أمريكا تحارب “حميدتي”..حظر حساب “الدعم السريع” عالفيسبوك
حذفت شركة “ميتا”، الشركة الأم لـ”فيسبوك”، حسابات قوات “الدعم السريع” السودانية وقائدها محمد حمدان دقلو الشهير (حميدتي)، من منصاتها، “لانتهاكها سياسة المنظمات والأفراد الخطرة”، وذلك في ظل الصراع المسلح مع قوات الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان.
وجاء على موقع الصفحتين المغلقتين على المنصة، أن “هذا المحتوى غير متوفر حاليًا”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ونقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عن “ميتا”، القول إن قرار الحذف جاء “لانتهاك سياسة المنظمات والأفراد الخطرة”.
وتنص سياسة “ميتا” الخاصة بالمنظمات والأفراد الخطرين على أنه “في محاولة لمنع وتعطيل الضرر في العالم الحقيقي، لا نسمح للمنظمات أو الأفراد الذين يعلنون عن مهمة عنيفة أو يشاركون في أعمال عنف بالتواجد على فيسبوك.. نحن نقيم هذه الكيانات بناءً على سلوكهم عبر الإنترنت وخارجه، والأهم من ذلك، ارتباطهم بالعنف”.
وسبق أن كشفت بيانات موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الصفحة الرسمية لحميدتي، تتم إدارتها من دولة الإمارات.
ورجّح مراقبون، أن تكون عملية الإغلاق ناجمة عن الاتهامات الموجهة لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والتعذيب في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في منطقة دارفور.
وسبق أن أصدرت العشرات من المنظمات الحقوقية، بما في ذلك بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان “يوناميت”، وناشطون ومحامون وأطباء، الأسبوع الماضي، بيانًا طالبوا فيه مجلس الأمن الدولي بإحالة الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة الرئيسة في السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية.
في البيان، أدانت “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان” الفظائع المُرتكبة بواسطة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي تدعمها الجماعات العربية المسلحة في دارفور.
وأدانت البعثة الاستهداف العشوائي للمدنيين والمنشآت العامة بواسطة قوات الدعم السريع والميليشيات الموالية لها، خاصةً في محلية سربا التي تبعد 45 كلم شمال عاصمة غرب دارفور، الجنينة.
وصرح شهود العيان الفارون من دارفور، في وقتٍ سابق، بأن قوات الدعم السريع تستهدف أبناء جماعة المساليت المحلية غير العربية. بينما تتراكم جثث الأموات غير المدفونين في شوارع الجنينة.
كما تلقى جنود قوات الدعم السريع تحديداً، اتهامات بارتكاب فظائع واسعة النطاق، منها الاعتداء الجنسي والتعذيب، بجميع أرجاء البلاد، خاصةً في منطقة غرب دارفور.
وسبق أن نفت قوات الدعم السريع تلك الاتهامات على صفحاتها في الشبكات الاجتماعية قبل حذفها.
وردًا على قرار “فيسبوك”، شجبت قوات “الدعم السريع” قرار الإغلاق، الذي اعتبرته “هجومًا منظمًا من قبل مجموعة مصممة على محو هويتنا من العالم الرقمي”.
وقالت القوات في بيان لها إنه “لأمر محبط أن نشهد مثل هذه الأعمال”.
وأضاف نص البيان أن “الفريق التقني للدعم السريع يعمل لاستعادة وجودنا الرقمي، ونتخذ جميع الإجراءات لتأمين منصتنا ضد الهجمات المستقبلية”.
من جهته، أوضح أسامة محمد الحسن القائد الميداني ومستشار قائد قوات الدعم السريع، أن قوات الدعم السريع “لا تربطها علاقة قوية مع فيسبوك ولا تهتم به كثيرًا”.
وأضاف في تصريحات تليفزيونية الجمعة، أن “انتصاراتنا موجودة في الواقع وليس على المواقع الإلكترونية”.
وشدد محمد الحسن على أن قيادة الدعم السريع “تستعمل منصة فيسبوك لتوثيق انتصاراتها الميدانية ورفع الفيديوهات الحقيقية”.
وخلص إلى القول بأن جنود الدعم السريع “لم يرتكبوا أية انتهاكات في حق المواطنين السودانيين، وأن من لا ينتصر في الميدان يسعى لصناعة أفلام وقصص من خياله”، على حد قوله.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في منتصف أبريل/نيسان عندما حاول الطرفان السيطرة على العاصمة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في يوليو/تموز الماضي، نقلًا عن بيانات من وزارة الصحة، أن أعمال العنف أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1105 أشخاص وإصابة 12115.
وأشار إلى أن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك بكثير.