هجوم على سفينة حاويات قرب اليمن مع تصاعد تهديدات البحر الأحمر
تعرضت سفينة تديرها أكبر شركة نقل حاويات في ألمانيا لهجوم أثناء عبورها البحر الأحمر، وهو ما يفاقم إشارات الخطر التي يمكن أن تهدد أي سفينة تقريباً تمر عبر المنطقة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
قالت شركة “هاباغ لويد” (Hapag-Lloyd) الألمانية للشحن، في بيان عبر البريد الإلكتروني، إن سفينة “الجسرة” (Al Jasrah) هوجمت أثناء إبحارها قرب ساحل اليمن.
وأضافت: “لم يتعرض أفراد الطاقم لإصابات. وستعزز الشركة إجراءاتها لضمان سلامة فرق عملها البحرية”.
لم يتضح على الفور الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم. لكن المسلحون الحوثيون في اليمن -المدعومون من إيران- هاجموا السفن المرتبطة بإسرائيل أثناء مرورها عبر البحر الأحمر خلال الأسابيع الأخيرة .
أثارت هذه الحوادث تهديداً للسفن التي تعبر أحد أهم طرق التجارة في العالم، ما قد يجبر السفن على تغيير مسارها والإبحار حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا. وأشارت شركة “ميرسك تانكرز” (Maersk Tankers) إلى أن سفنها يمكن أن تتجنب البحر الأحمر بعد سلسلة الهجمات الأخيرة.
هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل
توقفت سفينة “الجسرة” التي ترفع علم ليبيريا في وقت سابق من هذا الشهر في أثينا وأبحرت عبر البحر الأحمر في طريقها إلى سنغافورة، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ. وكانت تقترب من خليج عدن في صباح يوم الجمعة بالتوقيت المحلي.
وقع الهجوم شمال المخا في اليمن، وفقاً لشركة “امبري إنتلجنس” (Ambrey Intelligence)، التي تقدم خدمات إدارة المخاطر للسفن. وأضافت أن قذيفة أصابت جانب الأيسر من السفينة ما تسبب في سقوط حاوية في البحر، وأدى إلى اشتعال الحريق على سطح السفينة.
يثير هذا الحادث، وهو الثاني خلال يومين، مخاوف حول اتساع نطاق الهجمات على السفن في المنطقة. وأعلن المتمردون الحوثيون، يوم السبت، أنهم سيمنعون أي سفينة بغض النظر عن جنسيتها من الإبحار باتجاه الموانئ الإسرائيلية.
لكن يبدو أن قائمة السفن المعرضة للخطر تتزايد متجاوزة تلك التي لها علاقات معروفة مع إسرائيل. وأشارت شركة “أمبري” إلى أن الشركة المالكة للسفينة التي تعرضت للهجوم الأخير ” من المعروف أن لديها مكتبين في مينائي أشدود وحيفا في إسرائيل”. ومع ذلك، فإن الشركة “قدرت أن هذه السفينة بالتحديد لم تكن مرتبطة مباشرةً بإسرائيل أثناء الهجوم”.
ابتعاد التجارة عن البحر الأحمر
يتزايد الخطر من أن يتم تحويل بوصلة التجارة العالمية بعيداً عن اثنتين من أهم قنوات الشحن، ما يزيد من تكلفة شحن البضائع، ويعطل سلاسل التوريد مع تأخيرات لا يمكن التنبؤ بها.
بينما تتعرض السفن للهجوم في البحر الأحمر قبل أو بعد عبور قناة السويس، يخنق الجفاف حركة المرور عبر قناة بنما. وتجبر هذه الضربة المزدوجة شركات الشحن على التفكير في عبور طرق أطول وأكثر تكلفة في جميع أنحاء أفريقيا وأميركا الجنوبية لتجنب المشكلات مع أفضل طريقين مختصرين بين آسيا والولايات المتحدة وأوروبا.
أعلنت “ميرسك” يوم الخميس تعرض إحدى سفنها وهي “ميرسك جبل طارق” (Maersk Gibraltar) لاستهداف بصاروخ في البحر الأحمر لكن لم ترد أنباء عن وقوع أي إصابات أو أضرار مادية في السفينة.
أشار المتحدث باسم الحوثيين إلى أن سفينة “ميرسك جبل طارق” كانت تبحر إلى إسرائيل وأنها تعرضت للقصف بعدما تجاهل طاقمها رسائل التحذير. واختتم أنهم تمكنوا من منع عدد من السفن من الإبحار إلى الموانئ الإسرائيلية خلال الـ48 ساعة الماضية.