الاعلامية نيفين مملوك تكتب: كيف تتعامل مع الشخص المؤذي؟
نيفين مملوك
بين الأصدقاء والاقارب نقابل كثيرًا من الشخصيات التى غالبًا ما يكون هدفها هو الإيذاء، وعلينا أن نجيد التعامل معهم حتى لا نخسر. نعرض عددًا من الطرق الذكية للتعامل مع هؤلاء الأشخاص.
العلاقة مع شخص مؤذٍ هي علاقة مستمرة في التدمير النفسي وغير صحية تمامًا، وستسبب لك الكثير من المتاعب؛ لذا عليك أن تتعرف إلى أنواع الأشخاص المؤذية الذين قد تقابلهم في حياتك؛ لتحدد طريقة التعامل المثلى معهم، ولتحمي نفسك من ضررهم،
دائمًا ما يرغبون الدخول فى تفاصيل الحياة الخاصة بك، وإغراقك أيضًا فى المشكلات المتعلقة بهم إما لإضاعة وقتك أو حتى لكى تساعدهم، ولكن هؤلاء دائمًا ما يخلفون لك بعض المشكلات التى أنت فى غنى عنها، فحاول الابتعاد قدر الإمكان حتى وضع حدود فى
إذا لم يحصلوا على صداقتك وحبك بالتأكيد سيحاولون إيذائك بكل الطرق، فيجب أن تتجنب أن تدخل معهم فى أزمات أو خلافات من أى نوع لأنك لن تستطيع التعامل معهم، ومهما كنت حياديًا ستقع فى الفخ الذى سينصبوه لك، فكن دائمًا على حذر وأنت تتعامل معهم.
الشىء الثالث الذى يركز عليه التقرير فى التعامل الذكى مع الأشخاص المؤذين فى الحياة، هو عدم تقديم النصيحة لهم لأنهم سيشعرون أنك السبب فيما يتعروضون له، فحاول الابتعاد عنهم تمامًا.
كيف تعرف أنك تتعامل مع شخص مؤذٍ؟
الشخص المؤذي هو الشخص الذي يسبب العديد من المتاعب لك في الحياة والأذى والضغط النفسي، وقد يلجأ لك عند احتياجه للدعم النفسي والعاطفي، ولكن إذا احتجت إليه فلن تجده، فهو أناني بالفطرة.
إذا لاحظت أيًّا من هذه الأمور في علاقتك الاجتماعية أو العاطفية، فاعلم أنك تتعامل مع شخص مؤذٍ، وإليك بعض العلامات التي تخبرك بذلك، ومنها ما يلي:
- تشعر بالاضطراب والحيرة المستمرة من تصرفات هذا الشخص.
- تحتاج دائمًا للدفاع عن نفسك، حتى إن لم تكن في موضع الاتهام.
- تشعر أنك شخص سيئ عندما تتواجد معه.
- يراودك شعور مستمر بأن عليه الاعتذار لك ولكنه لا يفعل ذلك مطلقًا.
- تشعر بأنه يتلاعب بك ويرغمك على فعل أشياء لا تريدها.
- لا ترتاح بصحبته، وقد تقل ثقتك بذاتك وأنت معه.
يوجد أكثر من سبب يجعل بعض الأشخاص يتمسكون بالشخص المؤذي، ومعظمها يتلخص في انطباع الشخص عن نفسه وذاته وهو صغير، فقد يعتقد أنه غير مستحق للحب والمعاملة الجيدة؛ لأنه نشأ وتربى بطريقة خاطئة غرست بداخله أفكار سلبية عن نفسه، فأصبح يبحث عمَّن يكمل هذه المسيرة من الأفكار والتعاملات السلبية ويؤكدها ويجلب عليه المشاعر التي كان يشعر بها سابقًا.
يختار الشخص بنفسه التعامل مع الأشخاص المؤذية لا إراديًّا رغمًا عنه، فهو يشعر في قرارة نفسه أنه يستحق هذا الشخص، لذلك يبحث عنه ليتعلق به.
