الكونجرس يجنب الولايات المتحدة إغلاقاً حكومياً في اللحظة الأخيرة
صادق مجلس الشيوخ الأميركي السبت، على مشروع حزمة مؤقتة لتمويل الحكومة الفيدرالية لمدة 45 يوماً، أحيل له من مجلس النواب قبل ساعات، ليجنب الولايات المتحدة إغلاقاً حكومياً كان ليشل الوكالات الفيدرالية، فيما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الخطوة بمثابة “أخبار جيدة للشعب الأميركي”، مشيراً إلى أن “المتطرفين الجمهوريين في مجلس النواب فشلوا”.
ووقع رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي على مشروع القانون تمهيداً لإرساله إلى بايدن ليصادق على حزمة التمويل المؤقتة التي حذفت منها المساعدات لأوكرانيا، بشكل نهائي.
ومرر مجلس الشيوخ القرار قبل 3 ساعات فقط من الموعد النهائي لتمديد تمويل الحكومة الذي كان سينفد عند منتصف ليل السبت.
ومرر مجلس النواب بعد ظهر السبت، حزمة مؤقتة لتمويل الحكومة الفيدرالية حتى 17 نوفمبر المقبل، في نصر لمكارثي أعانه عليه الديمقراطيون الذين صوتوا بالكامل تقريباً لصالح الحزمة وسط معارضة كبيرة من حزبه الذي صوت أكثر من 90 عضواً منه ضد مشروع القرار.
وأحال المجلس مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ الذي صوت عليه بعدها بساعات قليلة لتجنب إغلاق الحكومة. ونال المشروع 88 صوتاً مؤيداً بمجلس الشيوخ، فيما صوت ضده 9 أعضاء.
ومن المرجح أن يواجه مكارثي محاولات لعزله من قبل الأعضاء الرافضين لمشروع القرار، الذين هددوا باتخاذ خطوة كهذه حال استعانته بالديمقراطيين لتمرير القرار في المجلس الذي يسيطرون عليه بأغلبية ضئيلة.
ومرر مجلس النواب مشروع القانون بأغلبية 335 صوتاً مقابل 91 صوتاً معارضاً، وبين المؤيدين للمشروع 126 جمهورياً، و209 ديمقراطيين.
مساعدات أوكرانيا
ورغم استبعاد المساعدات لأوكرانيا من حزمة الإنفاق المؤقتة، تعهد زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر في مجلس الشيوخ وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بمساعدات إضافية لأوكرانيا.
وقال شومر إن “الديمقراطيين والجمهوريين اتفقوا على أن الحكومة يجب أن تظل مفتوحة. سوف نتجنب الإغلاق. الاتفاق بين الحزبين هو سمة لمجلس الشيوخ، وقد انتصرت في النهاية، ويمكن للأميركيين أخيراً أن يتنفسوا الصعداء”.
وأضاف: “اتفقت مع ماكونيل على مواصلة الكفاح لأجل حزمة مساعدات أمنية واقتصادية إضافية لأوكرانيا. ندعم جهود أوكرانيا للدفاع عن سيادتها ضد عدوان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين.
وقالت القيادة الديمقراطية في الكونجرس إنه من المتوقع أن يتقدم رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي بمشروع قانون منفصل للمساعدات لأوكرانيا حين يعود المجلس للانعقاد يوم الاثنين.
ويتضمن مشروع التمويل 16 مليار دولار للإغاثة من الكوارث، ولكنه يحذف المساعدات المقدمة لأوكرانيا، والتي كانت نقطة خلاف كبيرة في تلك الأزمة.
وقال مكارثي في تصريحات لقناة “MSNBC” على الهواء لدى خروجه من قاعة المجلس بعد التصويت: “لدي شعور جيد. الحكومة ستظل مفتوحة وستظل تكافح لتأمين حدودنا”.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت، بتمرير مجلسي النواب والشيوخ مشروع القانون، لتجنيب البلاد “أزمة لا داعي لها، كانت لتضر بملايين الأميركيين”.
وقال بايدن في بيان عقب تمرير مشروع القانون إن “مشروع القانون يضمن استمرار القوات الأميركية في تلقي رواتبها، وكذلك تجنيب المسافرين التعطل في المطارات، وضمان استمرار حصول الملايين من النساء والأطفال على مساعدات غذائية حيوية”.
وأضاف: “هذه أنباء جيدة للشعب الأميركي”.
واستدرك بايدن قائلاً: “ولكنني أود أن أكون واضحاً، لم يكن يجب أن نكون في هذا الموقف منذ البداية. قبل أشهر قليلة اتفقت مع رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي على تجنب هذا النوع من الأزمات المصطنعة. لأسابيع، حاول المتطرفون الجمهوريون في مجلس النواب الانسحاب من هذه الصفقة، بطلب اقتطاعات ضخمة من الإنفاق كانت لتضر بملايين الأميركيين. لقد فشلوا”.
وقال إنه بينما يظل مكارثي وغالبية أعضاء الكونجرس ثابتين في دعمهم لأوكرانيا، إلا أنه لا يوجد تمويل جديد لمواصلة هذا الدعم، في إشارة إلى حذف المساعدات لأوكرانيا من حزمة التمويل المؤقت.
وشدد على أنه “لا يمكن تحت أي حال من الأحوال السماح بعرقلة المساعدات الأميركية لأوكرانيا”.
وأعرب عن ثقته في أن رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي “سوف يفي بالتزامه للشعب الأوكراني ويضمن تمرير الدعم اللازم لأوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة”.
تمويل مؤقت
ودفع الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي السبت، بمقترح في اللحظة الأخيرة لتمديد تمويل الحكومة لمدة 45 يوماً لتجنب إغلاق الحكومة، إذا لم يمرر الكونجرس مشروع التمويل المؤقت قبل منتصف ليل السبت.
ويسمح مشروع القانون بتمديد عمل الحكومة الفيدرالية لمدة 45 يوماً، أي حتى 17 نوفمبر، ويتجنب ما كان يمكن أن يكون رابع إغلاق حكومي في العقد الأخير.
وقبل التصويت شكا الديمقراطيون من عدم منحهم وقت كاف لقراءة مشروع القانون، إذ حصلوا على نسخة منه قبل 15 دقيقة من التصويت، وفق بيان أصدره الديمقراطيون.
وطالب الديمقراطيون بمنحهم 90 دقيقة لقراءة مشروع القانون، ولم يوافق الجمهوريون، ما حدا بزعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز إلى استخدام تكتيك “Magic Minutes” والذي يمنحه حق الحديث خلال المداولة على مشروع القانون لمدة غير محدودة، لمنح أعضاء حزبه فرصة لقراءة النص. وتحدث جيفريز لمدة 50 دقيقة.