فنانات عربيات في مواجهة التحرّش
لا تزال نساء كثيرات في الوطن العربي يتعرّضن للتحرّش، سواء كان جسدياً أو لفظياً، كما لم تسلم منه بعض النجمات بشكل أو بآخر… لذا حرص عدد من الفنانات على أن يكون لهنّ دور في مواجهة هذه الظاهرة، سواء بالاعتراف بتعرّضهن للتحرّش كنوع من تشجيع الضحايا على عدم الخجل والصمت وفضح المتحرّش، أو باتخاذ مواقف إيجابية والمشارَكة في فعاليات مختلفة ضد التحرّش. فمَن هنّ أبرز هؤلاء الفنانات؟ وماذا يقلن عن التحرّش وكيفية مواجهته؟
إلهام شاهين: ناقشت التحرّش في فيلمي “حظر تجول”
تؤكد النجمة إلهام شاهين أن أحد أسباب حماستها لتقديم فيلم “حظر تجول” هو تعرّضها للتحرّش، خاصة أن التحرّش لا يكون حصراً من الغرباء وإنما للأسف من بعض الأقارب.
وتقول شاهين: “الفيلم ناقش بجرأة قضية التحرّش المسكوت عنها، وكفنانة أفتخر بأن يكون لي دور في مواجهة هذه الآفة، وأنصح كل فتاة بعدم السكوت على أي نوع من التحرّش قد تتعرّض له، لأن صمتها يشجّع المتحرّش على التمادي في سلوكه المشين، بل عليها أن تفضحه وتبلّغ السلطات عنه لينال عقابه. أدعو الفتاة المتحرَّش بها الى عدم الخجل أو الخوف أو التردّد في فضح الجاني، لأنها هي الضحية ولا ذنب لها بما حصل معها، كي تلاحق الفضيحة المتحرِّش فينكشف أمره ويصبح منبوذاً في المجتمع”.
ليلى علوي: صمت الضحايا يزيد من انتشار التحرش
للنجمة ليلى علوي العديد من المواقف في مواجهة التحرّش، ليس فقط عبر أعمالها الفنية، ولكن أيضاً من خلال مواقفها وآرائها وتشجيعها للفتيات والنساء على عدم الصمت حيال تلك الجريمة. ولطالما رفضت علوي ما يروّج له البعض من أن الملابس الجريئة التي ترتديها الفتيات هي السبّب في التحرّش بهنّ، وقدّمت دليلاً بأن هناك فتيات محتشمات في ملابسهن ويتعرّضن للتحرّش، كما أكدت أنها فخورة بأن المجتمع المصري نساءً ورجالاً يواجهون كل أنواع التحرش، وأن الدولة المصرية وضعت قوانين صارمة لإنزال أشدّ العقوبات بالمتحرّش.
وعبّرت ليلى علوي عن مدى إعجابها بكل فتاة جريئة تكشف عن هوية المتحرّش وتواجهه، لأن هذه المواقف الشُجاعة من شأنها القضاء على تلك الظاهرة، والتي كان يشجّع على انتشارها صمت الضحايا.
هند صبري: الجيل الجديد من الفتيات كسر حاجز الصمت والخوف
النجمة هند صبري من أكثر الفنانات حرصاً على أن يكون لها دور في مواجهة التحرّش، وترى أن الفتيات من الجيل الجديد قد كسرن حاجز الصمت والخوف من مواجهة المتحرّشين، وأصبحن لا يتردّدن في الحديث عن تجربتهن وكيف دافعن عن أنفسهن خلالها، وهو أمر يدعو للفخر بهن، خاصة أن الأجيال السابقة كانت تخشى من المواجهة العلنية والصريحة بسبب نظرة المجتمع الظالمة لضحية التحرّش. ورغم اقتناعها بأن عدداً قليلاً جداً من النساء في مجتمعاتنا العربية هن فقط مَن أفلتن من التحرّش، سواء الجسدي أو اللفظي، تؤكد هند صبري أن الخوف من مواجهة المتحرّش وفضحه لم يسمح لنا برصد أرقام حقيقية عن حالات التحرش في الوطن العربي، لكن هذا الصمت المريب انتهى مع ظهور جيل جديد قرر المواجهة، بحسب قولها.
وتلفت هند صبري الى أن على الفنانين جميعاً مواجهة التحرّش من خلال مناقشة هذه القضية في أعمالهم الفنية، وتشجيع الجيل الجديد من الفتيات على فضح المتحرّش للقضاء على هذه الآفة. وتؤكد أنها تحرص على القيام بهذا الدور، ليس فقط من خلال عملها كفنانة مؤثرة في المجتمع، ولكن عبر دورها كامرأة وزوجة وأم، بحيث لا تتردّد في استغلال كل المنصات المتاحة أمامها للتصدّي للمتحرّشين بالنساء.
