” ثمة من يركض ليس لأنه مستعجل وإنما لأنه يحب الركض ” من بلاد النور إلي السماء وداعًا ميلان كونديرا
بقلم – روان شرقاوي
ودع الأدب اليوم الأربعاء واحدًا من أهم اعمدته الكبار الروائي التشيكي الفرنسي ” ميلان كونديرا ” عن عمر ناهز ٩٤ عامًا.
كان قد اختتم أعماله بآخر رواية له عام ٢٠١٤ تحت عنوان ” حفلة التفاهة ” والتي تدور أحداثها في الأحياء الفرنسية وحديقة لوكسمبورغ ، حيث الناس أقل عددًا وأكثر حرية فيقول : “ثمة من يركض ليس لأنه مستعجل وإنما لأنه يحب الركض”.
يذكر أن افتتح في تشيكا هذا العام مكتبة تحتوي علي جميع ما كتب وكانت هذه بمناسبة عيد ميلاده ال ٩٤
ولكن يبقي أهم ما قدم وكتب هي روايته التي بعنوان ” كائن لا تحتمل خفته ” كانت الأكثر سحرًا ولاقت اهتمامًا واسعًا لدي جمهوره من القراء درجة أنها تحولت فيما بعد لفيلمًا سينمائي من بطولة ” دانيال داي لويس ” و ” چوليت بيوش” فأصبح كونديرا بذلك أكثر الكتاب شهرة في العالم.
مر كونديرا بمحطات عدة في حياته منهم انه اتهم بالجاسوسية عام ٢٠٠٨ لصالح السوڤيت ليتخذ بعدها قراره للهرب إلي بلاد النور ” فرنسا”، وبعد سنوات استعاد جنسيته التشيكية عام ٢٠١٩ بسقوط التهمة عنه.
وعلي هذا صدر عام ٢٠٢١ كتابًا تحت عنوان ” البحث عن ميلان كونديرا ” للصحافية ” أريان شومين” والتي اتبعت خطوات كونديرا من وقت ميلاده وحتي الآن وذلك عبر أرشيف من المخابرات التشيكية التي كانت تراقب كونديرا كل حياته.
قامت الصحافية بالفصح في كتابها عن أن أصحاب المعاطف الرمادية ” رجال المخابرات ” كتبوا سيرة مذهلة لكونديرا بجمعهم تقارير بلغ حجمها ٢٣٧٤ صفحة موجودة إلي الآن في الأرشيف.
وعلي هذا كتب كونديرا يقول: ” إنني اتساءل عما اذا لم تكن فكرتنا عن الوطن مجرد وهم أو خرافة وعما إذا لم تكن ضحايا لها واتساءل عما إذا كانت أفكارنا هي الجذور ببساطة محض خيال نتعلق به ويكمل كلامه ليتساءل هل اعتبر حياتي في فرنسا حياة بديلة وليست حقيقية ؟ هل اقول لنفسي إن حياتك في التشيك مع أبناء بلدك القدامي أم انني اتقبل حياتي حيث أكون الآن ويؤكد ليختم كلامه في النهاية ويقول لقد اخترت فرنسا.