زلزال “فيتش” يهز أمريكا سيدة العالم .. والدولار يتراجع !!
زلزل تقرير “فيتش” الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى تراجع الدولار واشتعال الغضب بين مسؤولي البيت الأبيض.
وخفضت فيتش أمس الثلاثاء تصنيف الولايات المتحدة إلى AA+ (مع نظرة مستقبلية مستقرة) بدلا من التصنيف AAA مشيرة إلى عوامل تشمل “تآكل الحوكمة” خلال العقدين الأخيرين بعدما شهدت البلاد بشكل متكرّر خلافات على صلة برفع سقف الدين العام.
والقرار فاجأ المستثمرين لأنه جاء بعد شهرين من التوصل إلى حل لأزمة سقف الدين.
وعلى الرغم من أنّ رفع سقف الدين العام، الحدّ الأقصى للاقتراض الحكومي، إجراء روتيني، إلا أنّه أصبح منذ سنوات مسألة خلافيّة.
تدهور متوقع
وقالت “فيتش” إنّ خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يعكس “التدهور المتوقّع للماليّة العامّة خلال السنوات الثلاث المقبلة، والعبء المرتفع والمتزايد للدين العام الحكومي، وتآكل الحوكمة”.
وأضافت في بيان “ليس لدى الحكومة إطار مالي متوسّط الأجل… ولديها آليّة ميزانيّة معقّدة. وقد ساهمت هذه العوامل، إلى جانب كثير من الصدمات الاقتصاديّة والتخفيضات الضريبيّة ومبادرات الإنفاق الجديدة، في زيادات متتالية في الديون على مدى العقد الماضي”.
وقالت وكالة التصنيف “إضافة إلى ذلك، لم يُحرَز سوى تقدّم محدود فقط لمواجهة التحدّيات على الأجل المتوسّط والمتعلّقة بارتفاع تكاليف المعاشات التقاعديّة والتأمين الصحّي بسبب شيخوخة السكّان”.
وفي العام 2011، دفع مأزق رفع سقف الدين العام وكالة “ستاندرد آند بورز” إلى خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى AA+ من AAA .
البيت الأبيض “غاضب”
وأعلن البيت الأبيض الثلاثاء أنّه يرفض “بشدّة” قرار فيتش خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.
وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار “نرفض بشدّة هذا القرار”، مضيفة أنّ خفض تصنيف البلاد في وقتٍ حقّق الرئيس جو بايدن أقوى تعافٍ اقتصادي بين كلّ الاقتصادات الكبرى في العالم، هو أمر “يُخالف الواقع”.
واتّهمت جان-بيار إدارة الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب بأنّها قادت نحو تدهور المعايير التي أخذتها فيتش في الاعتبار لتحديد تصنيفاتها.
من جهتها، عبّرت وزيرة الخزانة الأمريكيّة جانيت يلين أيضًا عن معارضتها الشديدة لقرار وكالة فيتش، واصفةً إيّاه بأنّه “تعسّفي ويستند إلى بيانات قديمة”.
وقالت إنّ نموذج التصنيفات الكمية لـ”فيتش” انخفض بين 2018 و2020 لكنّ الوكالة تعلن الآن عن تغيّره على الرغم من تقدّم ملحوظ في المؤشّرات.
وشدّدت يلين على أنّ “سندات الخزانة لا تزال الأصول الآمنة والسائلة الأبرز في العالم، وأنّ الاقتصاد الأمريكي قوي في جوهره”.
الدولار يتراجع
وانخفض سعر الدولار اليوم وسط تساؤلات حول التوقعات المالية للبلاد، لكنه حصل على بعض الدعم من سلسلة بيانات اقتصادية قوية نسبيا.
ودفع ذلك الدولار إلى الانخفاض في مقابل ارتفاع اليورو نحو 1.10 دولار. وكانت العملة الأوروبية الموحدة ارتفعت في أحدث تداول 0.11 % لتصل إلى 1.0996 دولار بعدما لامست في وقت سابق أعلى مستوى لها في الجلسة عند 1.1020 دولار.
كما ارتفع الجنيه الاسترليني 0.05 % إلى 1.2782 دولار، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي في أحدث تداول 0.09 % ليصل إلى 102.09 نقطة بعد تراجعه بقدر كبير في أعقاب قرار وكالة فيتش.
وقال رودريجو كاتريل كبير محللي العملات في بنك أستراليا الوطني (إن.إيه.بي) “لا نعتقد أن قرار وكالة فيتش أمر جوهري. بالتأكيد، رأينا السوق يتحرك قليلا هذا الصباح… ولكن على المدى القريب، لا أعتقد أنه سيكون عاملا محركا طويل الأمد”.
وحصل الدولار أيضا على بعض الدعم من بيانات اقتصادية صدرت أمس الثلاثاء والتي أظهرت أن فرص العمل في الولايات المتحدة ظلت عند مستويات تتفق مع ظروف سوق العمل المشددة، حتى مع انخفاضها إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين في يونيو/ حزيران.