مخلوف.. حكاية الصعيدي العبقري الذي بني الإمارات والسعودية
مصر سيدة العمارة ومحترعة الهندسة والحساب والقياس او من عرفت الذراع والمتر، والزوايا القائمة والمائلة وشيدت المدن في طيبة ومنف وهوليوبوليس وعين شمس من آلاف آلاف السنين، ليس غريبا أن تنجب أعظم المعماريين والمهندسين، وليس من الغريب أن يكون أحد أبنائها مؤسسا ومخططا لأعظم واجمل المدن في العالم.. إنه المهندس عبد الرحمن مخلوف العبقري المصري ومخترع ومصمم المدن العالمي وماتزال أعماله شاهدة على عبقريته النادرة في التخطيط العمراني.
استدعته المملكة العربية السعودية لبناء وتخطيط مدنها مع بداية ظهور النفظ والثروات، خط بقلمه خرائط مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع وجيزان وإلى الأن تشهد له ميادينها وشوارعها بالذكاء والعبقرية المصرية الفريدة.
بعدها بسنوات يستدعيه الراحل الشيخ زايد بن نهيان لتخطيط إمارة أبو ظبي والعين فرسم له أجمل مدينة في العالم، ومازال الاماراتيون يذكرونه بالفضل في بناء عاصمتهم، ودانت له العائلة المالكة بالفضل والشكر، وكلفه قادتها أن يخرج لهم جيلا من المهندسين الإماراتين في جامعة الإمارات ولم يبخل عبقري مصر عبد الرحمن مخلوف بعلمه ومعرفته وموهبته وخرج جيلا كاملا من مهندسي الإمارات تولوا فيما بعد المسئولية.
مخلوف برع في مجال هندسة العمارة، وتصميم البناءات الانشائية، وعاد لمصر بعد انتدابه استاذا لتخطيط المدن في الأمم المتخدة والتي اوفدته للسعودية والإمارات لبناء المدن الجديدة في الصحراء، وكان أول من اقترح تنفيذ الطريق الدائري واستغلال الظهير الصحراوي للقاهرة والجيزة والتوسع العمراني بطريق الفيوم والسويس لفك الاختناق عن القاهرة الكبري وقد كان ونفذت كل توصياته.
كما كان الدكتور مخلوف صاحب تخطيط مدينة العبور والعريش الجديدة وعشرات المشروعات العمرانية الكبرى في مصر وهو الأب الروحي في هندسة المدن الضخمة.
حصل مخلوف على شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة من جامعة القاهرة، وحصل أيضاً على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة ميونخ في ألمانيا، وولد عبد الرحمن حسن مخلوف سنة 1024 في أسرة دينية فوالده مفتي الديار المصرية الاسبق ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف وجذوره تعود لنبني عدي من بأسيوط، كان شغوفا بالرسم والعمارة منذ صغره فلاحظ والده وقرر أن يلحقه بكلية الهندسة ليصير واحدا من أعظم مهندسي مصر ويكرمه الملك فاروق لتفوقه وتختطفه الأمم المتحدة كخبير لبناء المدن.
ومع وفاته في 14 سبتمبر 2021 نعته الأمم المتحدة والشيخ محم بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية لجهوده في بناء أبو ظبي ومدن إماراتية أخرى، ليرحل مخلوف في صمت مخلفا ثروة علمية وشوارع وميادين تخلد موهبته.