كشفت السعودية عن المخطط الرئيس لمعرض الرياض إكسبو 2030 خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي نظّمته الهيئة الملكية لمدينة الرياض في العاصمة الفرنسية باريس.

ويقام المعرض بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي، الجاري تطويره حاليا، حيث سيسهل موقعه على الزوار القادمين عبره الوصول إلى مكان المعرض خلال بضع دقائق باستخدام شبكة “قطار الرياض” التي تغطي كافة أرجاء المدينة، فضلا عن شبكة الطرق الحديثة المتصلة بأحد مداخل المعرض الثلاثة.

وتأتي أجنحة المعرض المقدر عددها بـ226 في شكل يشبه الكرة الأرضية، حيث يتوسطها خط الاستواء في توجه بصري يطابق توجه المعرض ورؤيته التي تضمن فرصا متساوية لجميع المشاركين، كما يعكس أيضا النمط العمراني العريق وتاريخ مدينة الرياض وثقافتها وطبيعتها والاهتمام المشترك للمملكة مع بقية دول العالم بالمناخ، فضلا عن تعزيز الطموح لاستشراف مستقبل مليء بالإمكانات.
وأوضحت “واس” أنه سيتم تحديد مواقع أجنحة الدول في المعرض بطريقة مرنة وفقا لخطوط الطول لكل دولة، في ترتيب يجمع دولا من شمال الكرة الأرضية وجنوبها جنبا إلى جنب، إذ ترمز هذه الخطوة في جوهرها إلى الدور المهم الذي تلعبه المملكة في تسهيل التعاون بين بلدان العالم، بما يسهم في تيسير تصميم رحلة الزائر وضمان سهولة السير بمسافاتٍ قصيرة جدا للتنقل بين الأجنحة والساحات العامة والمرافق المخصصة للثقافة والابتكار ومرافق الخدمات الخاصة بالطعام والاستراحة والانتظار بشكل سلس ومرن.

وسيستمتع زوار المعرض أيضا بالتجول في ممرات مظللة ذات تصاميم من التراث المعماري المستوحى من تاريخ الرياض، كما سيتجولون في واحة عصرية خضراء ضمن أحد روافد وادي السلي الذي يمر عبر موقع المعرض، ما يجسد حرص المملكة وعاصمتها الرياض على الحفاظ على الطبيعة وتنميتها بشكل مستدام.

من جهة أخرى، ينطوي تصميم “الرياض إكسبو 2030” على معلم بارز يرمز إلى “المسؤولية عن حماية الكوكب”، حيث يرتكز على 195 عمودا تمثل عدد الدول المشاركة، كما يحيط بهذا المعلم ثلاثة أجنحة يجسد كل واحد منها موضوعات المعرض الفرعية المتمثلة في “الازدهار للجميع” و”العمل المناخي” و”غد أفضل”، كما سيضم ركن التغيير التشاركي، وهي المنطقة التي ستكون محركاً للابتكار والإبداع خلال الرحلة التي ستستغرق سبع سنوات قبل انطلاق المعرض المذكور وما بعدها بهدف إظهار كيفية التعاون بين أكثر العقول ذكاءً من حيث الابتكارات العلمية والاجتماعية والفكرية وتسريع التغييرات التي ستشكل مستقبلنا بحسب “واس”.

من جهتها، أوضحت عضو فريق المخطط العام لـ”الرياض إكسبو 2030″، المهندسة لمياء بنت عبد العزيز المهنا، في عرضها للمخطط الرئيس أمام أعضاء المكتب الدولي للمعارض، أن المخطط الرئيس “سيعمل على تطوير نسخة من معرض “إكسبو” تكون الأكثر مرونة للزوار أثناء التنقل داخل الموقع، والأكثر تفاعلا وتعاونا واستدامة على الإطلاق، وسنحرص على تقديم تجربة استثنائية لزوّار المعرض، كما سنعمل على تمكين المشاركة الكاملة والمتوازنة، وذات القيمة الإضافية لجميع البلدان المشاركة وسنوفر تجربة نوعية لا مثيل لها لأكثر من 40 مليون زائر”.

وأردفت بالقول “يستلهم معرض “الرياض إكسبو 2030″ موقعه من المزايا الطبيعة والتقليدية الحديثة، حيث تم تصميمه حول واد تحيط به مجموعة من الأجنحة لكل دولة، وتوفر لكل البلدان المشاركة فرصاً غير محدودة، حيث تقدم خطة المعرض مجموعة واسعة من الأجنحة بأحجام وأنواع مختلفة مع الالتزام بتخصيص جناح لكل دولة. وسيتمكن كل المشاركين من تحقيق أولوياتهم وتطوير أجنحة تتناغم مع موضوع إكسبو الرئيس ومواضيعه الفرعية، حيث ستكون فرص الاستكشاف لا حدود لها لكي تمكن الزوار من عيش تجربة الانتقال بأنفسهم إلى أي بلد في العالم والاستمتاع بالأحداث الثقافية والترفيهية المتنوعة والمتواصلة، كما سيضم المعرض المطاعم العالمية من أنحاء العالم وعروض الموسيقى الحية”.

ونبهت أيضا بأنه “سيتضمن فرصا فنية غنية للتنمية الثقافية والمهنية والتطوير، ونحن نخطط لإطلاق مختبر مشارك في “أوساكا إكسبو 2025″، وسيستمر لمساعدة البلدان على التعامل مع التحديات المتكررة في الفترة التحضيرية لمعرض “الرياض إكسبو 2030″، وفي ختام المعرض سنقوم بمساعدة 100 دولة مُختارة من أجل إعادة استخدام أجنحتها بما يخدم المدارس والعيادات ومراكز الأبحاث في بلدانهم”.

وقالت عضو فريق المخطط العام، المهندسة نوف بنت ماجد المنيف، إن “هدفنا في المملكة أن نقيم أول معرض صديق للبيئة يحقق مستوى صفرياً للانبعاثات الكربونية، حيث سيتم تشغيل موقع معرض “الرياض إكسبو 2030″ بواسطة الطاقة النظيفة التي تعتمد على الطاقة الشمسية، كما نعمل على تطوير معايير عالية لكفاءات الموارد وإستراتيجيات مفصلة لتعزيز التنوع البيولوجي والقضاء على هدر الطعام وضمان إدارة النفايات الخضراء وإعادة تدويرها”.

وقالت أيضا إننا “سنمكن ونساعد على تمويل وبناء شراكات متنوعة، تعزز مرحلة التنمية وأهداف المعرض انطلاقاً من زاوية التغيير التعاونية التي نطلق عليها (الرؤية الثلاثية)، حيث سنمولها ونكون حاضنين لها لكي نبني المشاريع الدولية ابتداء من 2025”.

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية قد أعلنت أنها تسعى إلى جعل “الرياض إكسبو 2030” الأكثر استدامة وتأثيرا على الإطلاق بما يتماشى مع التزاماتها المناخية ويحقق حياد الكربون، للوصول إلى أثر إيجابي على البيئة في مدينة الرياض، وهو هدف ينعكس بشكل واضح في المخطط الرئيس للمعرض الذي يقدم تصورات ترتبط بالمعايير العالمية للاستدامة، على غرار تشجير المناطق الحضرية واستخدام المياه المعالجة وتوفير مصادر للطاقة الجديدة ومراعاة تصميم المخطط الرئيس للمعرض، لتمكين إعادة استخدام الموقع بعد الانتهاء من فترة انعقاده، حيث تستهدف تطوير نموذج حضري مبتكر يضمن الاستدامة ويعزز الابتكار والإبداع في المملكة.