#طوفان_الأقصى.. لبنان يدخل على الخط وإسرائيل والمقاومة يتبادلان القصف
دخل لبنان على خط المواجهة ضد إسرائيل، في ثاني أيام عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، وذلك بالتزامن مع تواصل القصف المتبادل بين فصائل المقاومة في القطاع وإسرائيل، التي تتوقع أن ينتظرها أياما صعبة.
ووفق شهود عيان، فقد سمع دوي انفجارات في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين جنوب لبنان.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قذائف مدفعية أطلقت من لبنان نحو مواقع للجيش الإسرائيلي، كما قالت وسائل إعلام عبرية إن تعليمات أعطيت للإسرائيليين بدخول المناطق المحصنة.
فيما نقلت “رويترز”، عن مصادر أمنية، القول إن القذائف التي أطلقت من لبنان أصابت موقعا عسكريا إسرائيليا في مزارع شبعا.
كما ذكر صحف عبرية، أن موقع رويسات العلم الإسرائيلي، استهدف في تلال كفرشوبا بعدد من القذائف.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية (رسمية)، إن الجيش الإسرائيلي شرع في قصف مدفعي على أهداف بجنوب لبنان، قبل أن يصدر أمرا بإغلاق المنتجعات القريبة من الحدود مع لبنان.
وأمام ذلك، تبنى “حزب الله” اللبناني، عملية القصف 3 مواقع عسكرية إسرائيلية، لافتا في بيان إلى أنه تم إصابة المواقع إصابات مباشرة.
والسبت، اعتبر “حزب الله” في أول تعليق له على عملية “طوفان الأقصى” أن “هذه العملية المظفرة هي رد حاسم على جرائم الاحتلال المتمادية والتعدي المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات”.
وفي غزة، صعّد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه في الساعات الأولى من اليوم الثاني من معركة “طوفان الأقصى”، مستهدفاً منازل مسؤولين بارزين في حركة حماس والحكومة التي تديرها في قطاع غزة، فيما واصلت المقاومة التصدي للعدوان والرد عليه بإطلاق الرشقات الصاروخية.
واستهدف الطيران الحربي منازل عدد من مسؤولي المكتب السياسي لحركة حماس، ومنهم عضو المكتب فتحي حماد، في بيت لاهيا (شماليّ القطاع).
وفي النصيرات وسط القطاع، استهدفت منازل رئيس حكومة حماس في القطاع عصام الدعاليس، والقياديين أبو معاذ السراج وكمال أبو عون.
كذلك قصفت طائرات الاحتلال منزل القيادي في حركة حماس صلاح البردويل في خان يونس (جنوبيّ قطاع غزة)، فيما استُهدف منزل عضو المكتب السياسي لـ”حماس” في رفح غازي حمد، ودُمِّر.
وفي مدينة غزة، دمر الطيران الحربي برج وطن، وهو واحد من أرقى الأبراج التجارية في قطاع غزة، ويضم عشرات المكاتب والمؤسسات الخدمية.
ودمر الطيران عدداً من منازل المواطنين في الساعات الأولى على امتداد قطاع غزة، بينها عمارة سكنية وسط القطاع، وأخرى في حيّ الكرامة، وثالثة في منطقة جباليا الشرقية.
ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية، أدت لاستشهاد 256 فلسطينيا، بينهم 20 طفلا، وإصابة 1788 بجروح مختلفة، بينهم 121 طفلا.
في الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي البدء في إجلاء سكان منطقة غلاف غزة، واستعادة السيطرة في معظم المواقع، متوقعا أياما صعبة.
وقال الجيش في بيان: “تمكنا من استعادة السيطرة على معظم المواقع التي تم اقتحامها”، وفق هيئة البث الرسمية.
وأضاف أن “القتال لا يزال مستمرا في مستوطنة بئيري حتى الآن”، متابعا: “بدأنا بإجلاء سكان غلاف غزة وأمامنا أيام صعبة”.
ووفق وزارة الصحة الإسرائيلية، فقد ارتفع عدد القتلى في الهجوم الذي شنه مقاتلو كتائب القسام إلى 300 شخصا، والجرحى إلى أكثر من 1864 مصابا، بينهم 19 بحالة موت سريري، و326 بحالة خطرة.
يأتي ذلك في وقت كشفت هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، أن مجلس الوزراء الأمني المصغر قرر عقب اجتماعه في وقت مبكر، الأحد، وقف إمدادات الكهرباء والوقود والسلع إلى غزة.
كما اتخذ المجلس قراراً بتدمير قدرات حركة حماس العسكرية والحكومية.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، القول إن القرارات تهدف إلى “تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركتي حماس والجهاد”.
وأضاف أن الغرض منها هو “الحد من قدرة هذه المجموعات على تهديد مواطني إسرائيل أو إلحاق الضرر بهم ولفترة طويلة”.
يأتي ذلك في وقت استعادت السلطات الإسرائيلية السيطرة على مركز شرطة سديروت، الذي اجتاحه مسلحو حماس، بعد عملية استمرت ساعات لطردهم، شملت استعادة بعض الرهائن، حسبما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
فيما لا تزال قوات الأمن الإسرائيلية، تقوم بتفتيش البلدات في جنوب إسرائيل، بحثا عن المسلحين الفلسطينيين الذين توغلوا من غزة في وقت مبكر السبت، خلال هجوم غير مسبوق على إسرائيل.
وحسب الصحيفة العبرية ذاتها، فإنه تم القبض على عدد من المسلحين أو قتلهم على أيدي قوات الأمن، وعاد بعضهم إلى غزة مع مختطفين، من بينهم نساء وأطفال وكبار السن.
فيما أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، بأن نحو 750 جنديا ومستوطنا لا يزالون في عداد المفقودين، منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، التي شنتها حركة حماس.
ونقلت الصحيفة العبرية، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية طلبت من أهالي المفقودين المساعدة في العثور على ذويهم.
وفي الوقت الذي لم تقدم الصحيفة أية تفاصيل أخرى، تحدث الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبوعبيدة، في وقت سابق، إلى الشعب الفلسطيني قائلا: “نبشركم أنه في قبضة كتائب القسام عشرات الأسرى من الضباط والجنود”.
كما وجه أبو عبيدة رسالة إلى نتنياهو، قائلا: “عدد القتلى والأسرى من الضباط والجنود الإسرائيليين أكثر بكثير مما تعتقد، وهم موجودون في كل محاور قطاع غزة”.