محمود عبد العزيز : نصر العاشر من رمضان يعتبر علامة فارقة في ذاكرة الشعب المصري

 

كتب – علاء حمدي

أكد الدكتور محمود عبد العزيز – منسق الاتصال السياسي والامن القومي ورئيس لجنه الشباب بمؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية وعضو الهيئة العليا بالمؤسسة وعضو الهيئة الاستشارية العليا بمؤسسة عدالة ومساندة وعضو منتدي الصفوة ، أن نصر العاشر من رمضان يعتبر علامة فارقة في ذاكرة الشعب المصري .

و تحتفل مصر اليوم الاثنين بالذكرى 50 لانتصارات العاشر من رمضان ، تلك الذكرى العطرة والنصر الفريد من نوعه، حيث استطاع رجال القوات المسلحة المصرية في ذلك اليوم تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. و تمر السنوات وتتوالى المشاهد ويبقى العاشر من رمضان ذكرى لأعظم انتصارت الجيش المصرى فى أكتوبر 1937، بما يضم من ملاحم بطولية ليظل يومًا فارقًا فى تاريخ العسكرية المصرية.

وتحمل أوراق حرب العاشر من رمضان بطولات لرجال حملوا الأمانة حتى جاء نصر العاشر من رمضان، وتروى صفحات بطولاتهم لتسترجع ذكريات الصائمين فى حرب الكرامة لاستعادة الأرض والشرف ولتظل دروس الحرب بكل فخر تلخص منهاج حياة وتؤسس لدليل نسترشد به للطريق نحو النصر، من هذه الروايات بطولات الجنود على الجبهة وهم صائمون. وتميزت خطة الجيش المصرى كثيرًا فى حرب 6 أكتوبر 1973، فكانت عبارة عن العديد من الخطط العسكرية التى وضعت للتنفيذ فى الحرب، وتم تنفيذ الخطة رقم 200.

وتعد حرب أكتوبر من أقوى وأشرس وأعظم الحروب، التي مرت على مصر، فـ حرب أكتوبر لها قيمة ومكانة عظيمة وكبيرة جدا لدى الشعب المصري، لأنها ردت له مكانته وأعادت إليه الانتصار والفخر، فالشعب المصري استطاع أن يقضي على العدو والكيان الإسرائيلي، ويسترد أرضه مرة أخرى. وبهذه الحرب العظيمة استطاعت مصر أن تسترد الأرض المحتلة “سيناء” ولهذا السبب كانت حرب أكتوبر من الحروب المهمة في تاريخ المصريين.

وبعد انتصار القوات المسلحة المصرية على عدوها، فقد تركت الحرب العديد من النتائج، حيث انتهت رسميا بالتوقيع على اتفاقية إنهاء الحرب، بموجب موافقة إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة للجمهورية السورية، وكذلك بإعادة ضفة قناة السويس الشرقية لمصر في مقابل ذلك يتم إبعاد القوات السورية والمصرية من خط الهدنة، وتأسيس قوة خاصة من قوات حفظ السلام الدولية لمراقبة تحقيق الاتفاقية. وكان من أهم النتائج أيضا استرداد سيادة وسيطرة مصر على قناة السويس، والنجاح في إعادة جميع الأراضي التي قامت إسرائيل باحتلالها في شبه جزيرة سيناء.

وكذلك استطاعت إعادة مرتفعات الجولان السورية، كمدينة القنيطرة وعودتها تحت السيادة السورية، ومن هذه النتائج التي تعتبر معنوية هي تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يرددها القادة العسكريون للمحتل، وما تم عن هذه الحرب هو تمهيد الطريق لاتفاق كامب ديفيد الذي عقد فيما بعد بين إسرائيل ومِصر، وعودة الملاحة في قناة السويس في عام 1975.

كانت حرب العاشر من رمضان فاصلة في تاريخ العرب، حيث ردت إليهم كرامتهم وكبرياؤهم، ونجحت القوات المسلحة، في يوم العاشر من رمضان سنة 1393 هجرية الموافق السادس من أكتوبر 1973 م في تمام الساعة الثانية ظهرًا، في عبور قناة السويس وخط بارليف المنيع، وتم رفع العلم المصري فوق أرض سيناء ليشهد العالم كله بانتصار الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي بدءًا من الضربة الجوية على الأهداف الإسرائيلية شرقي قناة السويس. ثم جاء التمهيد المدفعي بنجاح مطلق في قصف التحصينات والاهداف الإسرائيلية من خلال المدفعية المصرية.

وأخيرًا جاءت لحظة عبور الدبابات المصرية بعد فتح الثغرات في الساتر الترابي. وهنا جاءت اللحظة الحاسمة حيث نجحت القوات المصرية في اختراق خط بارليف الدفاعي واستولى الجيش المصري على تحصيناته. وهاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء, بينما هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

ونجحت حرب العاشر من رمضان 6 أكتوبر فى إعادة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975 كما مهدت الطريق لإتمام إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر 1978 وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى مارس 1979 واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل 1982 ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس 1989 كما نجحت فى ظهور كفاءة المقاتل العربي ومدى ارتفاع مستوى نوعيته وقدرته على استيعاب واستخدام الأسلحة الحديثة والمعقدة بما فيها الأسلحة الإليكترونية.

وقد نجحت مصر في تحقيق نصرا سجله التاريخ بحروف من ذهب، وسط بطولات من أفراد الجيش المصرى، مازالت تروى وتحكى على مر الأجيال، إذ تم اختراق خط بارليف “الحصين”، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، وحققت مصر نصرا مبينا، كان هو المفتاح الذى تم بعده استرداد كل شبر من أرض مصر الغالية. فتحية إلى رجال القوات المسلحة، جنودا وصف وضباطا وقادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى