ضحايا الـ 100 جنيه يومية| أحد أقارب عمال الفيوم: السيارة كانت تحمل فوق طاقتها

كتبت سوزان مرمر

في مأساة إنسانية هزت قرية معصرة صاوي بمركز طامية في محافظة الفيوم، لقي سبعة من أبنائها، معظمهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، مصرعهم في حادث سير مروع أثناء عودتهم من العمل يوم الخميس الماضي على طريق الضبعة، بعد رحلة يومية شاقة امتدت لأكثر من 130 كيلومترًا بحثًا عن لقمة العيش.

 

الحادث، وقع إثر انقلاب سيارة سوزوكي محملة بأكثر من ضعف طاقتها، وغياب الرقابة والمحاسبة، وسط مطالبات أهالي الضحايا بكشف الحقيقة وتعويض الأسر المكلومة.

 

أطفال يقطعون أكثر من 130 كيلومترًا فجرًا بحثًا عن لقمة العيش

وقال أشرف ربيع جبر أحد أهالي قرية معصرة صاوي بمحافظة الفيوم وقريب لأحد ضحايا الحادث، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن الضحايا كانوا يعملون في أحد مواقع العمل الزراعي على طريق الضبعة، حيث اعتادوا الخروج يوميًا من القرية في تمام الثانية فجرًا، والعودة مع غروب الشمس قرابة الساعة الخامسة مساءً، مقابل أجر يومي لا يتجاوز 100 إلى 120 جنيهًا.

وأوضح جبر، أن الضحايا كانوا يستقلون سيارة من نوع “سوزوكي”، مخصصة لستة أو سبعة أفراد فقط، إلا أنها كانت تقل ما يقرب من 13 إلى 14 شخصًا في الرحلة الواحدة، في مخالفة صريحة لقواعد السلامة، مؤكدًا أن السيارة انقلبت أثناء عودتهم من العمل، واشتعلت فيها النيران على الفور.

النيران تلتهم السيارة وتحول أجساد الضحايا إلى جثامين متفحمة

وأشار إلى أن سائق السيارة نجا من الحادث، وأفاد مبدئيًا بأن سبب الانقلاب يرجع إلى عطل في الإطارات أدى لاختلال توازن السيارة، إلا أن الفحص المبدئي أثار شكوكًا حول هذه الرواية، لافتًا إلى أن أسباب الحادث الحقيقية لم تحسم حتى الآن، ولم يتم الإعلان عن نتائج رسمية واضحة.

 

وأكد أشرف ربيع جبر، أن النيران اشتعلت فور انقلاب السيارة، ما أدى إلى تفحم بعض الضحايا وتشوه جثامينهم بشكل بالغ، موضحًا أن بعضهم توفي حرقًا في الحال، بينما نجا آخرون بإصابات متفاوتة الخطورة.

 

تحليل DNA الوسيلة الوحيدة لتعرف الأهالي على أبنائهم

وأضاف أن جثامين الضحايا نقلت إلى المشرحة، حيث خضعوا لتحاليل DNA بسبب شدة التشوه، حتى يتمكن ذووهم من التعرف عليهم، مشيرًا إلى أن الإجراءات انتهت بالفعل، وبدأت الأسر في استخراج تصاريح الدفن من مكتب الصحة بالقاهرة، تمهيدًا لنقل الجثامين إلى القرية لدفنهم خلال ساعات.

 

أهالي القرية يطالبون بتحقيق عاجل وكشف الحقيقة

وطالب جبر بفتح تحقيق عاجل وشامل لكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه، متسائلًا: “كيف يتم تشغيل أطفال أعمارهم 13 و14 و15 سنة في هذه الظروف القاسية؟ وكيف يسمح بنقل هذا العدد الكبير من العمال في سيارة غير آدمية؟”.

 

وشدد على أن من بين الضحايا أطفالًا كانوا يعولون أسرهم، قائلًا إن سبعة أرواح أزهقت في لحظة، دون أن يتحرك أحد حتى الآن، سواء من الجهات الرسمية أو وزارة التضامن الاجتماعي، مؤكدًا أن أسر الضحايا لم تتلق أي دعم أو تعويض.

 

وأوضح أشرف ربيع جبر أن الحادث ليس واقعة فردية، بل نموذج يتكرر يوميًا على الطرق، مطالبًا باتخاذ الحادث نقطة انطلاق حقيقية لمنع تكرار مثل هذه المآسي، وتشديد الرقابة على تشغيل الأطفال، ووسائل نقل العمالة غير الآمنة.

 

واختتم تصريحاته بالمطالبة بتعويض عادل وكبير لأسر الضحايا، قائلًا: “هؤلاء أطفال خرجوا بحثًا عن لقمة العيش، ولم يعيشوا طفولتهم، وبعضهم كان المسؤول الوحيد عن إعالة أسرته، وما حدث جريمة إنسانية لا يجب أن تمر دون حساب”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى