السفر إلى مصر آمن “أدخلوها بسلام آمنين”
منذ اندلاع الصراع فى غزة بين حماس وإسرائيل يوم السبت الماضى، يتساءل الكثيرون من مختلف الأسواق العالمية، وفقًا لسجلات واتجاهات البحث فى جوجل عما إذا كان ينبغى عليهم إلغاء خططهم لزيارة منطقة الشرق الأوسط ومصر على وجه الخصوص فى الأسابيع المقبلة، وخلصت كافة تأكيدات الجهات الرسمية كوزارات الخارجية فى هذه الأسواق وأيضا روابط منظمى الرحلات السياحية، إلى أن السفر إلى مصر آمن ولا توجد أى عوائق لإلغاء الرحلات خاصة فى هذه الأوقات المثالية للأجواء فى مصر عقب انتهاء فصل الصيف واستقرار درجة الحرارة.
ففى السوق الإسبانية أفرد موقع larazon.es تقريراً قالت فيه إن السفر لمصر آمن رغم ما حدث فى الإسكندرية، وإن المقياس الرسمى لحالة الإنذار بعدم السفر لأى بلد فى العالم، هى وزارة الخارجية الإسبانية لأنها هى من تقوم بتحليل مدى المخاطر على المواطنين الإسبان المتواجدين فى الأماكن الملتهبة أو التى يخططون لزيارتها.
وقال الموقع: على سبيل المثال، بمجرد اندلاع النزاع فى غزة يوم السبت الماضى، نشر موقع الوزارة على الإنترنت إشعارًا للمواطنين الإسبان الموجودين فى إسرائيل طالبتهم بضرورة توخى الحذر وتجنب أى حركة ليست ضرورية، ونصحت صراحة بعدم السفر إلى إسرائيل.
وأوضح الموقع أنه لم يصدر عن وزارة الخارجية الإسبانية أى نصائح تتعلق بالسفر إلى مصر، أو أى دولة أخرى فى المنطقة، وأن النصائح القديمة الموجودة على صفحة الوزارة لم يطرأ عليها أى تحديث بعد اندلاع الصراع.
وفى السوق الروسية، قال نائب رئيس الاتحاد الروسى لصناعة السياحة (RST) يورى بارزيكين: تسير حركة الحجوزات والسفر إلى مصر بشكل طبيعى، وتصل إلى لنحو 60% من إجمالى الحجوزات لمختلف وجهات العالم، وإننا فى روسيا لا نسترشد بالتقارير الإعلامية وقنوات البرقية حول الأحداث الجارية، بل بالموقف الرسمى للسلطات الروسية والتوصيات رسمية.
وأشار إلى أن توصيات من هذا النوع فيما يتعلق بإسرائيل تم تقديمها رسمياً و«الكشف عنها للجميع» من قبل وزارة التنمية الاقتصادية ووزارة الخارجية الروسية.
وأوضح بارزيكين أن أحداث الأيام الأخيرة لم تقلل من الطلب على الاتجاه المصرى بين الروس وأن «الطلب لم يتغير على الإطلاق فى الأيام الأخيرة، بل إن المؤشر فى ارتفاع دائم».
أما المديرة التنفيذية لتحالف وكالات السفر ناتاليا أوسيبوفا فقالت لا يوجد ربط بين الأحداث فى إسرائيل والوضع الأمنى للسياح فى مصر.
وتساءلت: كيف يمكن أن يؤثر الوضع فى إسرائيل على الطلب فى مصر؟ حتى الآن ليست لدينا أى إلغاءات. نحن لا نرى هذا ولا يوجد ذعر أو قلق بين السياح
وقالت لقناة RTVI: «لا توجد توصيات تشير إلى وجود أى تهديد لسلامة سياحنا فى مصر، لذلك لا نربط هذا بأى شكل من الأشكال».
وتعليقًا على قصف حافلة تقل سياحًا إسرائيليين فى الإسكندرية بمصر، أعربت أوسيبوفا عن رأى مفاده أن مثل هؤلاء «الأشخاص العدوانيين» يمكن العثور عليهم فى أى مكان وفى أى بلد «هناك ما يكفى من البلطجية والأشخاص العدوانيين فى روسيا وأمريكا وفرنسا فمثل هؤلاء فى أى مكان، لكن المهم هو أن سياحنا يقضون إجازتهم فى مصر، وهم ليسوا فى خطر، واختتمت كلامها قائلة: «لا يوجد أى قلق، لا داع للقلق بشأن هذا الأمر بعد».
كما لم تلاحظ شركة Tez Tour انخفاضًا فى الطلب على الرحلات إلى مصر. قالت مديرة العلاقات العامة، زانا بوجاتشيفا، إن طلبات الحجز تأتى وتجىء، ولا يوجد أى إلغاءات.
