“كبريت زهرة البحيرات”

بقلم الكاتبة / امنية عبد الله 

انتابنى الكثير من الحميميه لهذا المكان لآول وهله قمت بزيارته وأنا التى تلتصق روحى دائما بحميمة الاماكن التى استشعر فيه فصة قديمه وكأن تراب الآرض هو الجاذب الممتع الذى يسرد لنا قصص الحياة وكنت لا أعلم السر وراء ذلك عند زيارتى الآولى ولكن أدركت ذلك الارتباط فيما بعد عندما علمت ان لكل مكان حكايه “معركة كبريت إحدى معارك حرب أكتوبر.”

كانت مهمة الكتيبتين 601 و603 محددة في إشغال العدو والتمويه والتصدي له عند منطقة الممرات وتحديدا ممرا متلا والجدي، بدأت عملية الاقتحام في هذا الوقت باقتحام البحيرات المرة الصغري تحت غطاء من نيران المدفعية والقصف الجوي المصري في الواحدة والنصف ظهرا، أي قبل العبور بنصف ساعة ثم التحرك شرقا بهدف الاستيلاء علي المدخل الغربي لممر متلا، مضت الكتيبة نحو الممرات، كان الهدف هو منع العدو القادم من التقدم إلي سيناء وكانت مهمة كتيبة أن تتحرك بإتجاه ممر متلا والأخرى تتحرك بإتجاه ممر الجدي.

كانت النقطة الحصينة في كبريت مقرا لإحدى فيادات العدو الفرعية، ضمن خط بارليف وملتقي الطرق العرضية شرق القناة، وهو الأمر الذي عكس أهمية القاعدة إذ يمكن من خلالها السيطرة علي كافة التحركات شرق أو غرب منطقة كبريت، وهي تقع في المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني والثالث المصري، وعلاوة علي ذلك تقع في أضيق منطقة بين البحيرات المرة الكبرى والصغرى والمسافة بين الشاطئين الشرقي والغربي عند هذه المنطقة وتوجد في الوسط جزيرة يستطيع من خلالها العدو تطويق الجيش الثالث والوصول لمدينة السويس.

وقد وصلت معلومات للقيادة العامة للقوات المسلحة تفيد بأن العدويسعى لتجميع قواتهم نحو نقطة كبريت للقيام بعملية اختراق عميق للقوات المصرية، وكانت النقطة القوية في كبريت لم تسقط بعد في العبور الأول. فكلفت الكتيبة 603 مشاه باقتحام هذه النقطة والاستيلاء عليها.

وبالفعل في يوم التاسع من أكتوبر تحركت الكتيبة في اتجاه كبريت، وجاء الرد للمقدم إبراهيم عبد التواب بالاستمرار في تنفيذ المهمة والتمسك بالموقع والسيطرة على المنطقة المحيطة به مهما كلّف ذلك من تضحيات، وكلف قائد الكتيبة عناصر المهندسين بزرع حقول الألغام المضادة للدبابات علي طرق الاقتراب المحتملة للقوات العدو وتجهيز مداخل المنطقة بحقول ألغام.

بعد ثلاثة أيام من الاستيلاء علي الموقع كانت تحركات العدو تشير إلى استعداده للهجوم لاستعادة النقطة، فرأى قائد الكتيبة ضرورة القيام بخطة مضادة لإفشال الاستعدادات الإسرائيلية بتنفيذ غارات ليلية على القوات المتجمعة بالقرب من النقطة وإحداث أكبر خسائر بها،

بدأت مواقع المدفعية الإسرائيلية المجاورة توجه ضرباتها إلي موقع كبريت في هذا الوقت أبلغ بتقدم الدبابات الإسرائيلية بحوالي 20 دبابة من جهة الغرب، غير أن الدبابات دخلت في حقل ألغام كانت قد زرعته القوات المصرية. أصدر القائد إبراهيم عبد التواب أوامره بالضرب والهجوم، فأصيب الإسرائيليون بحالة من الذعر الشديد وتم تدمير حوالي 16 دبابة إسرائيلية مما اضطر الآخرين إلى الهروب.

تم تدمير 27 دبابة وعربة مدرعة إسرائيلية حول الموقع.

استشهد معظم أفراد الكتيبة وعلى رأسهم المقدم إبراهيم عبد التواب في يوم 14 يناير 1974. ظلت الكتيبة صامدة في موقعها لمدة 114 يوما. حتى جاء يوم 20 فبراير 1974 وانسحب العدو إلى خط المضايق الجبلية تنفيذا لاتفاقية فك الاشتباك ورفع الحصار عن الموقع. يظل التاريخ يحكى لنا بطولات وتظل الارض حميمة على أبنائها فهذة الآرض المباركه هى روحانبات لا تكذب أبدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى