تعالي نتجوز عرفي بمصروف شهري +18

بقلم هنادي محمود

هل الجواز العرفي”الغير مقتنعة بيه” هروب من مسؤوليات الحياة، ولا هروب من الواقع والمفروض وإلي يصح وميصحش، ولا للمتعة الغير مشروطة!!

في زمن بقى فيه كل شيء سريع، حتى المشاعر! ظهر نوع من العلاقات بيحاول يلبي رغبة اللحظة قبل ما يفكر في بكرة.

“الجواز العرفي”، كلمة بتدخل ناس قصص شبه الأفلام والروايات، وتخرجهم مصدومين بالواقع.

طب ليه؟

عشان في لحظة ضعف، كلمة حلوة، أو إحساس بالوحدة، بيتهيأ للبنت أو الراجل إن العرفي هو “الحل السهل”.

بس هل فعلًا حل؟ ولا باب بيتفتح على حياة مافيهاش ضمان ولا أمان ولا حتى إحترام في النهاية؟

وهل بتتحول العلاقة بعد فترة إلى شعور بالذنب! أو خوف دائم من إنكشاف السر؟

 

إليكم قصة حقيقية من أرض الواقع ولكن بدون تفاصيل احتراماً لشخصهم::

 

البنت:

شاغلني.

نظرات، غمزات، إهتمام.

“صباح الخير” “عاملة إيه” “تصبّحي على خير” ” أنا مش بعرف أنام من كتر التفكير فيكي” .

وبعدين كلمات أكبر بقي! ” إنتي أحلى بنت شفتها في حياتي” .

تعالي أعزمك على قهوة، طب علي حاجة حلوة ونسهر ونتكلم.

ثم جاءت الجملة المفصلية: “المرحلة الإنتقالية”

 

بصراحة أنا مش مرتاح مع مراتي مش فاهمين بعض، عايشة معايا تقضية واجب وخلاص، فلاحة مش فاهمة حاجة خالص “+18”.

 

طب ما تيجي نتجوز، بس عرفي! أحسن وأريح.

هنعيش براحتنا، مفيش قيود، ونتقابل لما نحب، وعلى فكرة هديكي مصروف شهري “ههههه”!.

 

البنت رفضت، حاولت تتمسك بالجواز الرسمي.

قال كل الحجج اللي في الدنيا.

لكنها كانت بتحبه، أتعلقت بيه، بل عشقته.

ولما حصلت أول مشكلة؟

كل الكلام الحلو بقى سراب “بح يعني”.

أتصلت بيه تقوله: وحشتني.

فكان الرد الصادم، بصوت عالي ومستفز:

“أستاذة… أنا مفيش بيني وبينك حاجة يا أستاااذة”.

إنهيار… طبيعي.

صدمة… دموع… أسئلة بلا إجابات:

إزاي؟ ليه؟ إيه اللي حصل؟

وهل كانت أصلًا بالنسباله “أي حاجة”؟.

 

مشكلتنا مش في ورقة ولا توقيع ولا كلمة بتتقال.

مشكلتنا إننا بنصدق الكلام اللي بيتقال وقت الفراغ! ونتجاهل الحقيقة اللي بتبان أول ما يحصل خلاف.

العرفي مش طريق مختصر، ده طريق مقطوع.

باب من غير مفتاح، وجرح مافيهوش ضمادة.

 

وأنا شايفة إن كل بنت لازم تسأل نفسها قبل أي خطوة:

هل أنا بدور على حب حقيقي؟

ولا بدور على أي حاجة تملى الفراغ؟

ولو إللي قدامي بيحبني بجد، ليه يخاف يعلن حبه قدام الدنيا كلها؟

هل أصبح الزواج العرفي باب يفتح بسهولة، لكنه لا يغلق إلا بجرح؟

وتظل الأسئلة معلّقة، منتظرة من يجرؤ على الإجابة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى