الأناضول بوابة السياحة العالمية: قونيا وأنقرة تقدّمان تجربة تركية متفردة

 

قونيا – أنقرة. : زبيدة حمادنة

تُواصل تركيا تعزيز حضورها على خارطة السياحة العالمية، من خلال نموذج سياحي متكامل يمزج بين الإرث التاريخي، والبعد الثقافي، والهوية الروحية، إلى جانب التطور الحضري والاهتمام المتنامي بمفاهيم الاستدامة، ما جعلها من الوجهات الأكثر استقطابًا للزوار من مختلف أنحاء العالم.

لا يتوفر وصف للصورة.

في وسط الأناضول، تحافظ قونيا على مكانتها كمدينة ذات طابع روحي وثقافي خاص، ارتبط اسمها عبر القرون بالشاعر والمتصوف جلال الدين الرومي، الذي أسهم في تحويلها إلى مركز عالمي للفكر الإنساني الداعي إلى التسامح والحوار. ويُعد متحف مولانا من أبرز المعالم السياحية في المدينة، حيث يستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار الراغبين في التعرّف على سيرة الرومي وإرثه الفكري، فيما تشكل القبة الخضراء رمزًا بارزًا لهوية المدينة الروحية.

قد تكون صورة ‏بارثينون‏

وتضم قونيا مجموعة من المواقع التاريخية التي تعكس تعاقب الحضارات، من بينها مسجد علاء الدين وساحته التاريخية، إضافة إلى متحف قونيا بانوراما، الذي يقدّم تجربة تفاعلية حديثة تسرد تاريخ المدينة بأسلوب بصري يجمع بين المعرفة والتقنية، ما يضيف بعدًا جديدًا للتجربة السياحية. أما أنقرة، عاصمة الجمهورية التركية، فتبرز كنموذج لمدينة تجمع بين رمزية التاريخ السياسي والتخطيط العمراني الحديث.

لا يتوفر وصف للصورة.لا يتوفر وصف للصورة.

ويأتي ضريح مصطفى كمال أتاتورك (أنيت كابير) في مقدمة معالمها، بوصفه موقعًا وطنيًا ذا أهمية تاريخية، إلى جانب متحف حضارات الأناضول الذي يضم مجموعات أثرية توثّق مسيرة الحضارات التي ازدهرت على أرض الأناضول عبر آلاف السنين. وتزخر أنقرة كذلك بعدد من المواقع الثقافية والتاريخية، من بينها قلعة أنقرة، التي تمثل شاهدًا حيًا على تعاقب العصور، وحي هامام أونو الذي يحتفظ بطابعه العثماني التقليدي، ويُعد وجهة مفضلة لعشاق التراث.

لا يتوفر وصف للصورة.

وتولي تركيا اهتمامًا متزايدًا بتطوير قطاع السياحة المستدامة، عبر الحفاظ على المواقع التراثية والطبيعية، وتحسين جودة الخدمات السياحية، وتبني معايير بيئية حديثة، ما يعزز من تنافسيتها السياحية على المستوى الدولي. ويشهد القطاع السياحي التركي نموًا ملحوظًا في أعداد الزوار القادمين من دول الخليج العربي، مدفوعًا بعوامل متعددة، أبرزها التقارب الثقافي، وتنوع الخيارات السياحية، والسياحة العائلية، إلى جانب سهولة الوصول عبر الرحلات الجوية المباشرة. وفي المحصلة، تبرز قونيا وأنقرة كوجهتين تعكسان وجهًا مختلفًا للسياحة في تركيا، حيث يلتقي التاريخ بالحداثة، والثقافة بالروح، في تجربة سياحية تمتد من عمق الأناضول إلى آفاق عالمية

 

قد تكون صورة ‏نصب تذكاري‏

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى