عزل رئيس مجلس النواب الامريكي
عزل أعضاء مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، رئيس المجلس كيفن مكارثي من منصبه، وذلك بناء على مذكرة تقدم بها أحد النواب الجمهوريين، فيما قال مكارثي إنه “غير نادم” على الخيارات التي أدت إلى إقالته.
وأطيح بمكارثي (جمهوري) من رئاسة مجلس النواب بعد تصويت 216 نائباً على إجراءات عزله، مقابل 210 نواب صوتوا لصالح بقائه. وصوت 8 نواب من الحزب الجمهوري لصالح الإطاحة به.
وسيتولى النائب الجمهوري باتريك ماكهنري، حليف مكارثي، قيادة مجلس النواب مؤقتاً بعد شغور المنصب. وكان اسم ماكهنري مدرجاً في القائمة التي طُلب من مكارثي تقديمها في حال شغور منصب رئيس المجلس.
إقالة تاريخية في مجلس النواب
وصوت مجلس النواب الأميركي على عزل مكارثي بعدما تقدم النائب الجمهوري المتشدد عن ولاية فلوريدا مات جايتز بمذكرة بهذا الشأن، رداً على تمرير مكارثي بمساعدة الديمقراطيين، حزمة مؤقتة لتمويل الحكومة الفيدرالية جنبت واشنطن إغلاقاً حكومياً، وسط معارضة من أعضاء حزبه.
وعزل مكارثي من رئاسة مجلس النواب الأميركي، يعتبر الأول في تاريخ هذا المجلس الممتد منذ 234 عاماً.
وقال مكارثي خلال كلمة عقب إقالته من المجلس: “لست نادماً على خياراتي، إنها مسؤوليتي، إنها وظيفتي”، مضيفاً: “لست نادماً على التفاوض، لم أندم على جهودي في بناء تحالفات والبحث عن حلول، لقد نشأت على حل المشكلات، وليس إثارتها”، مشيراً إلى أنه لن يترشح مرة أخرى لرئاسة المجلس.
وألقى مكارثي باللوم على الديمقراطيين في الإطاحة به، وفي الإضرار بمؤسسة الكونجرس، مشيراً إلى أنه قد يؤيد شخصاً معيناً ليخلفه على رئاسة المجلس.
بايدن يأمل في انتخاب خليفة مكارثي بسرعة
وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن الرئيس جو بايدن يأمل في أن ينتخب مجلس النواب رئيساً له بسرعة، وذلك بالنظر إلى “التحديات العاجلة” التي تواجه الولايات المتحدة، والتي “لا تقبل الانتظار”.
وأشار البيان إلى أن بايدن “أثبت دائماً حرصه على العمل مع كلا الحزبين في الكونجرس”، الديمقراطي والجمهوري، وبـ”حسن نية”، وأنه “يتطلع للعمل معهم في مجلس النواب” بعدما يتم انتخاب رئيس جديد.
وقبل جلسة التصويت على عزل مكارثي، صوت أعضاء المجلس لصالح المضي قدماً في إجراءات التصويت على العزل، رافضين طلب تأجيل التصويت أو إلغائه.
مرشحون لخلافة مكارثي
وقال النائب الجمهوري مات جايتز بعد الإطاحة بمكارثي، إن هناك العديد من المرشحين الذين يمكن اختيارهم لمنصب رئيس مجلس النواب، بما في ذلك ستيف سكاليز (جمهوري)، المقرب من مكارثي، وفق ما أوردت شبكة “إن بي سي نيوز”.
ويوجد على القائمة أيضاً النواب الجمهوريون توم إيمير (ولاية مينيسوتا)، وجودي أرينجتون (ولاية تكساس)، وكيفن هيرن (أوكلاهوما)، وفق “نيويورك تايمز”.
ودافع النائب الجمهوري مات جايتز عن مذكرة العزل التي تقدم بها، قائلاً إن فترة رئاسة مكارثي لمجلس النواب كانت “فوضوية”.
وخلال كلمة أمام المجلس سبقت التصويت بدقائق، قال جايتز إن “مكارثي يمثل هذه الفوضى، وهو شخص لا يمكننا أن نثق به”، مشيراً إلى أن “الشيء المشترك بين البيت الأبيض والديمقراطيين في مجلس النواب، والنواب المحافظين في الحزب الجمهوري، هو أنهم لا يستطيعون الاعتماد على مكارثي”.
وبينما كان النواب يناقشون إجراءات عزله، كان مكارثي يجلس بصمت في الصف الثاني للمجلس، وينظر إلى هاتفه بين فترة وأخرى.
وأدان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ما وصفه بـ”الصراع الداخلي” بين الجمهوريين، قائلاً إن على الجمهوريين مواجهة الديمقراطيين بدل “محاربة بعضهم البعض”.
وكتب ترمب على منصته Truth Social: “لماذا الجمهوريون دائماً يحاربون أنفسهم، لماذا لا يحاربون الديمقراطيين اليساريين المتطرفين، الذين يقومون بتدمير بلادنا؟”.
الديمقراطيون يرفضون إنقاذ مكارثي
ورغم دعم الديمقراطيين للحزمة التي مررها مكارثي، إلا أنهم رفضوا التصويت لإنقاذه في المجلس، إذ كتب زعيم الديمقراطيين جيفريز رسالة إلى أعضاء حزبه، قال فيها إن الكتلة “متحدة” بشأن عدم التصويت له.
وأكد جيفريز أن سبب اللجوء إلى هذا الإجراء، هو عدم رغبة قيادة الجمهوريين في الكونجرس الابتعاد عن تطرف النواب المحسوبين على MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) المرتبطة بالرئيس السابق دونالد ترمب. وقال جيفريز في المذكرة، إنه “بناء على ذلك، سنصوت لصالح عزل الرئيس مكارثي”.
ولم تصوت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية) خلال هذه الجلسة، إذ قال متحدث باسمها إنها لا تزال في سان فرانسيسكو حداداً على وفاة عضوة مجلس الشيوخ ديان فاينشتاين.
وقبل التصويت على عزله، اعتبر مكارثي أنه “قام بمخاطرة الأسبوع الماضي” من أجل “الإبقاء على الحكومة مفتوحة”، من أجل أن “تتمكن العائلات وجنودنا وحرس الحدود من تلقي رواتبهم”.
وقال مكارثي في تصريحات تليفزيونية، الثلاثاء: “إذ أرادت حفنة من الجمهوريين أن تنحاز للديموقراطيين لإزاحتي عن منصبي لهذا السبب، فهذه معركة تستحق خوضها”.
ومنذ بداية العام ومكارثي وجايتز على مسار تصادمي منذ عطل جايتز انتخاب مكارثي رئيساً للمجلس، ما أدى لفرض 15 جولة تصويت انتزع مكارثي في آخرها المنصب ولكن بعد تقديم تنازلات لتجمع حرية الذي يقوده جايتز داخل المجلس، من بينها إمكانية تقدم أعضاء منفردين بقرارات لعزل رئيس المجلس عبر ما يعرف باسم “قرار لإخلاء منصب رئيس المجلس”.