شاهد أغرب الأماكن السياحية..البيت المقلوب وحديقة الجحيم
هل حلمت يومًا بالهروب من الروتين المعتاد للحياة اليومية، والانغماس في عجائب الوجهات الغريبة؟
فتتخيَّل أنك تتجول في الغابات المطيرة المورقة، أو تستكشف الآثار القديمة، أو تتناول المأكولات المحلية اللذيذة في دولة بعيدة!
بعض الأماكن الغريبة ذات الجاذبية الخاصة
قد ترغب في زيارة أماكن ذات طبيعة خاصة ومواصفات غريبة كالدخول في منزل مقلوب رأسًا على عقب، أو زيارة متحف للمراحيض من كل الثقافات والحضارات، أو حتى دخول حديقة للجنيات الخيالية لتنسى الواقع ولو قليلًا.
فالأماكن السياحية الغريبة والعجيبة التي تمتلك طبيعة خاصة تكون فرصة مثالية لإرضاء شغف الإنسان في التغيير، بالإضافة إلى خلق ذكريات لا تُنسى، وتجربة فريدة وثرية.
في هذه المقالة نتجول بك في بعض الأماكن الغريبة، ذات الجاذبية الخاصة؛ لنحاول نقل التجربة الفريدة ووضعها بين يديك في السطور التالية.
البيت المقلوب
يُعد البيت المقلوب والموجود في جنوب شنغهاي بالصين أحد أكثر المناطق السياحية الغريبة والآسرة في الوقت نفسه، والتي تمثِّل إرباكًا بصريًّا وتحديًا للجاذبية، حيث يرقد البيت مقلوبًا رأسًا على عقب، يقف على سقفه وقاعدته للسماء، كما أنه مفروش بالكامل، بالإضافة إلى كل أدوات ووسائل الديكور الموجودة بالمنزل على نحو غريب وترتيب لا يتوافق أبدًا مع معرفتنا بالجاذبية؛
لذا فإن زيارة المنزل المقلوب تخلق إحساسًا غريبًا لدى الزوار بالوجود في عالم بديل، حيث هذا الشذوذ المعماري الذي يشكِّك الناس في تصورهم لقوى الجاذبية ويتحدى المفاهيم التقليدية للتوازن، ما يمثِّل مغامرة رائعة بها من الشغف والطفولة ما يجعلها تجربة سعيدة وفريدة. وعلى الزوار الحفاظ على توازنهم داخل المنزل بالطريقة التي تناسبهم؛ لذا فإنك تراهم وكأنهم في حالة رقص جماعي، إذ يتحركون يمينًا ويسارًا داخل المنزل المقلوب.
حديقة الجحيم
حديقة غريبة في فكرتها وفي تنفيذها توجد في تايلاند، وتُعد من أكثر التجارب قتامة وإثارة للتفكير، وتحتاج إلى زائر ذي طبيعة خاصة بتركيز حاضر وأعصاب قوية، فهي تُسمى حديقة الجحيم؛ لأنها تمثل الجحيم من وجهة نظر بوذية. فالتماثيل الموجودة بالحديقة هي تماثيل للتعبير عن عملية التعذيب التي يتعرض لها العصاة والمذنبون في الجحيم بوسائل متعددة ورهيبة،
كالكثير من الخوازيق ووسائل التعذيب والمناشير والصرخات المكتومة والمرسومة على وجوه التماثيل التي تمثل العصاة والمذنبين؛ بهدف دعوة الإنسان إلى التأمل في حياته والتفكير في ذنوبه والتراجع عنها قبل فوات الأوان، بمعنى التوبة قبل النهاية.
وهي تجربة بقدر غرابتها لكنها تحمل كثيرًا من الإثارة لمحبي التغيير وكسر الملل والذهاب إلى الأماكن ذات الطبيعة الخاصة، فهي تجربة لا تتكرر في أي مكان في العالم بهذا الشكل. ورغم ذلك فهي عامل جذب كبير للسياح من كل مكان في العالم، فيزورها عشرات الآلاف من الناس في كل عام، كما أنهم يلتقطون الصور التذكارية والشخصية داخل الحديقة على نحو يجعلك تنظر إلى النفس الإنسانية بتعجب؛
فكيف يتسق العذاب والتعذيب مع الترفيه والصور التذكارية واللقطات التي تملؤها الابتسامات ومشاعر الفرح؟! ويكفي أن تعرف أن لافتة الاستقبال الموجودة على باب الحديقة مكتوب عليها أهلًا بك في الجحيم!
متحف المراحيض
متحف حديث في كوريا من أغرب المتاحف والمزارات الموجودة في العالم؛ فهو متحف للمراحيض وعمليات الإخراج وتماثيل تقوم بعمليات الإخراج على نحو مختلف يوضح الفرق بين الثقافات والحضارات والبلدان المختلفة في التعامل مع عملية الإخراج وشكل الحمامات. وهي فكرة غريبة جدًّا لمتحف، ومع ذلك فآلاف الآلاف من الناس يأتون إلى هذا المكان من كل مكان في العالم لزيارته ورؤية أحد الأشياء التي قد يظنها البعض شيئًا بسيطًا وثانويًّا وغير مهم.
