اكتشاف مدينة عنكبوتية عملاقة على الحدود اليونانية الألبانية

قال عبد الستّار بركات، مراسلُ قناةِ “القاهرة الإخباريّة” من أثينا، إنّ الصحفَ اليونانيّة تتحدّثُ اليوم باستمرارٍ عن كشفٍ علميٍّ غيرِ مسبوق، بعدما أعلن فريقٌ من الباحثين اكتشافَ مستعمرةٍ عنكبوتيّةٍ ضخمةٍ داخل “كهف الكبريت” الواقع على الحدود بين اليونان وألبانيا، وقد تمّ رصدُ أكثر من 111 ألف عنكبوت تعيش في بيئةٍ تحتَ أرضيّة تُعَدّ من أكثرِ البيئات تطرّفًا على كوكب الأرض، ويُصنَّف هذا الاكتشافُ كأكبرِ تجمّعٍ عنكبوتي وشبكةٍ حريريّة مُسجَّلة حتى اليوم.

وأضاف خلال مداخلةٍ مع الإعلاميّة عهد العباسي، في برنامج “صباح جديد”، المُذاع على قناة “القاهرة الإخباريّة”، أنّ “كهف الكبريت” يُعَدّ موقعًا جيولوجيًّا فريدًا؛ إذ يقع في منطقةٍ جبليّةٍ شاهقة، ويمتدّ عبر ممرٍّ ضيّقٍ منخفضِ السقف تغمره جيوبٌ مائيّةٌ كبريتيّة تتكوّن بفعل تفاعل غاز كبريتيد الهيدروجين مع الأكسجين، ما يُنتج مياهًا حمضيّة وبيئةً معزولة.

وتتجمّع المستعمرة في منطقةٍ دائمةِ الظلام داخل الكهف، وهي مساحةٌ لا تصلها أشعةُ الشمس نهائيًّا، ما يجعلُ النظامَ الحيويّ فيها منفصلًا تمامًا عن أيّ مصادرَ غذاء فوق الأرض.

وأظهرت القياسات أنّ الشبكةَ العنكبوتيّة تمتدّ على مساحة نحو 106 أمتار مربّعة على طول أحد جدران الكهف، في رقمٍ غيرِ مسبوق، كما وثّق الباحثون وجودَ نوعين رئيسيين من العناكب داخل المستعمرة: 69 ألف عنكبوت من نوعٍ، و42 ألفًا من نوعٍ آخر، لافتًا إلى أنّ هذين النوعين يُعرَفان عادةً بأنهما كائناتٌ منعزلة، لكن وجودهما في هذا التجمع المتعاون يُسجِّل أولَ سلوكٍ استيطانيٍّ مشتركٍ بينهما.

ويُمثِّل الموقع نافذةً علميّةً فريدةً لفهم كيفيّة تكيف الكائنات الحيّة مع بيئاتٍ مظلمةٍ وحمضيّةٍ وشحيحةٍ بالغذاء، ويستعدّ العلماءُ لمواصلة البحث في التنوع البيولوجي داخل الكهف، ودراسة تطوّر العناكب وسلوكها الجماعي، مع اقتراحاتٍ بإدراج الموقع ضمن المحميّات البيئيّة أو مواقع التراث الطبيعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى