“خبيرة سياسية مصرية” : الدورتان تمنحان العالم فهما أعمق للصين

 

علاء حمدي

قالت نادية حلمى، الخبيرة السياسية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف المصرية، في مقالها على موقع “مودرن دبلوماسي” الأوروبي بعنوان (دورتا الصين 2024: فرصة الصين لتقديم نفسها للعالم)، إن تقرير أعمال الحكومة الصينية لعام 2024 مهم للغاية.

وأوضحت حلمي في مقالها، أن الدورتين الوطنيتين السنويتين فرصة خاصة للعالم للتعرف على الصين، ومناسبة مهمة لبكين لتقديم نفسها للعالم. فخلال هذه الفترة، يتحدث كبار القادة الصينيين ووزير الخارجية ورؤساء المؤسسات المختلفة كمحافظ بنك الشعب (البنك المركزي) وغيرهم من المسؤولين للتعريف بسياسات البلاد في العام الجديد.

وتشمل القضايا التي نوقشت في اجتماعات الدورتين التنمية الاجتماعية، والتوزيع الأكثر عدالة للدخل القومي، والتحسين المستمر لمستويات معيشة أبناء الشعب، وتعزيز التوازن بين الحضر والريف، ورعاية المناطق النائية، ومكافحة التضخم، وتعزيز النمو الاقتصادي المستقر، وتعميق الجهود التي تركز على الابتكار والإبداع وزيادة الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام الأكبر للشعب.

وفي ضوء حضور عدد كبير من وسائل الإعلام الدولية، تعد الدورتان أيضًا فرصة للصين لتقديم نفسها للعالم، وشرح الأهداف الدبلوماسية للبلاد، واستعراض الحقائق والأسباب ضد الاتهامات المختلفة وتخفيف سوء الفهم والمخاوف الناجمة عن الدعاية الكاذبة في وسائل الإعلام الغربية، حيث دأبت وسائل الإعلام الغربية على تخريب وتشويه الحقائق حول الصين. وإضافة إلى إظهار موقف الصين بشأن الشؤون الخارجية، تعد الدورتان أيضًا فرصة ممتازة لعرض القوانين والتعديلات والسياسات والخطط الاقتصادية الجديدة في الصين.

وأكدت حلمي أن معظم دول العالم تهتم بشكل متزايد بالدورتين الصينيتين لأن علاقات الصين الاقتصادية والسياسية مع العديد من الدول أصبحت وثيقة بشكل متزايد، وتحتاج حكومات هذه الدول إلى معرفة ما ستفعله الصين وخططها المستقبلية. كما تدرك الحكومات في جميع أنحاء العالم أن الصين لديها العديد من الخطط طويلة المدى في مجالات الاقتصاد والبنية السياسية والتنمية الاجتماعية وقدرات الدفاع الوطني. وتدرس حكومات العديد من الدول “نموذج الصين الناجح”، وتحاول الاستفادة من نجاحه وتنفيذ سياسات مناسبة لظروفها وقدراتها الوطنية.

ومن منظور دولي، فإن عقد الدورتين الوطنيتين له أهمية بالغة. وتعتقد الكاتبة أن هناك العديد من الجوانب التي قد تجذب انتباه المجتمع الدولي. واستنادا إلى تحليل الكاتبة، فإن تجربة التنمية الصينية في مجالات معينة يمكن أن توفر مرجعا قيما لبعض البلدان الأخرى في العالم. ويتزامن عام 2024 مع الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، كما أنه عام حاسم لتحقيق أهداف ومهام “الخطة الخمسية الرابعة عشرة”.

وقالت حلمي إن الصين تواجه نظاما دوليا مضطربا، وتلتزم بتطوير نظام حوكمة دولي لتحقيق أهداف الحفاظ على السلام والاستجابة للتحديات العابرة للحدود، وقد قدمت الصين مساهمتها الخاصة في تحويل العالم إلى اتجاه أفضل.

وفي الدورتين الوطنيتين لهذا العام، حظيت أهداف النمو الاقتصادي في الصين باهتمام واسع النطاق. وبحسب تقرير أعمال الحكومة، فإن هدف النمو الاقتصادي المتوقع لهذا العام يبلغ نحو 5%. وطرح ممثلو الدورتين اقتراحات حول كيفية تحسين النظام الصناعي الحديث وتعزيز جولة جديدة من تحديث المعدات وتجارة السلع الاستهلاكية. كما ستعمل الصين على زيادة الاستثمار، وتطوير محركات جديدة للتجارة الخارجية، وزيادة حماية الاقتصاد الواقعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى