برج البرلس.. لوحة إبداع مصرية على شاطئ «المتوسط»
تحول أنامل الفنانين التشكيليين واجهات البيوت ومراكب الصيد الصغيرة في برج البرلس المصرية، إلى لوحات فنية رائعة، بعد أيام من البهجة، تفتح خلالها المدينة على ساحل المتوسط، ذراعيها لعشرات من الفنانين التشكيليين من دول العالم الذين يتدفقون عليها فى تلك الفترة من كل عام، للمشاركة في ملتقاها الدولي للرسم على الجدران والمراكب، الذي تأسس قبل نحو عشر سنوات؛ بهدف تطوير المدينة التي تحترف الأغلبية العظمى من سكانها مهنة الصيد، وتعزيز دور الفن فى تنمية المجتمع المحلي فى مصر.
تأسس ملتقى البرلس الدولي للرسم على الجدران والمراكب في عام 2013 بفكرة من مؤسسه د.عبد الوهاب عبد المحسن، وهو أحد كبار الفنانين التشكيليين الذين ينحدرون من أصول برلسية، قبل أن يتحول الملتقى إلى قبلة لعدد كبير من الفنانين التشكيليين في مصر وعدد من الدول العربية؛ حيث تقوم فكرة الملتقى على تفاعل الفنانين مع الأهالي، في الرسم وتحويله إلى حالة من حالات المشاركة المجتمعية، وتوعية الأهالي بأهمية المحافظة على البيئة ونظافتها، فضلاً عمّا يمثله الملتقى من فرصة لأهالي المدينة لاكتشاف المواهب.
تتحول جدران بيوت برج البرلس، وقوارب الصيادين الصغيرة، طوال فترة انعقاد الملتقى إلى لوحات فنية رائعة الجمال، بما تخطه أنامل الفنانين من ألوان ورسومات، تعكس رحلات الصيد للقوارب الصغيرة، وهي تمخر عباب الماء في رحلة البحث اليومي عن الرزق، ولا تضع إدارة الملتقى بحسب ما يقول الفنان عبد الوهاب عبد المحسن، معايير صعبة لقبول الفنانين المشاركين كل عام، لكنها تركز دائماً على مدى قدرة الفنان على التعامل مع الناس في الشارع، وأن يكون صاحب وجهة نظر يسعى إلى إبرازها في أعماله.
يستلهم الفنانون المشاركون في ملتقى البرلس، عشرات من مفردات التراث الشعبي المصري والعالمي التي تبدو واضحة في أعمالهم التي تزين جدران البيوت وخشب المراكب في البرلس؛ حيث يستمد كثير من المشاركين فى الملتقى مفردات رسوماتهم من الحكايات الشعبية القديمة، وغيرها من مفردات التراث الشعبي، التي تخرج في صورة أشكال فنية رائعة الجمال.