فقط زملاؤنا من مصر أرسلوا لنا رسالة تفيد بإلغاء الرحلات إلى إسرائيل ويتم تنفيذ جميع الرحلات الأخرى التى تتم فى مصر كالمعتاد، أى أنه لا يوجد سبب للقلق، وأوضحت أن الطائرات المتجهة إلى مصر لا تحلق فوق أراضى إسرائيل وفلسطين.
ورفض المكتب الصحفى لشركة الرحلات السياحية FUN&SUN (TUI سابقًا) التعليق على مسألة سلامة الرحلات إلى مصر على خلفية الأحداث فى الإسكندرية وإسرائيل المجاورة. وقالت الخدمة الصحفية للشركة: «نحاول عدم التعليق على مثل هذه المواقف السلبية حتى لا نرتبط بها».
فى المقابل قام منظمو الرحلات البحرية المجدولة إلى إسرائيل بتغيير مسارات السفن السياحية التى كان مقرراً وصولها لإسرائيل من بلدان أخرى إلى مصر وتركيا، واليونان، حيث كان من المقرر أن تصل نحو عشرة خطوط رحلات بحرية إلى إسرائيل خلال الشهر المقبل.
وفى السوق الألمانية: تسير حركة رحلات الطيران القادمة لمصر سواء كانت المجدولة أو العارض بشكل طبيعى، كما أن حركة الحجوزات، خاصة لفصلى الخريف والشتاء تسير بشكل جيد، فى المقابل أعلنت شركة الطيران الأوروبية العملاقة لوفتهانزا عن تقليص عدد رحلاتها إلى إسرائيل بعد انطلاق عملية «طوفان الأقصى» وأبقت المجموعة الألمانية رحلة واحدة فقط إلى فرانكفورت، فيما «تم إلغاء جميع الرحلات الأخرى من وإلى تل أبيب منذ يوم السبت الماضى».
كما تسير الحجوزات السياحية لمصر بشكل طبيعى أيضا، خاصة لعطلات الخريف التى تبدأ من الأسبوع المقبل، وأعلنت المطارات الألمانية استعداداتها للرحلات المسافرة إلى كل من مصر وتركيا وبعض الوجهات الأخرى، وقال مطار هامبورج إن هناك 55 شركة طيران وأكثر من 120 وجهة مباشرة كلاسيكية مثل مصر وتركيا وإسبانيا مع مايوركا وجزر الكنارى، بدأ المطار التحضير لمغادرة الرحلات إليها ويتوقع مطار هامبورج استقبال حوالى 55000 مسافر وما يصل إلى 190 رحلة مغادرة ووصول يوميًا، ويتوقع المطار أن يستقبل 370 ألف مسافر أسبوعيًا.
وفى مصر تواصل الفنادق والقرى السياحية استعدادها لاستقبال لجان تفتيش تابعة لوزارة السياحة وغرفة المنشآت الفندقية لقياس جودة وسرعة الإنترنت المقدمة للنزلاء، ونوع الفندق من حيث شهادات الاستدامة البيئية، وذلك مع بداية الموسم السياحى الشتوى فى المدن السياحية بالغردقة وسفاجا والقصير ومرسى علم، وقد تفقدت اللجان عددا من فنادق الأربعة والخمس نجوم بمدينة الغردقة.
وكشفت المعلومات الخاصة بالفنادق الحاصلة على شهادة الاستدامة البيئية والمسجلة بغرفة المنشآت الفندقية أن عدد المنشآت الفندقية الحاصلة على شهادات الاستدامة البيئية «النجمة الخضراء» بلغ حتى نهاية النصف الأول من العام الجارى 91 منشأة بمحافظة البحر الأحمر.
فيما أخطرت وزارة السياحة الفنادق والقرى السياحية من خلال إخطار رسمى يتضمن مسؤوليتها مسؤولية تامة عن أى تصرفات للعاملين بها يكون لها تأثير سلبى على المقصد السياحى المصرى، وذلك بعد أن تلاحظ لأعضاء لجان وزارة السياحة والآثار، أثناء المرور على المنشآت الفندقية، أن الشركات المالكة للفنادق أو شركات إدارة الفنادق تسند تشغيل النوادى الصحية بالمنشآت الفندقية لشركات وكيانات خارجية «مستغل خارجى».
وتختار هذه الشركات العمالة بها دون تدخل من إدارة الفندق ما قد ينتج عنه ارتكاب بعض هؤلاء العاملين سلوكيات قد تكون سلبية تجاه رواد الأندية الصحية وقيام العديد من الفنادق بالتعاقد مع شركات الأنشطة الترفيهية «animation»، دون أن يكون لإدارة الفنادق أى تدخل فى معايير اختيار أعضاء الفرقة الترفيهية التى تقدم ذلك النشاط داخل القرية، ما قد يؤدى إلى قيام عدد من هؤلاء العاملين بسلوكيات قد تكون غير صحيحة تجاه نزلاء الفندق.