“بلغو عنى ولو آيه ” تفسير ميثاق بنى اسرائيل الحزء الخامس

كتبت سوزان مرمر
ننشر اليوم الجزء الخامس من ميثاق بنى اسرائيل البند الرابع وقولو للناس حسنا
قال تعالى
“وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83) البقرة”
المعنى فى اللغة
حسناً” في اللغة العربية تعني الجمال، أو الكمال، أو الفعل الصالح. هي صفة تدل على ما هو جيد، ومقبول، ومناسب. تُستخدم أيضاً كصفة للإنسان أو للشيء، مثل “رجل حسن” أو “عمل حسن”.
معاني واستخدامات “حسناً”:
الجمال: تعني “جميل”.
الكمال والجدة: تعني ما اكتمل وأصبح جيداً.
الإحسان: تأتي بمعنى “الإحسان” في الأفعال، حيث “أحسن” تعني “فعل ما هو حسن” أو “أجاد العمل”.
الموافقة: تُستخدم ككلمة للموافقة، مثل “نعم” أو “حسناً” في الرد على طلب ما.
المناسبة واللياقة: تعني “يناسبك” أو “يليق بك” أو “خير لك”، كما في عبارة “يحسن بك أن تفعل كذا”.
العمل الصالح: ترتبط بالخير والأعمال الصالحة، كقوله تعالى “قرضاً حسناً”.
تفسير وقولو للناس حسنا لابن كثير
وقوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) أي : كلموهم طيبا ، ولينوا لهم جانبا ، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف ، كما قال الحسن البصري في قوله : ( وقولوا للناس حسنا ) فالحسن من القول : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويحلم ، ويعفو ، ويصفح ، ويقول للناس حسنا كما قال الله ، وهو كل خلق حسن رضيه الله .
وقال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا أبو عامر الخزاز ، عن أبي عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” لا تحقرن من المعروف شيئا ، وإن لم تجد فالق أخاك بوجه منطلق ” .
وأخرجه مسلم في صحيحه ، والترمذي [ وصححه ] من حديث أبي عامر الخزاز ، واسمه صالح بن رستم ، به .
وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للناس حسنا ، بعد ما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل ، فجمع بين طرفي الإحسان الفعلي والقولي
بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، حدثنا أبي ، عن ابن أبي ليلى ، عن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس بن شماس قال : ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدد فيه ، فقال : ” إن الله لا يحب كل مختال فخور ” . فقال رجل من القوم : والله يا رسول الله إني لأغسل ثيابي فيعجبني بياضها ، ويعجبني شراك نعلي ، وعلاقة سوطي ، فقال : ” ليس ذلك الكبر ، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس ” .
ورواه من طريق أخرى بمثله ، وفيه قصة طويلة ، ومقتل ثابت ووصيته بعد موته . ابن كثير
أما ما ورد من مبادئ الميثاق فى كتاب عيسى عليه السلام قوله تعالى ” وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)”مريم
وتفسير الطبرى لقوله ( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) يقول: والأمنة من الله عليّ من الشيطان وجنده يوم ولدت أن ينالوا مني ما ينالون ممن يولد عند الولادة، من الطعن فيه، ويوم أموت، من هول المطلع، ويوم أبعث حيا يوم القيامة أن ينالني الفزع الذي ينال الناس بمعاينتهم أهوال ذلك اليوم.
كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه ( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) قال: يخبرهم في قصة خبره عن نفسه، أنه لا أب له وأنه سيموت ثم يُبْعث حيا، يقول الله تبارك وتعالى ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ .



