مهمة انقاذ الجنيه.. السيسي تحرك في الوقت المناسب
لو حضراتكم متابعين فمن فترة طويلة وكل شوية يطلع تقرير من مؤسسة تمويل دولية يؤكد ان مصر هتخفض سعر الجنيه وان التعويم خلاص على الابواب.. لكن اللى حاصل فى سوق الصرف عكس الكلام ده تماما وسعر الدولار فى البنوك وشركات الصرافة المعتمدة مستقر عن مستوى 31 جنيه تقريبا من حوالى 6 شهور.. وحتى في السوق الموازية العملة الأمريكية بتسجل تراجعات كبيرة فى الأيام الأخيرة.. فيا ترى ايه اللي حصل ؟ ومين اللي بيقود مهمة انقاذ الجنيه فى مواجهة العملات الأجنبية؟ وهل ممكن تحصل مفاجأة كبيرة ومصر تصر على موقفها وما تعملش اى تخفيض فى قيمة عملتها. وايه علاقة اللى بيحصل بانتخابات الرئاسة اللى هتجرى خلال شهور قليلة؟
فى الاقتصاد عنصر الوقت مهم جدا وتحرك متأخر ايام او ساعات ممكن يكلفك خسارة كبيرة جدا والعكس صحيح تحرك مبكر أو فى الوقت المناسب ممكن يحللك مشاكل ضخمة ويجنبك أزمات كان من الصعب التغلب عليها.. وعشان كده نقدر نقول على التحرك اللى عمله السيسي ضربة معلم فى التوقيت الصح .. احنا هنا بنتكلم عن التحركات اللى قادها الرئيس بنفسه خلال الشهور الأخيرة فى محاولة لحل أزمة نقص العملة اللى بتعانى منها مصر بقالها حوالى سنتين.. ومن التحركات دي طبعا جهود الرئيس فى ملف انضمام مصر لتجمع بريكس واقناع دول التجمع بأحقية مصر فى الانضمام لواحد من أهم التجمعات الاقتصادية العالمية واللى بمجرد الاعلان بس عن قبول عضوية مصر فيه أسعار الدولار فى السوق السودا انهارت والمضاربين اختفوا وعلميات بيع وشراء الدولار في السوق الموازية تراجعت بشكل ملحوظ ومعاها انخفض سعر العملة الأمريكية الى مستوى 36 و38 بعد ما كان السعر عدا ال 40 جنيه.
وخد بالك ان انضمام مصر لبريكس مكنش موضوع سهل خالص والادارة المصرية بذلت جهود كبيرة وعملت ملف محترم ووزارة الخارجية اشتغلت وتواصلت مع الدول الخمسة المؤسسة لبريكس وهي روسيا والصين والهندج والبرازيل وجنوب افريقيا وعشان تعرف أهمية قبول طلب مصر بالانضمام لبريكس لازم تكون عارف ان فيه اكتر من 40 دولة كانت مقدمة طلبات رسمية للالتحاق لكن الدول اللى تم قبولها 6 دول فقط ومصر واحدة من الدول الستة دول الى جانب دول تانية كبيرة ومهمة زي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية الى جانب الأرجنين وايران واثيبويا.
وأهمية الانضمام لبريكس انك بتكون عضو فى تحالف بينتج حوالى 30% من حجم التجارة العالمي بجانب ان التجمع شغال على اتفاقيات دلوقتى لتبادل العملات بين أعضاؤه ومصر هتستفيد جدا من الاتفاقيات دي خصوصا فى ملف الدولار لأن حجم التبادل التجارى بين مصر ودول بريكس كبير جدا خصوصا اننا بنستورد جزء كبير من احتياجاتنا من القمح من روسيا والهند وبنستورد جزء كبير من السلع من الصين.
مش ده الملف الوحيد اللي السيسي اتحرك فيه السيسي كان حريص على مشاركة مصر فى واحد من أكبر التجمعات العالمية وهي قمة ال 20 اللى بتجمع قادة أكبر 20 دولة اقتصاديا فى العالم ، وعلى هامش القمة قابل زعماء دول وعرض الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة فى مصر والحوافز اللى مصر هتقدمها لأى مستثمر أجنبي ومتوقع اللقاءات دي يكون ليها مردود قوي جدا على حجم الاستثمار الأجنبي المباشر فى الفترة الجاية.
وعلى هامش قمة العشرين التقى السيسي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتم مناقشة تطوير العلاقات بين البلدين بعد سنين من جفاء وتوتر العلاقات وخلال الايام الجاية هيتم توقيع اتفاقيات بين القاهرة واسطنبول باستثمارات متبادلة بين البلدين هتوصل ل 15 مليار دولار بالاضافة الى اتفاق مهم لمبادلة العملات متوقع يتم الانتهاء منه قبل نهاية 2024 .
والى جانب اتفاقيات مبادلة العملات اللى الرئيس السيسي بيوليها أهمية كبيرة الرئيس بيتابع بنفسه مشروع مؤشر الجنيه الجديد اللى شغال عليه فريق فى البنك المركزي بقيادة المحافظ حسن عبدالله وده مؤشر هيربط سعر الجنيه بسلة من العملات التانية غير العملة الأمريكية زي اليورو والاسترليني والروبل واليوان والين بالاضافة لبعض المعادن النفيسة والمؤشر ده هيكون من المشروعات المهمة اللى هتنقذ الجنيه وهتقوي موقفه فى مواجهة الدولار.
فيه كمان اهتمام كبير من الرئيس بملف توطين الصناعة المحلية واى سلعة ليها بديل محلى الدولة هتزود الاهتمام بالبديل ده عشان تقلل فاتورة الواردات من بره وتخفف الضغط على الجنيه وكمان توفر الاف فرص العمل وده هيخلى عجلة الانتاج تدور والكل مستفيد الدولة والصانع والعامل.
ربنا يكرم وكل الجهود دي تكلل بالنجاح ووقتها الجنيه هيصلب طوله ومش هنسمع تانى لا عن تخفيض قيمة الجنيه ولا عن التعويم ولا هنكون تحت رحمة مؤسسات التمويل الدولية .