كارثة تدمر قناة “بنما” .. والسفن تتحول الى قناة السويس
تعتزم هيئة قناة بنما تقييد حركة الملاحة في المجرى المائي لمدة عام كامل، في خطوة تمثل تهديدا جديدا للتجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية التي استعادت بالكاد جزءا من توازنها عقب جائحة كورونا.
وتعد قناة بنما رابطًا تجاريًا مهمًا لشركات الشحن الأمريكية المتجهة إلى موانئ الساحل الشرقي. والولايات المتحدة هي أكبر مستخدم لقناة بنما، حيث يمثل إجمالي صادرات وواردات السلع الأمريكية حوالي 73% من حركة مرور قناة بنما. ويمر 40% من إجمالي حركة الحاويات في الولايات المتحدة عبر القناة كل عام، أي ما يعادل 270 مليار دولار من البضائع.
قيود على السفن
وتفرض قناة بنما منذ أسابيع، إجراءات لتقييد دخول السفن عليها بسبب الجفاف الذي أدى لانخفاض مستوى المياه اللازم لتشغيل هذا الممر الحيوي للتجارة البحرية بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
وتعاني القناة نقصًا في مياه الأمطار اللازمة لنقل السفن عبر سلسلة من البوابات الضخمة التي تعمل بمثابة مصاعد مائية تتيح رفع السفن من جانبَي الهادئ والأطلسي، إلى مستوى القناة، أو تُنزلها إلى مستوى البحر.
ومنذ 30 يوليو/ تموز، عمدت هيئة القناة التي يمرّ عبرها 6% من حركة التجارة البحرية العالمية، إلى خفض عدد السفن التي يسمح لها بالعبور يوميا من 40 إلى 32.
ودفع الجفاف الذي زادته سوءا ظاهرة “إل نينيو” المناخية، إدارة القناة إلى السماح بعبور سفن لا يتجاوز عمق هيكلها تحت سطح المياه 13,11 متر.
عام من التقييد
وقالت نائبة مدير هيئة القناة إيليا إسبينو لوكالة فرانس برس مساء الخميس الماضي: “حاليًا، نعتزم (تمديد هذه القيود) لفترة عام، إلا في حال تساقط أمطار غزيرة في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني نوفمبر بشكل يتيح ملء الحوض الذي يغذي القناة ويملأ البحيرتين”.
وتزود بحيرتان اصطناعيتان هما ألاخويلا وغاتون، القناة بالمياه اللازمة لتشغيل بوابات التحكّم. لكن مستواهما انخفض بشكل كبير بسبب الجفاف.
وأكدت إسبينو أن هذه الفترة الزمنية ستمنح شركات الشحن مهلة “للتخطيط” بشكل أفضل لعبور سفنها عبر القناة التي تربط بين البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، وتتيح للقوارب الانتقال من الأطلسي إلى الهادئ من دون الالتفاف حول أمريكا الجنوبية.
أهمية قناة بنما
وتستخدم القناة الممتدة لمسافة 80 كم شركات شحن أبرزها من الولايات المتحدة والصين واليابان. والخميس، كانت نحو 130 سفينة تنتظر عبور الممر المائي، مقارنة بنحو 90 عادة.
وأقرت إسبينو بأن الهيئة قادرة على “التعامل بسهولة مع صف انتظار من 90 سفينة… لكن 130 أو 140 تتسبب لنا بمشكلات وتأخيرات”.
وفي حين كانت فترة الانتظار تمتد عادة ما بين ثلاثة وخمسة أيام، وصل معدّلها حاليًا إلى 11 يومًا، علما بأن بعض السفن اضطرت أحيانًا للانتظار 19 يومًا.
ويستهلك عبور كل سفينة 200 مليون لتر من المياه العذبة.