زاره السادات في مزرعته ووصفه بأنه رائد الاستصلاح الشعبي !!  يوم لا أنساه

يقدمه: محمد عبدالقدوس

 

أراه رجل أعمال متميز من الذين تفتخر بهم بلادي ، فهو أول شخص أدخل الري بالرش المحوري بديلاً عن نظم الري التقليدية مما يوفر من التكلفة ويؤدي إلى سرعة الاستصلاح وزيادة إنتاجية المحصول ، ونجح كذلك في زراعة أنواع جديدة من الخوخ ..

وتجده كذلك من أوائل الذين قاموا بزراعة طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى .. وكانت قبلها صحراء قاحلة لا يوجد بها سوى “الرست هاوس” للمسافرين أو القادمين من الإسكندرية !!

 

إسمه “أيمن قرة” ..

سألته عن اليوم الذي لا ينساه في حياته ، أجابني على الفور ودون تردد ..

عندما زارني “السادات” في مكان عملي بالنوبارية وأثنى على ما أقوم به من استصلاح ٣٠٠ فدان هناك بطريقة جديدة ووصفني بأنني رائد الاستصلاح الشعبي ..

ونشرت الصحافة زيارته وما قاله عني في اليوم التالي بعناوين بارزة.

 

وإليك ما كتبه في سجل الزيارات بعد إنتهاء زيارته:

شاهدت اليوم أروع تأكيد على قدرة الإنسان المصري ..

إنسان أكتوبر ..

باسم شعبكم وباسمي أهدي لكل العاملين في هذا المكان كل التحية واشكركم على هذا الإنجاز الذي يحقق هدفنا في تحويل الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء ..

من أجل مصر ومجد مصر وشموخ مصر ..

التوقيع: “أنور السادات”

 

والملفت للنظر جداً أن الزيارة تمت وكانت بلادي تعيش في أجواء عاصفة وذلك في شهر أكتوبر من عام ١٩٨١ قبل مصرعه رحمه الله بفترة قصيرة جداً مما يدلك أن الظروف الصعبة في ذلك الوقت لم تمنع الرئيس “السادات” رحمه الله من متابعة مشروعات القطاع الخاص حتى آخر لحظة.

 

ورجل الأعمال القدوة “أيمن قرة” توسع بعد ذلك في نشاطه وكان من أوائل المصريين الذين اتجهوا إلى إقامة مشروعات رفع كفاءة الطاقة والطاقة الجديدة ، خاصة الطاقة الشمسية ، حيث أن مشروع تخرجه من كلية هندسة القاهرة كان عن تصميم جهاز يعمل بالطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية وحصل على تقدير امتياز .

 

سألته عن قدوته في حياته فأجاب قائلا: أساتذتي كثر ولكل واحد منهم الفضل واعتذر عن ذكرهم لأن القائمة طويلة جداً ..

أما في حياتي الخاصة ..

والدي وأستاذي ومعلمي وتاج راسي “كمال الدين قرة” وربنا يرحمه مليون رحمة وله الفضل الأول في كل ما وصلت إليه ..

وشريكة عمري زوجتي “نادية حسين زكي” وقفت بجانبي دوماً وأنا أكافح في الصحراء .. وعندما تقابلني المشاكل والشدائد كانت تشجعني وتؤكد الثقة والنجاح ..

رأيتها بمثابة الشمعة في الظلام الحالك وربنا يحفظها ، وأنجبت أجمل ما في حياتي أبنائي الثلاث.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى