تحذير روسي لأوروبا.. هل ينجح مبعوثا ترامب في التوصل لتسوية مع بوتين؟

كتبت سوزان مرمر
زادت وتيرة التصعيد بين موسكو والعواصم الأوروبية خلال الأيام الأخيرة، في الوقت الذي وصل وفد أمريكي بقيادة ستيف ويتكوف وكوشنر إلى روسيا للقاء الرئيس بوتين.
وفي خضم التصعيد الروسي الأوروبي؛ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن “روسيا على استعداد للرد على أي عدوان عسكري من جانب الدول الأوروبية، اعتباراً من الأن”.
بينما يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولاته على العواصم الغربية بحثاً عن المال والمعونة، وتتركز الأنظار على موسكو التي وصل إليها ستيف ويتكوف، المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يرافقه للمرة الأولى جاريد كوشنير صهر ترمب، في انتظار ما سينجم عن زيارتهما للكرملين، ومحادثاتهما مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط” جاء انضمام كوشنير إلى ويتكوف منذ بداية الاتصالات الروسية – الأمريكية، لتسريع وتيرة المفاوضات واستغلال قنوات الاتصال الشخصية لدفع عملية السلام التي كانت تبحث عن اختراق سريع، كما أن ذلك يهدف إلى دفع مفاوضات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مستفيداً من علاقات كوشنير الشخصية مع الجانب الروسي وما يتمتع به كقناة اتصال موثوقة أثبتت فعاليتها سابقاً خلال تسوية الأزمة السورية، وسط مناخ تفاؤل أمريكي حول إمكان التوصل إلى الاتفاق المنشود.
وتعمد الرئيس الروسي خلال التحدث إلى الصحفيين، توجيه رسائل نارية إلى أوروبا وأوكرانيا، ولم يتطرق بوتين بشكل مباشر إلى محادثاته مع المبعوث الأمريكي، لكنه تحدث عن تقدم سريع وقوي على الأرض معلناً أن جيشه سوف يعلن عن نتائج مهمة لعملياته في محيط دونيتسك خلال أيام قليلة. وشن بوتين هجوماً قوياً على الأوروبيين، وقال إنهم يعملون على عرقلة جهود السلام، ويواصلون تأجيج الموقف مع بلاده.
وهدد الرئيس الروسي بأنه «إذا بدأت أوروبا حرباً ضد روسيا، فلن تجد موسكو قريباً من تتفاوض معه»، وشدد على أن «روسيا لا تخطط لمحاربة أوروبا. ولا تريد تصعيداً من هذا النوع»، لكن «إذا أرادت أوروبا فجأة أن تبدأ حرباً معنا وبدأتها، فقد ينفجر الوضع بسرعة كبيرة».
وأضاف: «لا ننوي خوض حرب مع أوروبا، لقد قلت ذلك مائة مرة بالفعل. ولكن إذا أرادت أوروبا فجأة خوض حرب معنا وبدأتها، فنحن مستعدون حالياً. لا يمكن أن يكون هناك أي شك في هذا».
وشدد بوتين على أن أوروبا «تقف إلى جانب الحرب، وليست لديها أجندة سلام»، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية قدمت مقترحات غير مقبولة بشأن التسوية السلمية في أوكرانيا.
وأوضح: «عندما يحاولون ادعاء إدخال بعض التعديلات على مقترحات الرئيس الأمريكي فإننا نرى ذلك بوضوح، كل هذه التعديلات تهدف فقط إلى شيء واحد – وهو إحباط عملية السلام بأكملها».
وأكد أن أوروبا تعوق الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترمب شخصياً عن تحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا».
ولفت إلى موقف بلاده المعارض بقوة للمشاركة الأوروبية في عملية السلام، موضحاً أن «دول أوروبا استبعدت نفسها من هذه العملية أولاً. والآن لا تعجبها تحركات الرئيس ترامب، وبدأوا في عرقلة جهودها».
وأشار إلى أن الدول الأوروبية تريد بهذه الطريقة لاحقاً إلقاء اللوم على روسيا في عرقلة العملية السلمية في أوكرانيا. موضحاً أن الشرط الأساسي للمشاركة الأوروبية في الجهود السياسية الجارية هو «الانطلاق من الوضع الذي تطور على الأرض»، في إشارة إلى المكاسب الميدانية لبلاده في أوكرانيا.
ولفت بوتين إلى مواصلة أوروبا العيش في أوهام بشأن إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، وإلى أنهم «قد خلطوا بين الرغبة والواقع، لكنهم لا يستطيعون ولا يريدون الاعتراف بذلك لأنفسهم».
وهاجم بوتين السلطات الأوكرانية بقوة أيضاً واتهمها بأنها منفصلة عن الواقع و«تعيش في كوكب آخر». وقال إن كييف غارقة في فضائح الفساد. مجدداً التأكيد على عدم «شرعية» الرئيس الأوكراني.
وكان الكرملين قد استبق انطلاق محادثات بوتين مع ويتكوف وكوشنر بوصف اللقاء بأنه «خطوة مهمة نحو الحل السلمي للصراع». وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن التركيز سوف ينصبّ على ما توصلت إليه واشنطن في محادثاتها مع كييف خلال الأيام الأخيرة.
وأضاف أن «روسيا منفتحة على محادثات السلام، لكن عليها أن تحقق أهدافها المحددة في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.. روسيا تريد حلاً للصراع الأوكراني لأجيال عديدة في المستقبل».



