عجائب عبدالقدوس … أنا الخير والشر معا لأنني انسان!!!

كتب محمد عبدالقدوس
“لا تسألوا الناس وأسألوا الظروف” كلمة شهيرة ورائعة لأبي” إحسان عبدالقدوس” رحمه الله ، فهو يعتقد أن كل إنسان تشكل حياته الظروف التي يعيش فيها ..
وله تعبير آخر يشرح ما يقصده: أنا الخير والشر معا لأني إنسان ..
كلمة قد يراها البعض تدخل في دنيا العجائب لكنها صحيحة إلى حد بعيد .. فلا يوجد إنسان ملاك ولا آخر شيطان !!
بل خليط من هذا وذاك .. وظروفه في الدنيا وإرادته هي التي ستحدد من الغالب ؟!
وانظر معي إلى واقع الحياة ..
إنسان ولد في بيئة فاسدة والانحلال فيها هو السائد .. من الطبيعي أن يكون إبن بيئته وظروفه التي نشأ فيها ..
والعكس صحيح ..
شخص أهله زي الفل واحسنوا تربيته .. ونتيجة لهذه التربية نجده إنسان زي الفل هو الآخر مثل أبويه وتعظيم سلام لهذه الأسرة الصالحة.
ولكل قاعدة شواذ ..
وصدق من قال يخلق من ظهر العالم فاسد .. وأضيف من عندي ومن ظهر الفاسد عالم !!
وهنا تأت الكلمات المأثورة لوالدي العزيز أو “سانو” كما نحب أن نسميه ..
لا تسألوا الناس وأسألوا الظروف ..
والتعبير الآخر الرائع .. أنا الخير والشر معا لأني إنسان ..
ومن فضلك تعالى معي ننظر إلى الواقع من جديد ..
إنسان أهله زي الفل ، ونشأ في طاعة الله ، لكن بعدما كبر اختلط بشلة فاسدة جعلت الخير الذي يحمله في خبر كان إلا قليلاً .. أو أخطأ في إختيار شريك العمر وكانت الكارثة التي وقعت عليه أو عليها ..
ويقولون عن الإنسان أنه ابن البيئة التي نشأ فيها .. لكن هذا ليس صحيحاً تماماً ، فهو ابن ظروفه أيضاً ومن يختلط بهم ..
ويا سلام على الشاب الذي نشأ في بيئة منحلة .. كان من الطبيعي أن يكون مثلهم فاسد ابن فاسد !
لكن من حسن حظه وفضل ربنا عليه أن الظروف دفعته إلى الإختلاط بناس فيهم خير كثير .. وبدأ يتغير تدريجياً ويرفض الإنحلال الذي نشأ فيه .. ويصبح واحد تاني مختلف عن أهله الفاسدين ..
والظروف تعني القدر أو هي من عند ربنا ابتلاء للإنسان بالشر والخير !!
وفي تربية أبناءك عليك أن تبذل جهدك في تربيتهم ثم تتركهم للقدر وأدعو ربك أن تؤت التربية ثمارها .. ولا تتدخل ظروف من أحسنت تربيته لتفسده .. والخير الذي كان يملأ جوانبه تراجع ليفسح المجال للشر . وصدق والدي: أنا الخير والشر معا !!
وأوعى تظن يا قارئي العزيز من كلامي وكلام حبيبي أن الإنسان ريشة في مهب القدر ومجرد من الإرادة .. وظروفه وحدها هي التي تدفعه للخير أو الشر .. بل إنه يختار بنفسه كل ما يفعله ..
ويخلق من ظهر العالم فاسد .. لأن هذا الولد البايظ لم تكن له إرادة واستسلم للظروف السيئة التي جرت في حياته .. لأن إرادته ضعيفة ..
ويعجبني هذا الشاب الذي ينطبق عليه ما ذكرته لك: ويخلق من ظهر الفاسد عالم .. يا سلام على إرادته .. طرأت على حياته الفاسدة التي نشأ فيها نقطة ضوء .. فتعلق بها ولم يتركها حتى خرج من الظلمات إلى النور.
ولا يمكن أن أختم كلامي قبل أن أتحدث عن هذا الذي نجح في قلب حياة الإنسان وظروفه رأس على عقب .. وبدأ جلياً منذ بدايات القرن الميلادي الجديد .. إنها مواقع التواصل الإجتماعي فيها خيراً كثيراً ومنها يمكنك أن تعرف الدنيا كلها وأخبارها لكن فيها شر مستطير لم يكن موجود قبل ذلك ..
ويارب تستر على شبابنا من بلاويها لأنها تتدخل في حياتهم ويمكن أن تفسدهم .. وتجعل الخير الذي في جنباتهم في خبر كان !!



