عمليات إجلاء وتحذيرات من فيضانات مع عاصفة قوية تضرب كاليفورنيا

كتبت سوزان مرمر
ضربت عاصفة قوية ولاية كاليفورنيا مساء أمس الثلاثاء، ما دفع السلطات إلى تنفيذ عمليات إجلاء واسعة في عدد من المناطق المتضررة، وسط تحذيرات رسمية من فيضانات محتملة، وانهيارات أرضية، واضطرابات كبيرة في حركة السفر تزامنًا مع عطلة عيد الميلاد.
وأفادت هيئة الأرصاد الوطنية الأمريكية، في بيان، بأن الولاية ستشهد أمطارًا غزيرة وثلوجًا كثيفة ورياحًا قوية حتى يوم الجمعة، داعية سكان شمال ووسط وجنوب كاليفورنيا إلى توخي أقصى درجات الحذر. وقال خبير الأرصاد الجوية في الهيئة، أريل كوهين، إن العاصفة ستتسبب في ظروف جوية بالغة الخطورة، خاصة في المناطق الجبلية والطرق التي تمر عبر الوديان.
تحذيرات عطلة عيد الميلاد
وحذر كوهين سكان الولاية من السفر خلال عطلة عيد الميلاد، قائلًا: “إذا كنتم تخططون للسفر، يرجى إعادة النظر في خططكم”، مشيرًا إلى أن الأمطار والثلوج ستستمر لعدة أيام، وقد تؤدي بين ليل الأربعاء وحتى الجمعة إلى فيضانات كبيرة، وانزلاقات صخرية، وانهيارات طينية في مناطق عدة.
وتوقعت الأرصاد أن تشهد بعض مناطق جنوب كاليفورنيا هطول أمطار قد تصل إلى 30.5 سنتيمترًا، في وقت لا تزال فيه التربة مشبعة بالمياه نتيجة العواصف السابقة، ما يزيد من خطر تدفق السيول والركام، خاصة في المناطق التي تضررت سابقًا من حرائق الغابات.
حرائق لو أنجليس
وفي هذا السياق، أكد مسؤولو مقاطعة لوس أنجليس أن المناطق التي شهدت حرائق خلال الأشهر الماضية، ولا سيما تلك المتضررة من حرائق يناير، لا تزال شديدة الهشاشة، ومعرضة بشكل كبير لانزلاقات طينية وتدفقات من الوحول. وأصدرت السلطات أوامر بإخلاء أكثر من 200 منزل كإجراء احترازي، فيما رفعت درجة التأهب تحسبًا لوقوع فيضانات في معظم أنحاء المقاطعة وأجزاء أخرى من الولاية.
وفي شرق كاليفورنيا، وعلى امتداد سلسلة جبال سييرا نيفادا، تساقطت ثلوج بسمك نحو 30 سنتيمترًا خلال الأيام الماضية، مع توقعات بوصول سماكة الثلوج إلى 152 سنتيمترًا قبل انتهاء العاصفة. كما حذرت الأرصاد من رياح عاتية قد تصل سرعتها إلى 88 كيلومترًا في الساعة، ما يرفع من احتمالات سقوط الأشجار وأعمدة الكهرباء على نطاق واسع.
وتأتي هذه العاصفة في عام وصفه مسؤولو الولاية بالاستثنائي من حيث الكوارث الطبيعية، إذ شهدت كاليفورنيا خلال 2025 مقتل 31 شخصًا جراء حرائق الغابات، واندلاع أكثر من 8019 حريقًا أتت على نحو 212 ألف هكتار، من بينها حرائق كبيرة طالت أحياء سكنية في مدينة لوس أنجليس.
وحذرت هيئة الأرصاد من أن الأرواح والممتلكات تواجه خطرًا كبيرًا بسبب تلاقي التربة المشبعة بالمياه مع الرياح القوية، داعية السكان إلى الالتزام بتعليمات السلامة ومتابعة التحديثات الرسمية.