قد تجد عزيزي القارئ أن من الطبيعي لشخص عانى كثيرًا من التعامل مع أشخاص مؤذية في حياته أن يختار شخصًا سويًّا نفسيًّا وغير مؤذٍ ليتعامل معه؛ كي لا يتسبب في أذى نفسي مضاعف له، ولكن الحقيقة أنه يختار من يؤذيه وهو مقتنع بهذا الأمر بواسطة عقله الباطن؛ لأنه يرى أنه يستحق ذلك
التعامل مع الشخصيات المؤذية صعب للغاية، ولكن أحيانًا تفرض عليك الظروف المحيطة التعامل معهم، فقد يكون رئيسك أو زميلك في العمل أو أحد الأقارب الذين لا يمكنك التخلص من علاقتك بهم وإنهاؤها، لذا إليك بعض النصائح التي قد تمكنك من التعامل معهم.
يخترق الأشخاص المؤذية الحدود الشخصية غير عابئين بأهميتها أو مشاعر الآخرين؛ لذلك عليك أن تضع الحدود التي لا يمكنهم اختراقها وتبلغهم بها بهدوء، وأنك لا تقبل أي أذى نفسي أو جسدي، وحاول تقليل مدة بقائك معهم قدر الإمكان لتجنب أذاهم.
يشكو الشخص المؤذي أحيانًا منك ومن أفعالك في حين أنك من وقع عليه الأذى، لذلك فلا تستجب لهذه الطرق الملتوية من الابتزاز العاطفي والتأثير السلبي عليك، ويمكنك أن تخبره بجملة بسيطة مثل «آسف أنك شعرت بذلك»، ثم اتركه وانصرف ولا تهتم به.
يتسبب الشخص المؤذي في تغيير أفكارك ومشاعرك عن نفسك؛ لذا حاول أن تعرف إلى أي مدى يؤثرون بك وكيف يحدث هذا الأمر؛ لأن بإدراكك لهذا التأثير ستتمكن بسهولة من تقليصه والتخلص منه تدريجيًّا، وكذلك سيجعلك تدرك مدى سلبيتهم على حياتك بأكملها.
قد لا تؤثر هذه النقطة كثيرًا في تغيير الشخص المؤذي، فسيظل كما هو ولن يتغير، ولكن ستساعدك في أخذ الخطوات الحاسمة مع هذه الشخصية فيما بعد، وتنبه الشخص المؤذي بطبيعته، وأن عليه التغيير من نفسه أو على الأقل في طريقة تعامله معك، وإلا فلن تتعامل معه.
إذا تأكدت أنك تتعامل مع شخص مؤذٍ، فلا تجعل نفسك شمعة تحترق من أجله ولا تضحِّ بنفسك ونفسيتك؛ لأن كل ما تفعله لن يغير منه شيئًا، بل سيزيده سوءًا في تعامله، وكأن ما تفعله حق مكتسب، فاهتم بنفسك وضعها في أول الأولويات.
نقع كثيرًا في شباك الطرق الملتوية التي تتلاعب بها هذه الشخصيات، ويرغموننا أحيانًا على فعل أشياء لا نريدها، وهنا عليك إدراك ما يفعله وارفضه، لذا تعلم قول “لا” ثم اتركه وارحل، مهما كانت العواقب، وتذكر أن راحتك النفسية هي الأهم.
يحاول الشخص المؤذي أن يغرس بداخلنا أفكارًا سلبية عن أنفسنا بطريقة مباشرة وغير مباشرة؛ ليجعلنا نعتقد أنه طبيعي، بل إنه يتحمل أذانا، فنتمسك به، فلا تعتقد أنك المخطئ أو أنك سبب فشل العلاقة، فلا تلُم نفسك أو تعتقد أنك السبب في تصرفاتهم أو تشعر بأي شيء سلبي.
ختامًا، لا تتشبث بالأشخاص المؤذية؛ لأنها ستحولك إلى مريض نفسي لا يمكنه التعافي بسهولة، وإذا كان بالإمكان التخلص من علاقتك معهم، فمن الأفضل أن تتخلص منهم