الحكم الشرعي لجمع أموال من لاعبى كرة القدم

كتبت سوزان مرمر
السؤال
في الحي ننظّم دورات لكرة القدم، ونجمع مالًا من جميع اللاعبين؛ وهذا المال ليس الغرض منه الجائزة، بل تعزيز روح التنافس. وكنتُ قائد فريق، وجمعتُ مالًا من اللاعبين، ولكن هذه الدورة الرياضية لم تكتمل. فقام أحد الأشخاص بشراء كرة قدم لنلعب بها، مع العلم أن اللاعبين الذين دفعوا أغلبهم يشاركون في التمارين عصرًا، فهل يجب عليّ ردّ المال لكل لاعب أخذته منه، أم يكفي الاستغفار فقط، لأن اللاعب حين يدفع كأنه يدفع في رهان قد يربحه أو قد لا يربحه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في المسابقات التي يُشترط فيها دفع المال من جميع المتسابقين (أي أن يكون المال من جميع الأطراف) هو أنه يدخل في حكم القمار، إلا إذا كان المال يجمع لغرض تغطية التكاليف.
وما ذكرته من أنك جمعت المال من جميع اللاعبين، مع النية بأن الغرض ليس الجائزة وإنما التنافس، لا يخرج هذه الصورة تماماً عن شبهة القمار إذا كان جزء من هذا المال سيُمنح للفائز، أو إذا كان دافع اللاعب هو المشاركة في “رهان” سواء ربحه أم خسره.
وأما إذا كان النية الأساسية هي تغطية التكاليف (مثل حجز الملعب، شراء الكرة، أو غير ذلك من المصاريف)، ولم يكن هدف المال هو دفع جائزة للمتسابقين، فيُعدّ هذا المبلغ تبرعاً، أو اشتراكاً من الدافعين، وفي حال عدم اكتمال الدورة، يُعتبر الباقي من هذا المال أمانة في يدك، يجب رده لأصحابه.
وإذا كان جمع المال لغرض التنافس والرهان (قمار)، فيجب رده إلى أصحابه أيضًا؛ لأن المال المأخوذ في القمار يجب التخلص منه برده إلى أصحابه، أو التصدق به إن تعذر معرفتهم، لكن ما داموا معروفين، فالرد واجب.
وأما كونهم يلعبون تمارين عصرية، فلا يسقط حقهم في المال المدفوع لدورة لم تتم.
والله أعلم.



