زوجة محمد حسنين هيكل تعلن وصيته على الهواء، ومنى الشاذلي تبكي بعد قراءتها (فيديو)
كشفت هدايت تيمور أرملة الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل: “الأستاذ ترك جواب مغلق به وصية سنة 1997 كتبها ووضعها في ظرف وقفلها، وكتب هدايت وقال لي اوعي تفتحيها إلا بعد وفاتي”.
وأضافت خلال لقائها ببرنامج “معكم” الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي بقناة “أون”: “كان عندي فضول أفتح الجواب بس ما دام وعدتي إني مش هفتحه لازم أوفي بوعدي، وعلشان أفتحه كان لازم أستأذنه الأول، وهو قال لي خدي الجواب المهم دا وشيليه وما تفتحهوش الا بعد رحيلي وقعدت لغاية لما هو في يوم كان تعبان في الأواخر قال لي هدايت أنتِ قرأتِ الوصية قلت له لأ طبعًا فقال لي طيب هي فين قلت له عندي جيبتها له ففتحها وزود عليها حاجة، وأنا علشان خاطر المئوية أولادي قالوا لازم ننشرها في يوم من الأيام لأنها قطعة أدبية من الدرجة الأولى”.
وصية محمد حسنين هيكل
وقرأت “تيمور” أول سطر من وصية الأستاذ هيكل: “هدايت لا أعرف هل أقول لك صباح الخير يا حبيبتي أو مساء الخير يا عمري، فأنتِ حين تطالعين هذه السطور أكون أنا طالعًا على بداية ذلك الجسر الواصل من هذه العالم إلى ما ورائه، كنت دائمًا أردد بيتًا من الشعر عندما يرحل واحدًا من أحبابنا أو أصدقائنا ولست أذكر الآن ناظم هذا البيت من الشعر لكنك بالتأكيد تذكرين إيقاعه لأن ترديدي له تكرر كثيرًا خصوصًا في السنوات الأخيرة هذا البيت من الشعر يقول للراحل عليك سلام الله إنك إن تكن عبرت إلى الأخرى فنحن على الجسر”.
جواب غرامي من محمد حسنين هيكل لزوجته ضمن وصيته
واستكملت منى الشاذلي قراءة باقي الوصية التي تعتبر أشبه بجواب غرامي: “والآن فقد جاء دوري للرحيل طالعًا إلى الجسر ماشيًا عليه إلى هناك واليوم هو الخميس 25 سبتمبر 1997 وأنتِ الآن وقت كتابة هذه السطور على طائرة تحملك إلى لندن وبيننا موعد الحق بك هناك يوم الخميس القادم الأول من أكتوبر سنة 1997 وأنا الآن وحدي في برقاش وقد دخلت إلى غرفة المكتب التي تعرفين كم أرتاح إليها وأشعر بالسكينة في جوها مع الكتب والصور والأوراق والأفلام والمدفأة وكومة الخشب في انتظار الشتاء إلى جوارها، وقد دخلت من الشرفة إلى غرفة المكتب وأدرت جهاز الموسيقى دون أن أعرف أي نغم فيه من الأسبوع الماضي حيث كنا معا هنا واكتشفت أنه كونشيرتو البيانو الأول لبيتهوفن وتركته يجري ويملأ فضاء الغرفة كما يشاء عندما كنت واقفًا على الشرفة قبل دخولي المكتب تنبهت مرة أخرى إلى أنني في برقاش وحدي ومن غيرك فأنت هذه اللحظة الغالبة في الأجواء، انت تعرفين حبي لك وإعجابي بك واحترامي تعرفين أيضًا أشواقي إليك قائمة ودائمة مشدودة إليك باستمرار لكنني في هذه الحالة حالة النوم العميق لا أريد لأشواقي أن تناديك وإنما أريدك أن تتأخري عني لأول مرة قدر ما تستطعين وتسمح به المقادير ولكنني أدعو الله أن تطول أشواقي إليك أريدك أن تعيشي حياتك بعدي وأنت تسعدي فتلك إذا علمت إضافة إلى عمري ولتكن حياتك آمنة راضية ومطمئنة بمقدار ما أردت وعملت علي ان تكون كذلك من غيري، اريدك سعيدة دائما عزيزة دائما غالية دائما خذي وقتك اذن ثم وعلي مهلك تعالي الي جانبي، هدايت لقد عشت حياة اعتقد انها كانت خصبة ونافعة نشيطة ومتتدافعة وفوارة تذكرني دائما ولا اعرف لماذا بشلالات الماء وسط الصخور من اعلى المرتفعات وانا فخور بكل لحظة في حياتي بما في ذلك بل أول ذلك تلك اللحظات الصعبة التي مارست فيها الإختيار واستعدادي لتكاليفه وقبولي لمخاطره وانا راض بما أديت من دور في خدمة المهنة والوطن وفي خدمة العائلة، ثم أنني سعيد ان الظروف اتاحت وان اعيش سنوات الاشراق في المشروع القومي العربي الذي قاده ذلك الصديق الحبيب والأثير جمال عبد الناصر، وتلك فصول من قصة بدأت قبل ان تظهري في أفقي لكن مجيئك كان لحظة فارقة في حياتي وقد عشناها معا سنينا طويلة تجربة عريضة تبحث عن الحق والخير والجمال في هذا الكون بطوله وعرضه، ان الدنيا يا حبيبتي كانت كريمة معي وقد اعطتني أكثر مما حلمت به وربما اكثر مما استحقه وكان اكرم ما اعطته الدنيا انت، وعندما اذهب للنوم العميق الاَن بعد حياة طويلة فإن الزمن الذي عشته يقظا كان جميلا في كل احواله واشكاله واشهد امامك وامام الكل ان الدنيا والزمن لم يتركا لي سببا كي انظر الاَن ورائي في اسى أو في ندم أو في غضب، رعاك الله يا حبيبتي وراع ابنائنا الثلاثة علي واحمد وحسن وراع زوجاتهم وراع ابنائهم جميعا محمد وهداية وتيمور ومنصور وتيمور ونادية واَخرين فيما اَملهم لا اعرف ان كان مكتوب الحظ أن القاهم، رعاك الله يا حبيبتي ورعاهم سلمت وسلموا سعدت وسعدوا وسلام عليك وعليهم وحمدا لله كثير بلا حدود وبلا نهاية..محمد حسنين هيكل الخميس 25 سبتمبر الساعة العاشرة واربعين دقيقة وحتى الثانية عشرة وست دقائق.
بكاء منى الشاذلي تأثرًا بوصية محمد حسنين هيكل
وبكت منى الشاذلي خلال قراءة الوصية، قائلة: “إيه العقلية دي واحد بيكتب لمراته جواب بعد سنين هو مش عارف هتطول قد إيه عشرة عشرين سنة هو مش عارف”.
بكاء زوجة محمد حسنين هيكل
وعلقت أرملة محمد حسنين هيكل، قائلة: “مضينا أيام حلوة أوي في برقاش وبعدين زي كل حاجة حلوة بتروح، أكتر جملة بكتني كتير أوي في الوصية لما قال لما تبقى سعيدة ده امتداد لحياتي، وقلت هعمله كل اللي أقدر عليه والحمد لله لقيت الناس اللي بيقدروه عاونوني مكتبة الإسكندرية وأصحابه وأولادي كلنا اتجمعنا حوالين إن احنا يبقى عايش في وسطينا”.