لكن هذا المتحف يسلط الضوء على أشكال المراحيض المختلفة عبر التاريخ وبمختلف الثقافات ومراحل التطور التكنولوجي.
وجاءت هذه الفكرة بفضل هوس أحد الكوريين وهو رئيس بلدية مدينة سون الكورية، فكان يرى من وجهة نظره أن معظم الأفكار التي قدَّمها العلماء للبشرية فكروا فيها بينما كانوا في المرحاض.
وكان دائمًا ما يهتم بفكرة المراحيض وكيف يجعلها جذابة في عيون الكوريين؛ فبنى منزله على شكل مرحاض عام 2007، وجمع فيه كل ما يخص المرحاض، وأطلق عليه «سيد المرحاض». وبعد وفاة الرجل حُوِّل منزله إلى متحف للثقافة تكريمًا له.
ويحتوي هذا المتحف على أنواع متعددة من فضلات الإنسان والحيوان، إلى جانب اللوحات التي تحكي تاريخ المراحيض وأهميتها، وكيف تطور الصرف الصحي، ودوره في حياة الإنسان.
بالإضافة إلى وجود كثير من التماثيل التي تمثل أشخاصًا في أثناء عملية الإخراج بأشكال مختلفة توضح الفرق بين الشعوب والثقافات في هذا الأمر. وقد تظن أن هذا المتحف يحظى فقط بأهمية واحترام وتقدير لدى الكوريين، لكن الأمر أكبر من ذلك؛ فزوار المتحف من كل مكان في العالم؛ لأنهم يعدونه تجربة غريبة ولا تتكرر في أي مكان آخر، ما يجعلهم يأخذون الصور التذكارية داخل المتحف للتعبير عن تجربتهم الفريدة والمثيرة، والاحتفاظ بذكريات رائعة من هذه التجربة.
متحف المعكرونة
وفي اليابان يوجد متحف المعكرونة الذي يوفر تجربة فريدة وممتعة للزوار؛ فهذا المتحف يُعد أحد وأشهر الأماكن السياحية التي تعج بالسياح في العالم منذ عام 1994 في منطقه شين يوكوهاما في اليابان لتكريم المبدع مومو فوكو أندو، وهو مخترع المعكرونة سريعة التحضير، وكان قد اخترع هذه المعكرونة بغرض مساعدة طلبة الجامعات -خصوصًا الذين يدرسون مساءً- حتى لا يشعر أحد منهم بالجوع، وتكون معه وجبته الجاهزة سريعة التحضير، ويمكن تناولها في أي وقت بسهولة.
ويتميز المتحف بتصميمه على شكل الكوخ، وهو الكوخ الذي ابتكر فيه دجاج رامين الشهير في اليابان. وتمتلئ جدران المتحف بمئات الأكياس والأنواع من المعكرونة سريعة التحضير بمختلف النكهات التي يسمح بتجربة نكهتها في غرفة خاصة داخل المتحف تسمى بغرفة التذوق، حيث يجد الزوار كل ما يتمنونه من نكهات وأنواع من المعكرونة سريعة التحضير.
ورغم أن الأمر قد يبدو منه أن هذه الزيارة تهم الأشخاص المهتمين بالطعام فقط، لكن الأمر يُعد في حد ذاته تجربة ممتعة لكسر الملل والتغيير لمحبي المغامرات والتجارب المثيرة.
متحف الجنيات
وفي إنجلترا يوجد مزار آخر يمثل تجربة فريدة ومثيرة لمحبي التغيير وكسر الملل، وهي زيارة حديقة الجنيات التي تضم أكثر من 1000 تمثال للساحرات والجنيات الشهيرة التي ظهرت في أفلام السينما وأفلام الكرتون والأساطير وقصص الأطفال على مدار التاريخ على نحو يجعلك تنسى الحاضر وتعيش في منطقة لا ترتبط بالزمان والمكان.
وهو مكان مناسب جدًّا للزيارات الأسرية وللأطفال؛ فالحديقة تُعد نقلة نوعية في شكل الحدائق والمزارات التي اعتادت عليها الأسر، وخصوصًا التي لديها أطفال، كما تضم الحديقة أيضًا أكثر من 250 نوعًا من الزهور البرية التي تُعد بُعدًا آخر في عالم السحر والخيال والجمال الذي تمثله حديقة الجنيات، والتي تُلقب أيضًا بحديقة السحر والخيال.
ديناصورات كاليفورنيا
وعلى غرار حديقة الجنيات توجد حديقة أخرى في الولايات المتحدة، وبالتحديد في كاليفورنيا، لتماثيل الديناصورات التي كانت تعيش قبل وجود الإنسان على الأرض، حيث تستطيع أن ترى تمثال تي ركس وجهًا لوجه بالحجم الطبيعي، كما يمكن للزوار تسلق الديناصورات والنظر من خلال أسنانهم لبقية العالم.
وقد صُمِّمت ونُفِّذت تماثيل الديناصورات في عام 1988، ثم تحولت إلى متحف ومزار سياحي يمثل تجربة فريدة وممتعة ومثيرة ومناسبة للتصوير الفوتوغرافي وتصوير لقطات الفيديو ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها إحدى مفردات التجربة المثيرة والممتعة.