سلسلة خلفاء الدولة الأموية .. معاوية بن ابى سفيان

كتبت سوزان مرمر

معاوية بن أبي سفيان

أوَّل خُلفاء بني أميَّة (حكم 41 – 60هـ / 661 – 680م)

أميرُ المُؤمِنين وخَليفَةُ المُسْلِمين أبُو عَبدِ الرَّحمَن مُعاويَة بنُ أبي سُفيانَ بن حَرب بن أُمَيَّة بن عَبدِ شَمس بن عَبدِ مَناف القُرَشِيُّ (15 ق.هـ – 60 هـ / 608 – 680 م)، من أصحاب النَّبيِّ مُحَمَّد، وأحد كُتَّاب الوحي. هو مؤسس الخِلافَة الأُمَويَّة وأوّل خُلَفائها، والخَليفةُ السَّادِس في ترتيب الخُلفاء للنبيِّ مُحَمَّد، وأوَّلُ مَلكٍ في الإسلام.

 

أَميرُ اَلمُؤمِنين

مُعاوية بن أبي سُفيان

مُعاوية بن أبي سُفيان بن حَرب بن أُمَيَّة بن عَبدِ شَمس بن عَبد مَناف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّة القرشي الأموي

 

تَخطيط لاسم الخَليفة مُعاوية بن أبي سُفيان

معلومات شخصية

الميلاد

15 ق.هـ / 608 م

مَكَّة، تهامة، شبه الجزيرة العربية

الوفاة

60 هـ / 680 م (72 عاماً)

دِمَشْق، الخِلافَة الأُمَويَّة

مكان الدفن

مقبرة الباب الصغير، دمشق

مواطنة

الدولة الأموية (661–) تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات

الكنية

أبُو عَبد الرَّحمَن

العرق

عربيٌّ

الديانة

مُسْلِم

الزوجة

مَيْسُون بنت بَحدل · فاخِتة بنت قرظة · كنود بنت قرظة · نائِلة بنت عمارة · قريبة الصُّغرى بنت أبي أُمَيَّة

الأولاد

يزيد · عبد الرحمن(مات صغيرًا) · عبد الله · هند · صفيّة · رملة · عاتكة · عائشة

الأب

أبُو سُفيان بن حَرب

الأم

هِند بنت عُتبَة

إخوة وأخوات

يزيد · عتبة · عمر · عمرو · محمد · عنبسة · جويرية · رملة الكبرى · رملة الصغرى · أم الحكم · هند · ميمونة

عائلة

بنو أمية تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات

منصب

الخَليفةُ الأمَويُّ الأوَّل

الحياة العملية

معلومات عامة

الفترة

41 – 60 هـ / 661 – 680 م

تأسيس الدولة الأموية

يَزيد بن مُعاوية

والي الشَّام

الفترة

21 – 41 هـ / 641 – 661 م

أوَّل والٍ على كُل الشَّام

آخر والٍ على كُل الشَّام

السلالة

بَني أُمَيَّة

المهنة

سياسي، وكاتب، وشاعر، وحاكم، وخليفة المسلمين

وُلِد مُعاوية في مدينة مَكَّة، حيث ينتمي لأُسرةٍ ثريَّة مرمُوقة، كما تعلَّم الكتابة والحساب. كان أبوه، أبُو سُفيان من سادات قُريش وكنانة وكان جده حرب بن أمية سيد قُريش وكنانة في حرب الفجار، كان أبوه مُعادياً للنبيُّ مُحَمَّد علنيَّة خلال البَعْثة النَّبويَّة؛ وقد أسلم معاوية مع أبيه وأخيه يزيد يوم الفتح وهذا على المشهور، ولكن رُوي عنه في الكتب المتأخرة أنه أسلم يوم القضية (أي: عمرة القضاء سنة 7 هجرية) ولكن كتم إسلامه، وظلّ مع المشركين حتى فتْح مَكَّة.

 

بعد توحيد الجَزيرةُ العَربيَّة على يد النبيُّ مُحَمَّد انتهت الزعامة القبليَّة آنذاك. وبعد وفاتِه، بُويع أبُو بَكرٍ الصَّديق خليفةً له، وولَّى مُعاوية قيادة جيش تحت إمرة ولواء أخيه يزيد بن أبي سُفيان، فكان على مقدمته أثناء فتح مدن صَيْدا، وعَرقة، وجبيل، وبَيْرُوت. وبعد أن بُويع عُمَر بن الخَطَّاب خليفةً للمُسلِمين بعد أبُو بَكر، عيَّنهُ والياً على الأُردُن، ثم ولاه دِمَشْق بعد وفاة أميرها وأخو مُعاوية يزيد، وفي أثناء خلافة قريبه عُثمان بن عَفَّان، جمَع لهُ بِلاد الشَّام كُلَّها، وجعل وُلاة أمصارِها تابعين له فأصبح مُعاوية أولُ واليًا على كُل بلاد الشَّام.

 

قُتل الخليفة عُثمان على يد الخارجين عليه، ثم بُويع عَلِيُّ بن أبي طالِب خلفاً له وسط توتر مشحون في المدينة، إلا أنَّ مُعاوية رَفض خلافته قبل أن يقتصَّ من قتلة ابن عمِّه عُثمان، وكان الخليفةُ عَلِي يرى توحيد الصُّفوف أولاً قبل القصاص من قتلتِه، ما أنشب حربًا أدَّى لمَعركة داميَة بين الطَّرفين، عُرفت بوَقْعَة صَفِّين في 37 هـ / 657 م، وانتهت بالتَّحكيم، ليستمر مُعاوية في حُكم الشَّام من دمشق غير معترفًا بالخليفة علي في الكوفة، ثُم بدأ حرب نفوذٍ فأرسل سريَّات عسكريَّة على الحجاز، واليمن، ومِصْر لضمهم إلى حُكمه، واستمر الخلاف بينهما حتَّى اُغتيل الخليفة عَلِيّ على يد عَبدُ الرَّحمن بن مُلجِم الخارِجيّ. بُويع الحَسَن بن عَلِيّ بالخِلافة بعد أبيه، إلا أنَّهُ آثر التَّنازُل عنها بعد ستة شُهورٍ لمُعاوية لأسباب عديدة من بينها إصلاح أحوال الأمة وحقن الدماء وإنهاء الفتن وذلك في 41 هـ / 661 م، وفق مُعاهدة صُلح عُرفت بعام الجماعة، وبذلك يُصبح مُعاوية أوَّلُ خليفةً للدَّولة الأُمَويَّة، مُتَّخِذاً من دِمَشْق عاصمة للخلافة.

 

حكم الخليفة مُعاوية دولة مُترامية الأطراف، امتدَّت من خُراسان شرقًا حتى إفريقية غربًا، ومِن اليَمَن جُنوبًا حتَّى بِلاد الكُرج شِمالًا. أسس الخليفةُ مُعاوية عددًا من السياسات التي كانت تُعد الأولى منذُ الخليفةُ الرَّاشدي أبُو بكر الصَّدِّيق، حيث أنشأ الدواوين، ومنصب الحاجب، كما اعتَنى بتأمين الحُدود للبِلاد، وقد تم استئناف الفُتوحات في عهده، فقد أرسل أوَّلُ حملةٍ على القسْطَنْطِينيَّة عاصِمة الرُّوم عام 43 هـ / 663 م، ورُغم أنَّها لم تكُن ناجِحة، إلا أنَّها مثَّلت تهديداً جديَّا للرُّوم، وقد استمرَّ في إرسال حملات أُخرى، فقد أعدَّ أُسطولاً بحرياً ليشُن حملة جديدة، فقد حُوصِرت القسْطَنْطِينيَّة على مدار أعوام مِن 54 حتَّى 60 هـ والمُوافِق مِن 674 حتَّى 678 م، وقد افتُتح عدداً من المَناطِق في عَهدِه، مثل الرُّخج من بِلاد سَجُستان، وكانت السَّند قد شهَدت مُحاولات مُتكررة لفتحِها.

 

حَكَم الخليفة مُعاوية حوالي تَسعَةَ عَشرَ عامًا، وذلِك حتَّى 60 هـ / 680 م، وقد أولَى بوِلاية العَهدِ مِن بعدِه، لابنِه يَزيد، وكان ذلك إيذاناً ببداية الفترة الملكيَّة في التَّاريخ الإسلامي، ومُخالفاً بذلك لمبدأ الشُّورى في اِختيار الخُلَفاء مُنذ أبُو بكرٍ، والذي شهد صِراعاً فيما بعد.

نشأته

نسبه

هو معاوية بن صَخْر بن حَرب بن أمَيَّة بن عَبدِ شَمْس بن عَبد مَناف بن قُصي بن كِلاب بن مُرة بن كَعب بن لُؤي بن غالِب بن فَهر بن مالِك بن النَّضر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مُعد بن عدنان.

وأمّه: هند بنت عُتبة بن رُبَيْعة بن عَبدِ شَمْس بن عَبد مَناف بن قُصي بن كِلاب بن مُرَّة القُرَشيَّة.

منظر عام لمكة المكرمة عام 1910 م حيث ولد وعاش معاوية بن ابي سفيان

طفولته

ولد مُعاوية قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل: بثلاث عشرة، والأول أشهر. وقد تفرس فيه أبوه وأمه منذ الطفولة بمستقبل كبير، فروي أن أبا سفيان نظر إليه وهو طفل فقال: «إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه»، فقالت هند: «قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.» وعن أبان بن عثمان قال: «كان معاوية يمشي وهو غلام مع أمه هند فعثر فقالت قم لا رفعك الله وأعرابي ينظر إليه فقال لم تقولين له فوالله إني لأظنه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه.»

إسلامه

قيل أنه أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد يوم فتح مكة، وقيل أنه أسلم قبل الفتح وبقي يخفي إسلامه حتى عام الفتح، قال الذهبي: «أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه.» وروي عن معاوية أنه قال:«لما كان عام الحديبية صدت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ودافعوه بالراح وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة قال: فأسلمت وأخفيت إسلامي، فوالله لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إني مصدق به، وأنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبو سفيان بإسلامي فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك، فهو على ديني، قلت: لم آل نفسي خيرا. وقال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فأظهرت إسلامي ولقيته فرحب بي.»

أعماله

أعماله في خلافة أبي بكر

تولى قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابي يزيد بن أبي سفيان في خلافة أبي بكر، وأمره أبو بكر بأن يلحق به فكان غازيا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين في معركة اليمامة، ومن بعد ذلك أرسلهُ الخليفة أبو بكر مع أخيهِ يزيد لفتح الشام وكان معه يوم فتح صيدا وعرقة وجبل وبيروت وهم من سواحل الشام.

ولاية الشام

والي الشَّام مُعاوية بن أبي سُفيان يشهد إنزال أوَّل أُسطُولٍ إسلاميٍّ في مياه جُبيل أو بيروت تمهيدًا لِانطلاق المُسلمين نحو غزو البحر

تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية الأردن في الشام سنة 21 هـ في عهد عمر بن الخطاب. وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان من طاعون عمواس، ولاه عمر بن الخطاب ولاية دمشق وما يتبع لها من البلاد، ثم جمع له الخليفة عثمان بن عفان على ولاية الشام كلها، فكان من ولاة أمصارها. وبعد موت عثمان بن عفان سنة 35 هـ نادى بأخذ الثأر من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وحرض على قتالهم. وقبل ذلك وقعت موقعة الجمل حيث كانت عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد في جيش يقاتل للقصاص من قتلة الخليفة عثمان بن عفان وكان في قيادة الجيش طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وكانوا خرجوا جميعا لأخذ الثأر من قتلة عثمان بن عفان ، وبعد موقعة الجمل قاد معاوية جيشاً ضد خليفة المسلمين علي بن أبي طالب وكانت موقعة صفين التي انتهت بالتحكيم الجبري، وبعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تولى الحسن بن علي الخلافة فثار معاوية على الحسن وحاربه فما كان من الحسن إلا أن حقن دماء المسلمين وأقام عهداً مع معاوية ينص على أنه يبايع معاوية على مابايع المسلمون عليه أبابكر وعمر وان يسير بسيرتهم وان الأمر يعود للمسلمين لاختيار خليفتهم بعد وفاة معاوية وهذا ما لم يحدث، وبموجب ذلك العهد تسلم معاوية الحكم فأصبح خليفة المسلمين في دمشق عاصمة دولة الخلافة الإسلامية.

سياسته الداخلية

وفاته

توفّي في دمشق عن 78 سنة بعدما عهد بالأمر إلى ابنه يزيد بن معاوية ودفن في دمشق وكانت وفاته في رجب سنة 60 هـ كان خلالها والياً لـ 20 عامًا وخليفة لـ 20 عامًا أخرى.

 

تولى معاوية بن أبي سفيان الشام بعد أخيه يزيد في زمن عمر بن الخطاب، ولم يزل بها متوليا حاكما إلى أن مات، ودام حكمه أربعون سنة منها في أيام عمر أربع سنين أو نحوها، ومدة خلافة عثمان، وخلافة علي بن أبي طالب وابنه الحسن بن علي، وذلك تمام عشرين سنة، ثم استوثق له الأمر بتسليم الحسن بن علي إليه في سنة إحدى وأربعين هجرية، ودام له عشرين سنة. ومات في شهر رجب بدمشق، وله ثمان وسبعون سنة. وكان أصابته في آخر عمره لقوة، وكان يقول في آخر عمره: ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى، ولم أر من هذا الأمر شيئا. قال الملا علي القاري: «وكان عنده إزار رسول الله ﷺ ورداؤه وقميصه وشيء من شعره وأظفاره فقال: كفنوني في قميصه، وأدرجوني في ردائه، وأزروني بإزاره، واحشوا منخري وشدقي ومواضع السجود من شعره وأظفاره، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى