الدكتور نادر العقاد: الذكاء الاصطناعي أداة تعليمية والبشر هم الكلمة الأخيرة

شيرين صفوت- ايطاليا
شارك الدكتور نادر العقاد مستشار الشؤون الدينية في المركز الإسلامي الثقافي في روما في منتدى Terzo Forum sulla Libertà Religiosa الذي انعقد يوم 27 نوفمبر 2025 في قصر Palazzo Chigi بالعاصمة الإيطالية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي والحرية الدينية: حقوق، أخلاق وابتكار»
أكد الدكتور العقاد في كلمته أن الإسلام يحمّل الإنسان مسؤولية إعمار الأرض وأن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة تعليمية للإنسان كما كانت القلم سابقًا لكنه حذر من الاعتماد الكامل على الآلة لاتخاذ القرارات الأخلاقية والدينية مشيرًا إلى افتقارها للقلب والضمير وأوضح ضرورة اعتماد ما وصفه بـ «اللوغاريتم الأخلاقي» Algoretica بحيث تبقى الكلمة الأخيرة دائمًا للإنسان
وأشار العقاد إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تتعلم من شبكة مليئة بالصور النمطية ما قد يؤدي إلى التمييز ضد المعتقدات الدينية إذا لم تُضبط معاييرها مؤكداً على أهمية مراقبة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في سياق ديني وأخلاقي
وحضر المنتدى أيضًا الدكتور عبد العزيز أحمد سرحان المستشار الخاص والمندوب الدولي لرابطة العالم الإسلامي ومدير مكتب إيطاليا، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين وخبراء القانون وممثلي الطوائف الدينية، ما جعل اللقاء منصة للحوار بين الدين والتكنولوجيا والقانون في إطار تعزيز حرية المعتقد وكرامة الإنسان.
واوضح إن الحديث عن الذكاء الاصطناعي، بالنسبة لنا نحن المسلمين، يعني، بطريقة ما، استرجاع جزء من تاريخنا. لا يتذكر الجميع أن الكلمة التي تحكم الذكاء الاصطناعي، “الخوارزمية”، هي في جوهرها امتداد لاتيني لاسم عبقري الحضارة الإسلامية: محمد بن موسى الخوارزمي.
في القرن التاسع، وفي بيت الحكمة ببغداد، وضع أسس علم الجبر. لكن الخوارزمي لم يسعَ لحل المعادلات فحسب؛ بل سعى إلى التناغم، وفكّ رموز اللغة التي كتب الله بها الكون.
يقول القرآن الكريم، في سورة العلق، أولى الآيات التي نزلت على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم):
“الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم”. (القرآن، 96: 4-5).
يعلّم الله الإنسان من خلال الأدوات – بالأمس الريشة والقلم، واليوم الشفرة الثنائية والخوارزمية. لذا، فإن الابتكار هبة، نعمة، تُمكّننا من اكتشاف “ما لم نكن نعلم”.
شدد العقاد على أن التكنولوجيا يمكن أن تكون عونًا للمجتمع بشرط ألا تمس هوية الإنسان وحرياته الأساسية وأكد أن البشر يجب أن يظلوا هم المرجع النهائي في القرارات الأخلاقية والدينية.



