قبل قرار ترامب.. كيف بنت جماعة الإخوان شبكتها الأخطر داخل الولايات المتحدة؟

وكشف ترامب أن القرار جاهز “بأقوى العبارات”، وأن إدارته تستكمل الإجراءات القانونية اللازمة لإصداره، وسط تأييد واسع من الجمهوريين الذين يرون أن الجماعة لعبت دورًا محوريًا في نشر الإسلام السياسي داخل الولايات المتحدة وتنظيم شبكات نفوذها تحت أغطية دينية وخيرية.

ويأتي التحرك في ظل انتقادات متزايدة للجماعة التي تتهمها دوائر الأمن القومي ببناء هياكل تنظيمية موازية داخل المجتمع الأميركي، واستخدام المؤسسات التعليمية والدينية كمنصات طويلة المدى لنشر الأيديولوجيا الإسلاموية.

بدأ نفوذ الإخوان في الولايات المتحدة منذ ستينيات القرن الماضي، مع وصول طلاب ومهاجرين من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، كثير منهم كانوا أعضاء في الجماعة هاربين من حملات القمع التي واجهتها في مصر ودول أخرى.

ورغم دخولهم تحت غطاء “الجمعيات الثقافية”، كان الهدف الأساسي – بحسب وثائق التنظيم – استغلال الحريات الأمريكية لبناء قاعدة أيديولوجية جديدة داخل مجتمع مفتوح يسمح بالعمل السياسي والدعوي دون قيود.

كان التعليم محور استراتيجية الجماعة؛ فأسس أعضاء الإخوان في 1962 اتحاد الطلاب المسلمين، الذي تحوّل لاحقًا إلى الذراع التنظيمية الأولى للجماعة داخل الجامعات الأمريكية.

تم توزيع ترجمات لكتابات حسن البنا وسيد قطب، وتجنيد الطلاب العرب والمسلمين داخل الفروع الجامعية.

وفي العام التالي، أسس أحمد توتونجي وجمال برزنجي أول رابطة طلابية إخوانية منظمة في جامعة إلينوي.

بحلول 1969، انتقل المشروع إلى مستوى دولي بتأسيس الاتحاد الإسلامي الدولي للمنظمات الطلابية، ثم الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض. ولعب قادة إخوانيون – بينهم توتونجي وبرزنجي وهشام الطالب – دورًا مركزيًا في توجيه أنشطة الاتحاد ونشر الفكر الإسلاموي بين الشباب.

تأسيس مؤسسات المال والدعوة

عام 1973 أُنشئ الصندوق الإسلامي لأمريكا الشمالية بهدف دعم نشاطات الجماعة وبناء مدارس ومراكز ومساجد. تلقّى الصندوق تمويلًا كبيرًا من دول خليجية، وأصبح خلال سنوات لاعبًا مؤثرًا في إدارة الأوقاف الإسلامية.

وبحلول الثمانينيات والتسعينيات، ساهم هذا التمويل في بناء شبكة واسعة من المساجد والمراكز الإسلامية، بعضها – وفق خبراء أمنيين – تأثر بخطاب إخواني وسلفي متشدد.

وأشارت تقديرات مختلفة لاحقًا إلى أن الصندوق والجمعيات التابعة له كانت تمتلك أو تُشرف على إدارة نسبة كبيرة من المساجد الأميركية، وصلت في بعض الروايات إلى 75%.

المعهد العالمي للفكر الإسلامي… مشروع “أسلمة المعرفة”

عام 1981، أسس رجال مرتبطون بالإخوان والرابطة العالمية للشباب الإسلامي المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بهدف “إعادة بناء الفكر الإسلامي”.

هذه العملية تضمنت ترويج سرديات أيديولوجية مثل إعادة تسمية إسبانيا المعاصرة بـ“الأندلس” بوصفها “أرضًا إسلامية مغتصبة”، وهي رؤية تتبناها تيارات إسلاموية معاصرة.

تغلغل داخل المؤسسات الأمريكية

أحد أبرز رموزه، عبد الرحمن العمودي، أصبح لاحقًا المستشار الإسلامي للجيش الأمريكي، قبل أن يُدان في قضايا إرهاب وتحويل أموال إلى شركة مرتبطة بالقاعدة.

الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)… المظلة الكبرى

وتأسست ISNA عام 1981 كمظلّة لجميع المسلمين في أمريكا الشمالية، ولكن الوثائق الداخلية للإخوان تؤكد أنها الامتداد المباشر لاتحاد الطلاب المسلمين، وأن دورها هو توحيد التجمعات ذات الخلفية الإخوانية.

هل ينجح ترامب في إنهاء نفوذ الإخوان داخل أمريكا؟

يشير خبراء الأمن القومي إلى أن شبكات الإخوان في الولايات المتحدة تشكلت عبر عقود، تحت مؤسسات تعليمية وخيرية وثقافية، ما يجعل عملية تفكيكها قانونيًا وسياسيًا معقدة.

لكن إدارة ترامب تراهن على أن التصنيف الإرهابي سيحدّ من التمويلات، ويُضيّق مساحة المناورة القانونية، ويقطع الطريق أمام توسع الجماعة داخل المجتمع الأمريكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى