خبير مائى يرصد ارتباك غير مسبوق في السدود الإثيوبية.. ماذا يحدث؟
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن هناك حالة من الارتباك فى تشغيل السدود الإثيوبية، وبالتبعية فى السدود السودانية، حيث ازداد التفريغ المائي من سد تاكيزى على نهر عطبرة (على الحدود بين إقليمى التيجراى والأمهرة) مع بداية موسم الأمطار فى إثيوبيا بطريقة غير مسبوقة بنافورة مائية تمتد أكثر من 800 م.
وأضاف عباس شراقي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن ذلك يرجع إلى عدم استخدام المياه بانتظام على مدار العام في توليد الكهرباء، نتيجة الحرب الداخلية بين الحكومة الفيدرالية وإقليم التيجراى لمدة عامين نوفمبر 2020 – نوفمبر 2022، وتدمير الجيش الفيدرالي لمحطة الكهرباء أثناء الحرب.
ولفت عباس شراقي إلى أن أن سد تاكيزى أنشئ فى نوفمبر 2009 بسعة 9 مليارات م3 وأن التفريغ الكبير من سد تاكيزى يرفع منسوب المياه فى نهر عطبرة ويهدد السكان ما دفع السودان إلى فتح بوابات سدى أعالى عطبرة-ستيت وخشم القربة لصغر حجم التخزين فيهما 3.5 ، 0.5 مليار م3، على الترتيب، وفى نفس الوقت مازالت البوابة الشرقية للتصريف فى سد النهضة مفتوحة منذ 8 يناير الماضي مع زيادة المنصرف منها قليلا الأسبوع الماضى بمعدل نحو 30 مليون م3/يوم، ومن ثم التفريغ من السدود السودانية الروصيرص وسنار ومروى.
تخبط فى تشغيل السدود السودانية
وأشار عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إلى أن التفريغ فى السدود الاثيوبية أو السودانية يتم سنويا بدءًا من أبريل حتى يونيو استعدادا لموسم الأمطار (يوليو – أغسطس – سبتمبر)، لكن الأمور اختلفت فى السنوات الأخيرة نظراً لاتخاذ إثيوبيا قرارات أحادية فى مراحل التخزين والتشغيل فى سد النهضة من حيث الكمية ما أدى إلى التخبط فى تشغيل السدود السودانية، وكذلك مزيد من الحرص فى مصر فى تشغيل السد العالي، وعند التخطيط للسياسة الزراعية لعام 2023/2024 واتخاذ اجراءات مثل تحديد مساحة الأرز، والتوسع فى إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعى لإعادة استخدامها، وتطوير الزراعة والرى وغيره.
موعد بدء التخزين الرابع
وأوضح عباس شراقي أن المياه المفرغة تصل إلى السد العالى وهى أول إيراد هذا العام، وسوف تعوضها السودان فى نهاية الموسم، أما إثيوبيا تعوض الـ 4 مليارات م3 التى تم تفريغها من سد النهضة خلال الستة أشهر الماضية هذه الأيام حتى منتصف يوليو وحينئذ يبدأ التخزين الرابع.