مخاوف من تقلص الإمدادات.. أسعار النفط تواجه ضغوطًا خلال الربع الثالث من 2023

 

واجهت أسعار النفط الخام، ضغوطًا متضاربة خلال الربع الثالث من 2023، وكانت الأسعار بين برودة الإمدادات التي تدفع الأسعار للارتفاع، ولهيب السياسة النقدية المتشددة التي تقلل من الطلب من ناحية أخرى.

 

وعلى الرغم من ذلك، طغت مخاوف المستثمرين من تقلص الإمدادات التي فرضتها السعودية وروسيا على المخاوف الأخرى، ما دفع أسعار النفط لتقفز بما يقارب 25% خلال الربع المنتهي في سبتمبر، فما هي أبرز الدوافع؟، وما توقعات المؤسسات المالية لسعر خام برنت فيما تبقى من العام؟

مع مطلع الربع الثالث من العام الجاري، أعلنت المملكة العربية السعودية بدء تطبيق الخفض الطوعي لإنتاج النفط بنحو مليون برميل تقريبًا، ليبلغ إنتاج المملكة 9 ملايين برميل يوميًا خلال يوليو.

ولم تكتف المملكة بهذا الخفض، بل مددته لأشهر أخرى خلال هذا الربع، لتعلن مطلع شهر سبتمبر، أن خفض الإنتاج الطوعي سيستمر حتى نهاية العام الجاري.

 

وعلى خطى المملكة، قررت روسيا تمديد الخفض الطوعي لإنتاجها من النفط الخام بـ300 ألف برميل يوميًا حتى نهاية العام الجاري، بجانب تقليل الصادرات الروسية بنصف مليون برميل حتى نهاية العام.

 

يأتي ذلك إضافة إلى خطط “أوبك بلس”، التي أعلنتها نهاية أكتوبر الماضي، بخفض الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميًا، ليصل بذلك إجمالي تخفيضات إنتاج التحالف إلى 3.66 ملايين برميل يوميًا.

 

ونتيجة لتخفيض الإنتاج من قبل أوبك بلس، توقعت وكالة الطاقة الدولية، حدوث عجز كبير في سوق النفط العالمي، خلال الربع الأخير من العام الحالي.

 

وأكدت الوكالة، أن مخزونات النفط العالمية انخفضت خلال أغسطس بواقع 76.3 مليون برميل، لتسجل أدنى مستوى في 13 شهرا.

 

وفي نهاية الربع الثالث، أعلنت روسيا، في 21 سبتمبر، أنها حظرت صادراتها من الوقود – بما يشمل الديزل والبنزين – إلى جميع الدول باستثناء أربع من الجمهوريات السوفيتية السابقة، وذلك في مسعى للحد من ارتفاع أسعار الوقود المحلية ولمعالجة أزمة نقص الوقود.

 

ودفعت كل تلك العوامل، أسعار النفط لبلوغ أعلى مستوياتها في 11 شهرًا خلال أيام التداولات الأخيرة من سبتمبر.

وكانت أسعار العقود الآجلة لخام برنت، تسليم شهر نوفمبر المقبل، قد افتتحت تعاملات الربع الثالث في مطلع يوليو الماضي عند مستوى 74.85 دولارًا للبرميل، منهيًا ذلك الربع عند 95.31 دولارًا في آخر جلسة لشهر سبتمبر، محققًا بذلك ارتفاع فصلي يتخطى الـ23% في الربع الثالث.

 

على صعيد الخام الأمريكي، افتتحت العقود الآجلة تسليم شهر نوفمبر المقبل تعاملات هذا الربع بسعر 70.85 دولارًا للبرميل، وأنهت آخر جلسة لشهر سبتمبر 2023 عند مستوى 90.79 دولارًا، محققًا بذلك بـ28% خلال الربع الثالث ككل.

 

مخاوف تشديد السياسة النقدية

على الجانب الآخر، أدت السياسة النقدية المتشددة للبنوك المركزية حول العالم وخاصة البنك الفيدرالي، إلى تقليل مكاسب أسعار النفط خلال هذا الربع، حيث إن أسعار الفائدة المرتفعة تقلص النشاط الاقتصادي ما يخفض من الطلب على النفط الخام.

 

بجانب ذلك، أعاق الدولار الأمريكي، توسيع ارتفاعات أسعار النفط، حيث قفز الدولار لأعلى مستوياته في 6 أشهر خلال الفترة الماضية، كما أن الطلب الصيني الضعيف يعتبر إحدى المخاطر التي واجهت النفط هذا الربع.

 

توقعات أسعار النفط

ورفعت أغلب المؤسسات المالية العالمية، توقعاتها لأسعار النفط خلال الربع الأخير من العام الجاري، وذلك نتيجة للعوامل السابق ذكرها.

 

ورفع “سيتي بنك” توقعاته لمتوسط سعر خام برنت في عام 2023، معتبرًا أن عوامل من بينها مخاطر الطقس والجغرافيا السياسية قد تدفع النفط فوق 100 دولار للبرميل لفترة قصيرة.

 

كما توقع بنك جولدمان ساكس، تسجيل سعر خام برنت على مدى 12 شهرًا من 93 دولارًا إلى 100 دولار للبرميل.

 

وحذى بنك أوف أمريكا طريق البنوك الأخرى، عندما رفع توقعاته لسعر خام برنت بمقدار 14 دولارًا إلى 96 دولارًا للبرميل للربع الأخير من هذا العام، كما توقع محللو رويترز، بلوغ متوسط سعر الخام للعام الجاري بأكمله عند 82.45 دولارا، من 81.95 دولارًا في المسح السابق.

 

سوق النفط العالمي إمدادات النفط العالمية أوبك بلس أسعار النفط الخام النفط الخام في الربع الثالث الخفض الطوعي لإنتاج النفط وكالة الطاقة الدولية إنتاج النفط السعودي سعر خام برنت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى