وزيرُ الخارجيّة في كلمةٍ بمناسبة انتهاء مهامِّ يونامي يؤكد متانةَ الشراكةِ بين العراقِ والأممِ المتحدة

متابعة علاء حمدي
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، السيد فؤاد حسين، في كلمة ألقاها يوم السبت الموافق 13 كانون الأول 2025، بمناسبة انتهاء مهام بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، أن هذه المناسبة المفصلية تحمل في طياتها دلالات عميقة.
وأوضح السيد الوزير أن الشراكة بين العراق والأمم المتحدة ليست طارئة ولا عابرة، بل هي شراكة راسخة ومتينة، مبيناً أن هذه الشراكة امتدت عبر عقود طويلة نحو آفاق أوسع من التعاون البنّاء والعمل المشترك في خدمة السلم والتنمية وحقوق الإنسان.
وأشار إلى أن مغادرة بعثة يونامي اليوم لا تعني بأي حال من الأحوال انتهاء هذه الشراكة العميقة، بل تمثل انتقالاً طبيعياً إلى مرحلة جديدة تدار فيها أوجه التعاون من خلال الفريق الأممي المقيم في بغداد، وبما ينسجم مع أولويات العراق ورؤيته الاستراتيجية، ويستند إلى روح الثقة المتبادلة التي ترسخت على مدى سنوات من العمل المشترك.
وأكد السيد فؤاد حسين أن العراق يقف اليوم أمام لحظة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشدداً على أن الشراكة مع بعثة يونامي لم تكن مجرد مهمة أممية في بلد يمر بمرحلة صعبة، بل شكلت قصة نجاح مشتركة للطرفين، استندت إلى تضحيات كبيرة، وإرادة وطنية صلبة، وجهود ملموسة من الأمم المتحدة وفرقها المختلفة.
وأشاد بالدعم الذي قدمته بعثة يونامي في مجالات متعددة، بدءاً من دعم المسار الانتخابي، بما في ذلك الانتخابات التشريعية الأخيرة، وصولاً إلى الإسهام في جهود إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار.
كما أكد السيد الوزير أن العراق لن ينسى التضحيات البشرية التي قدمتها البعثة، وفي مقدمتها أول رئيس لبعثة يونامي الراحل سيرجيو دي ميللو، الذي فقد حياته أثناء أداء واجبه في العراق عام 2003، إلى جانب الضحايا الآخرين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل خدمة السلام والإنسانية. وأعرب في هذا السياق عن تعاطف حكومة جمهورية العراق العميق مع عائلة الراحل دي ميللو وعوائل جميع الضحايا.
واختتم السيد فؤاد حسين كلمته بالتأكيد على أن العراق، وهو يفتح صفحة جديدة من التعاون مع الأمم المتحدة، يفعل ذلك بثقة أكبر، وإرادة أعمق، وطموح نحو مستقبل أكثر ازدهاراً.


