فتن بني إسرائيل… تتسبب في صدام حاد بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية الامريكية

طوفان الأقصى، تسببت الإمدادات العسكرية والدعم غير المحدود الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية في نشوب خلاف كبير بين المؤسسات في واشنطن، خاصة داخل وزارة الخارجية.

خلاف في المؤسسات الأمريكية بسبب دعم إسرائيل

وترى بعض المؤسسات الأمريكية ومن بينها وزارة الخارجية أن الدعم العسكري الكبير المقدم لإسرائيل يهدد المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط
وفي هذا السياق قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك خلاف بين وزارة الخارجية الأمريكي والبنتاجون مع البيت الأبيض والكونجرس حول المساعدات المقدمة إلى إسرائيل.
واكد جمال بيومي أن الخارجية الأمريكية والبنتاجون مدركة تماما لخطورة التهديدات في الشرق الأوسط جراء دعم إسرائيل بشكل كبير.
وكشفت تقارير إعلامية، أن النهج الذي يتبعه الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه أعمال العنف المستمرة في إسرائيل وفلسطين إلى تأجيج التوترات المتصاعدة في الوكالة الحكومية المريكية الأكثر مشاركة في السياسة الخارجية وهي وزارة الخارجية.

أزمة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية
وفي السياق ذاته ذكر مسؤولون لموقع صحيفة “هفينجتون بوست” إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وكبار مستشاريه يتجاهلون الإحباط الداخلي الكبير.

وقال بعض موظفي وزارة الخارجية الأمريكية إنهم يشعرون كما لو أن بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم بينما يركزون على دعم العملية الإسرائيلية المتوسعة في غزة، حيث تتمركز حركة حماس الفلسطينية المسلحة.

كما قال أحد مسؤولي وزارة الخارجية: “هناك تمرد يختمر داخل وزارة الخارجية على جميع المستويات”.

ومنذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر، أدى القتال الدائر في المنطقة إلى استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص في فلسطين، وتستعد إسرائيل لغزو بري لغزة من المتوقع أن يحصد أرواح عشرات الآلاف الإضافيين.

وفي هذا السياق ذكر بايدن وبلينكن إنهما يريدان مساعدة إسرائيل على هزيمة حماس بشكل حاسم، لكنهما لا يريدان رؤية معاناة بين سكان غزة العاديين أو صراع إقليمي أوسع.

وقال مسؤولان أمريكيان إن الدبلوماسيين يعدون ما يسمى “برقية المعارضة” وهي وثيقة تنتقد السياسة الأمريكية والتي تذهب إلى قادة الوكالة من خلال قناة داخلية محمية. ويُنظر إلى مثل هذه البرقيات داخل وزارة الخارجية على أنها بيانات مترتبة عن خلاف خطير في لحظات تاريخية مهمة.

وتم إنشاء قناة المعارضة وسط صراع داخلي عميق خلال حرب فيتنام، ومنذ ذلك الحين استخدمها الدبلوماسيون للتحذير من أن الولايات المتحدة تتخذ خيارات خطيرة وهزيمة ذاتية في الخارج.

وتأتي البرقية في أعقاب إعلان جوش بول، المسؤول المخضرم في وزارة الخارجية، استقالته يوم الأربعاء. وقال إنه بعد أكثر من عقد من العمل على صفقات الأسلحة، لا يستطيع أن يدعم أخلاقيا تحركات الولايات المتحدة لدعم المجهود الحربي الإسرائيلي.

وقال بول: ” تلقيت قدرًا هائلًا من التواصل من زملائي… مع كلمات دعم مشجعة حقًا، والعديد من الأشخاص يقولون إنهم يشعرون بنفس الطريقة، وأن الأمر صعب للغاية بالنسبة لهم”.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجبة ماثيو ميللر، في وقت سابق، “إن إحدى نقاط القوة في هذا القسم هي أن لدينا أشخاصًا لديهم آراء مختلفة نحن نشجعهم على الإعلان عن آرائهم”. وأضاف: “الرئيس بالطبع هو الذي يحدد السياسة، لكننا نشجع الجميع، حتى عندما يختلفون مع سياستنا، على إبلاغ… قيادتهم”.

وتابع: “لقد تحدث الوزير بلينكن عن هذا الأمر في عدد من المناسبات، عندما قال إنه يرحب بالأشخاص الذين يعارضون بعض السياسات، ويجد أنه من المفيد الحصول على أصوات متضاربة قد تختلف عن رأيه”.

اعترف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالأثر العاطفي الذي تركته الحرب الإسرائيلية على قطاع حماس على موظفيه، وسط تقارير إعلامية أفادت عن التخطيط لعصيان داخل الوزارة احتجاجا على طريقة تعامل واشنطن مع هذا النزاع.

حالة تذمر في الخارجية الأمريكية
ووجّه بلينكن رسالة إلى جميع موظفي وزارته، الجمعة، أشار فيها إلى الظروف “الصعبة” التي تؤثر على السلك الدبلوماسي الأميركي الذي يشعر بعض المنتمين إليه بـ”موجات الخوف والتعصب” التي يولدها النزاع.

وتعهد المسؤولون الأميركيون وفي مقدمتهم الرئيس جو بايدن وبلينكن بالدعم الثابت لإسرائيل، حيث باركا علنا رد الفعل الانتقامي لإسرائيل على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر والذي تضمن حملة قصف متواصلة على القطاع المكتظ بالسكان.

ويستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الغاشم على أهالي غزة، وذلك بدعم مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية التي قدمت السلاح والغطاء السياسي والإعلامي لجرائم الاحتلال.

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
ومع استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن عدوان بري على قطاع غزة، حذر حزب الله اللبناني وإيران من فتح خط مواجهات مع إسرائيل على أكثر من جبهة في حال استمرار العدوان.
وخوفا من تدخل حزب الله في الحرب ضد إسرائيل أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية منذ اليوم الأول للعدوان على غزة حاملات طائرات إلى منطقة البحر المتوسط قبالة السواحل الإسرائيلية.

الأمر الذي جعل القوات الأمريكية المتواجدة في الشرق الأوسط تتعرض لهجمات في أكثر من دولة في المنطقة الأمر الذي يهدد بقاءه هناك، أو يجرها لحرب إقليمية على أكثر من جبهة.

هجمات على القوات الأمريكية في سوريا والعراق

وتعرضت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا للقصف أكثر من مرة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة قالت الشرطة العراقية إن قصفًا صاروخيًّا استهدف قاعدة عسكرية تستضيف قوات أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي.

وفي السياق ذاته ذكرت الشرطة العراقية في بيان صادر عنها أن صاروخي كاتيوشا على الأقل سقطا في محيط قاعدة عسكرية بالقرب من مجمع به قوات أمريكية.

وأكدت الشرطة العراقية في بيانها أنه لم يتضح ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن ضحايا.
ومن جانبها ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن مجهولين فجروا خط الغاز الواصل إلى معمل “كونيكو” للغاز الطبيعي والذي يحتله الجيش الأمريكي، في ريف محافظة ديرالزور الشمالي، شرقي سوريا.

ولم يتضح حتى الآن الجهة المسؤولة عن تفجير خط الغاز أو ملابسات الحادث.

إسقاط صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
ومساء الخميس الماضي، قال المتحدث باسم البنتاجون، إنه تم استهداف قاعدة أمريكية في سوريا بمسيرة تم تدميرها ما أدى لوقوع إصابات طفيفة في صفوف قوات التحالف.

وأكد خلال مؤتمر صحفي أن المدمرة الأمريكية بالبحر الأحمر “يو إس إس كارني” أسقطت 3 صواريخ وعددا من المسيرات أطلقها الحوثيين من اليمن.

توسع الصراع ضد أمريكا وإسرائيل
وتابع: لدينا القدرة على الدفاع عن مصالحنا في المنطقة وردع أي تصعيد إقليمي أو توسع للصراع الذي بدأته حماس من خلال عملية طوفان الأقصى ضد إسرائيل.

وشدد على أن الولايات المتحدة ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية قواتها بعد الهجمات على جنود أمريكيين في العراق وسوريا.
وليس ذلك فحسب ولكن حتى على مستوى البعثات الدبلوماسية، حذرت أمريكا رعايها في جميع أنحاء العالم بتوخي الحذر خشية التعرض لهجمات انتقامية ردا على أحداث غزة.
وفي لبنان وجهت أمريكا نداء فوري لمواطنيها في لبنان بالمغادرة فورا خشية وقوع هجمات ضدهم كما أنها سمحت لموظفيها الدبلوماسيين بمغادرة البلاد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى