هل يتدخل حزب الله عسكريا لدعم غزة؟.. سيناريوهات محتملة
“ماذا سيفعل حزب الله؟”.. عبر هذا السؤال يحاول نيكولاس بلانفورد في “المونيتور” طرح التداعيات المتوقعة، والتي يمكن أن تعم المنطقة، خلال جولة الصراع الطاحنة الحالية بين “حماس” وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول الكاتب إنه بينما تواصل إسرائيل هجومها ضد “حماس” في غزة، تتجه الأنظار بعصبية نحو لبنان، حيث أثارت سلسلة من الاشتباكات على طول الحدود المخاوف من اندلاع جبهة ثانية، وهي النتيجة التي قد تؤدي إلى حرب إقليمية كاملة.
ولا يبدو أن أياً من الطرفين يرغب في التصعيد، لكن المخاطر مرتفعة في حال حدوث سوء تقدير كارثي، يضيف نيكولاس.
ويشير إلى أنه كان هناك بعض الحديث في الأشهر الأخيرة عن “توحيد الجبهات”، بمعنى التنسيق الوثيق بين الجماعات المناهضة لإسرائيل مثل “حزب الله” في لبنان، و”حماس”، و”الجهاد الإسلامي” الفلسطيني، إلى جانب عدد لا يحصى من الجماعات الأخرى المدعومة من إيران في سوريا والعراق واليمن.
ولذلك، من الصعب على “حزب الله” أن يتراجع ببساطة ولا يفعل شيئاً بينما تشن إسرائيل هجومها الشامل ضد “حماس” في غزة، كما يقول الكاتب.
وتحبس الحكومة اللبنانية أنفاسها، خوفا من التصعيد، فالاستقرار في لبنان، المتهاوي اقتصاديا، أمر مطلوب بشدة الآن، لكن الحكومة أضعف من أن تواجه “حزب الله” القوى في هذا المضمار.
خيارات “حزب الله”
ويعتبر الكاتب أن خيارات “حزب الله” لـ”التصعيد المحسوب” متعددة، وقد بدأ بعضها بالفعل، وهي: نصب كمائن للإسرائيليين بأجهزة متفجرة، أو شن هجمات بقذائف الهاون أو الصواريخ على مزارع شبعا، وهي منطقة جبلية تمتد على طول الحدود الجنوبية الشرقية للبنان والتي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
ويمكن أيضا للحزب التغاضي عن هجمات صاروخية ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيل من مناطق لبنانية، أو تسهيل عمليات تسلل لفلسطينيين أيضا من الأراضي اللبنانية إلى دولة الاحتلال، وهو ما حدث بالفعل خلال الساعات الماضية.
وقد تواجه إسرائيل أيضًا هجمات من داخل سوريا في مناطق مرتفعات الجولان، حيث يتواجد “حزب الله” وجماعات أخرى مدعومة من إيران.
عتبة الحرب
ويرى الكاتب أن “حزب الله” حتى الآن، يريد إبقاء أفعاله ضد إسرائيل “تحت عتبة المواجهة الشاملة”، ولا يريد دفع تل أبيب إلى انتقام قوي.
ومع ذلك، فإن إيران هي صاحبة الكلمة الأخيرة في ما إذا كان “حزب الله” سيخوض حرباً مع إسرائيل الآن.
ويقول الكاتب إنه “من غير المرجح أن ترغب طهران في إهدار حزب الله، باعتباره أقوى أصولها الخارجية، في حرب واسعة النطاق غير مجدية مع إسرائيل من أجل دعم حماس في غزة”.
وعلى المنوال نفسه، يبدو من الواضح أن إسرائيل لا تسعى إلى فتح جبهة ثانية مع لبنان بينما تركز على مواصلة هجومها ضد “حماس”.
ويكمن الخطر في احتمال شعور “حزب الله” بأنه مضطر إلى رفع وتيرة عملياته إلى ما يقرب من نقطة العتبة مع اشتداد الحرب في غزة وتصاعد الدمار والخسائر في الأرواح، وخاصة في حالة حدوث توغل بري كبير من قبل الجيش الإسرائيلي.
ومن شأن الحرب مع “حزب الله” أن تتحول إلى حرب إقليمية مع انفتاح الجبهة السورية واحتمال وقوع هجمات من العراق واليمن وحتى إيران.
التوقع الأقوى
ويتوقع الكاتب أنه نظراً لتردد الجانبين في خوض حرب واسعة النطاق، فإن هناك احتمالاً بأن تتصاعد الاشتباكات إلى عدة أيام من القتال المستمر الذي يظل مقتصراً على جنوب لبنان وشمال إسرائيل ولكنه لا يرقى إلى مستوى الحرب الشاملة.
في مثل هذا السيناريو، قد يشن “لواء الرضوان” التابع لـ”حزب الله” غاراته الخاصة عبر الحدود – فهو يتدرب على مثل هذه العمليات منذ عام 2007 على الأقل.
ورداً على ذلك، قد تشن إسرائيل غارات جوية على أهداف البنية التحتية اللبنانية وتقوم بعمليات توغل محدودة بالمدرعات عبر الخط الأزرق.
ويزيد مثل هذا السيناريو من خطر سوء التقدير إلى نقطة الانهيار، كما يقول نيكولاس.
ويخلص الكاتب، في نهاية تحليله، إلى أنه في ظل الهجوم المميت وغير المسبوق الذي شنته “حماس” على جنوب إسرائيل والرد الإسرائيلي العقابي على غزة، فقد دخل الصراع العربي الإسرائيلي إلى منطقة مجهولة، ولا يمكن التنبؤ بها، وفي غاية الخطورة.