منى زكي: من حق كل امرأة وفتاة أن تتحرك بحرّية وأمان
نظراً لاهتمامها بقضية التحرش وإدراكها مدى خطورتها، لم تتردّد النجمة منى زكي في الانضمام الى إحدى حملات مكافحة التحرّش، حيث أعلنت قبل فترة عن التحاقها بحملة “ستاند أب” ضد التحرش بالمرأة، وأكدت حرصها على دعم هذه الحملة من خلال حساباتها في السوشيال ميديا.
وتقول منى: “التحرش هو أكبر مشكلة تواجهها النساء والفتيات في كل أنحاء العالم. يشرّفني أن أعلن انضمامي الى حملة “ستاند أب” ضد التحرش في الأماكن العامة”. وتضيف: “من حق كل سيدة وفتاة أن تتحرك بحرّية وأمان، وألاّ يردعها شيء عن تحقيق أحلامها”.
ولم تقتصر جهود منى زكي في مواجهة التحرش على الانضمام الى هذه الحملة أو حتى مناقشة تلك القضية في أكثر من عمل فني قدّمته، بل تخطّت ذلك بحيث إنها تدعم كل محاولات الناشطين في المجتمع لمواجهة التحرش، كمثل دعمها من خلال حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي لورش تابعة لجمعية “مطمن”، وهي الجمعية الرسمية في مصر التي تقدّم دورات تدريبية حول التصدّي للتحرّش الجنسي وكيفية التعامل مع المتحرّش باستخدام طرق مبتكرة للحد من تلك الظاهرة.
إيمان العاصي: تعرّضتُ للتحرش ولا يجوز الصمت على المتحرّش
تشجيعاً منها على عدم الصمت تجاه التحرّش أو الخجل من الحديث عن التعرّض له، وهو ما يساهم في انتشاره بكثرة في المجتمع، اعترفت النجمة إيمان العاصي بتعرّضها للتحرش في الطفولة.
وروت العاصي قصة تعرّضها للتحرّش وهي طفلة، فقالت إن شخصاً كان يتردّد على منزل ذويها بين الحين والآخر للقيام بأعمال الصيانة، وذات مرة فوجئت به يجذبها إليه بالتزامن مع انقطاع الكهرباء، وحاول تقبيلها بالإكراه.
وأضافت أنها شعرت حينها بالخوف ودخلت غرفتها ومكثت فيها لبعض الوقت حتى لا يراها أحد، مؤكدةً: “شعرت أنّ كل جسمي يؤلمني”.
ولفتت إيمان العاصي الى أنها لم تكن تدرك ما حدث لها بحكم صغر سنّها، قائلةً: “لم أفهم ما فعله معي هذا الشخص إلا بعد مرور فترة طويلة من الزمن. شعرت يومها بالرعب، وأتمنى أن أنسى تلك اللحظات المؤلمة التي عشتها في طفولتي”.
وترى العاصي أن التحرش كارثة لا نزال نواجهها في مجتمعاتنا العربية، وعلى الضحية أن ترفع الصوت عالياً وتفضح مَن تحرّش بها وتصرّ على معاقبته بشتى الوسائل حتى يكون عِبرة لغيره، فالصمت يشجّع المتحرّش على ارتكاب المزيد من الأفعال المنافية للآداب العامة.
ميس حمدان: علّمت ابنتي كيف تتجنّب التحرش وعلى الأهل تشجيع بناتهم لفضح المتحرّش
تعترف النجمة ميس حمدان بأنها أيضاً تعرّضت مراراً للتحرش، ولا تنسى ما حصل معها في طفولتها، وتحديداً عندما كانت في مرحلة الدراسة الابتدائية. وتقول ميس إنها ذات مرة وفي أثناء عودتها من المدرسة، فوجئت بأحد المدرّسين يناديها ويطلب منها التوجّه الى مدخل أحد المباني محاولاً التحرّش بها.
وتؤكد ميس أنها اكتشفت في ما بعد أن 90 في المئة من البنات اللواتي تعرفهن قد مررن للأسف بتجربة التحرّش، سواء من السائق أو أولاد العم والخال، أو المدرّسين…
وتشير ميس حمدان الى أنه يتوجّب على الأهل تعليم بناتهم كيفية تجنّب التحرّش ومواجهته في حال تعرّضن له وعدم الخجل أو الصمت، لا بل تشجيعهنّ على التصدّي بكل ما أوتين من قوة للمتحرّش وفضحه في المجتمع للحذر منه، مؤكدةً أنها كأم حرصت على تعليم ابنتها منذ الصغر كيف تتجنّب التحرّش وألاّ تخاف من المتحرّش لأنه أكثر من جبان.