثمرين يوم الثلاثاء، وفقاً لشخصين حضرا الحدث.
لا تزال تفاصيل الصفقة غير واضحة. ونشرت بلومبرغ نيوز في وقت سابق من هذا الشهر أن لجنة مستقلة تقوم بتقييم عرض “بي بي” و”أدنوك” طلبت من الشركتين بالفعل زيادة العرض بشكل كبير.
ولفت أشخاص مطلعون على الأمر إلى أن تقلبات سعر صرف الشيكل، وأسعار النفط ستزيد من تعقيد أي اتفاق على المدى القريب. امتنع ممثلو أدنوك و”بي بي” و”نيوميد” عن التعليق على الأمر.
انخفضت أسهم “نيوميد” بنسبة 12% منذ بدء الصراع، متجاوزة هبوط المؤشر القياسي الإسرائيلي. وتمتلك الشركة حصة 45% في “ليفياثان”، أكبر حقل غاز في البلاد، و30% من “أفروديت”، الواقع قبالة قبرص.
أمرت إسرائيل يوم الإثنين شركة “شيفرون” بإغلاق حقل “تمار”، ثاني أكبر حقول الغاز في البلاد، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
تكتسب الاحتياطيات في شرق البحر الأبيض المتوسط بالفعل أهمية إضافية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، خاصة في ظل سعي الدول الأوروبية إلى التخلي عن الإمدادات المنقولة عبر الأنابيب من موسكو.
وإذا نجحت الصفقة، فإنها ستكون واحدة من أولى الاستحواذات العالمية الكبرى التي تقوم بها “أدنوك” على أصول لإنتاج الغاز أو النفط. وقالت منتجة الطاقة الإماراتية العام الماضي إنها ستنفق مليارات الدولارات لتوسيع عملياتها في قطاع الغاز بالخارج والمواد الكيماوية والطاقة النظيفة.